تسعى إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بشتى الطرق إلى توفير مخرج لجماعة «الإخوان» الإرهابية، يمكنها من العودة مجدداً إلى المشهد السياسى فى مصر، ورغم كثرة المحاولات وفشلها، إلا أن واشنطن سعت مؤخراً إلى المنظمات الحقوقية علها تنجح فيما فشلت فيه الجماعة، ولم تجد أفضل من رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، الدكتور سعدالدين إبراهيم، المعروف بعلاقاته الحميمة بالإدارة الأمريكية، لقيادة وساطة سياسية بين نظام الحكم وجماعة الإخوان. مصادر مطلعة أكدت ل«الصباح» أن إبراهيم، تلقى اتصالاً هاتفيًا من المدير التنفيذى لمنظمة «فريدم هاوس» الأمريكية غير الحكومية، ديفيد كريمر، لمناقشة كيفية إعادة دمج جماعة «الإخوان»، فى العملية السياسية المصرية مجدداً، مع البحث عن سبل لفتح خطوط اتصال مباشرة مع قيادات «التحالف الوطنى لدعم الشرعية»، والأحزاب الموالية لجماعة «الإخوان». وقال المصدر - الذى فضل عدم ذكر اسمه - إن كريمر أصر خلال الاتصال الهاتفي، على ضرورة خوض «الإخوان» المعترك السياسى مجدداً بأى ثمن، كاشفاً أن عددا كبيرا من الباحثين الأمريكيين المعنيين بالشأن المصري، أرسلوا خطابات للرئيس أوباما لمطالبته بأكبر قدر ممكن من الضغوط على الحكومة المصرية الحالية، للسماح بعودة الإخوان سياسياً، مشيراً إلى أن إبراهيم معروف برعايته للقاءات سابقة بين قيادات الإخوان والإدارة الأمريكية. من جهته، أكد إبراهيم ل«الصباح»، أنه مع إجراء حوار شامل بين التيارات السياسية فى مصر، بما فيها قيادات «الإخوان»، والتيار الإسلامى ككل، للخروج من الأزمة السياسية التى تعيشها البلاد راهناً، مضيفاً: «خروج الإخوان من الحياة السياسية هو السبب فى انتهاج كوادرها العنف، لذلك يجب أن ننظر فى كيفية إعادة تأهيلهم مرة أخرى لتجنب أخطاء الماضي، فالحديث عن إبادة الإخوان ليس حلاً، لأن الجماعة فصيل مصري، له حق المشاركة فى الحياة السياسية»، مطالباً بمحاكمة من يثبت تورطه فى أعمال عنف من قبل الإخوان. وشدد رئيس مركز «ابن خلدون» على ضرورة أن يسبق أيّ دعوة للحوار، اعتراف كل تيار بأخطائه، مع اعتذار قيادات الإخوان للشعب المصري، عما ارتكبوه من جرائم راح ضحيتها مئات المواطنين السلميين، مشيراً إلى أنه لم يلتق بأى من قيادات «التحالف الوطني»، كذلك رموز جماعة «الإخوان»، بحجة أنهم فى السجون حالياً. فى المقابل، رفضت الأحزاب المدنية دعوات المصالحة مع الجماعة الإرهابية، وقال القيادى بجبهة «الإنقاذ الوطني»، رئيس حزب «الوفد»، السيد البدوي، إنه لا مصالحة مع القتلة وقبل القضاء على الإرهاب، وإلا فإنه سيكون اعترافاً بمشروعية العنف، مبدياً تعجبه من دعوات سعدالدين إبراهيم، للانخراط فى أجواء المصالحة قائلاً: «كيف نقبل وندعو للمصالحة مع من أهدروا دماء المصريين»، مطالباً إبراهيم بضرورة التفريق بين الوطن والعمل فى المجال الحقوقي.