"1000 قائد محلي" ترفع سن المتدربين ل45 عاما    رئيس الوزراء: مصر واحة الأمن والاستقرار في المنطقة    المفتي: الاستفادة من التطور العلمي في رصد الأهلَّة يحقق الدِّقة واليقين    محافظ البحيرة تفتتح معرض دمنهور للكتاب في نسخته السابعة | صور    الحوار الوطني.. ساحة مفتوحة لمناقشة قضايا الدعم النقدي واستيعاب كل المدارس الفكرية    زراعة القناة السويس تعقد لقاء تعريفيا للطلاب الجدد(صور)    السياحة والآثار تستضيف وفدا من وكلاء السفر التركية في رحلة تعريفية    مدبولي: عقيدة مصر الدائمة الدفاع عن مصالحها وليس لنا أطماع خارجية    وزير التعليم العالي يناقش فتح فرعا لجامعة أبردين البريطانية في مصر    بنك مصر وأمازون لخدمات الدفع الإلكتروني يعقدان شراكة استراتيجية مع مصر للطيران    محافظ الغربية يناقش الموقف التنفيذي لمشروعات صندوق التنمية الحضرية    قصف إسرائيل| خامنئي: مقتل نصر الله ليس حادثة صغيرة    حقوقيون خلال ندوة بالأمم المتحدة: استمرار العدوان الإسرائيلي على فلسطين ولبنان يقوض السلم والأمن الدوليين    محامي فتوح يكشف تقديم اللاعب لواجب العزاء لأسرة أحمد الشبكي    عاد من الاعتزال.. برشلونة يتعاقد مع تشيزني    بروتوكول تعاون بين الاتحادين المصري والتونسي لكرة اليد    عبد الواحد: فوز الزمالك بالسوبر المصري سيتحقق بشرط.. وجوميز رفض بعض الصفقات    محامي فتوح ل في الجول: أسرة المتوفي وعدته بالعفو عنه    قرار قضائي جديد ضد المتهمين في واقعة «سحر مؤمن زكريا»    200 مليون جنيه لحل أزمة زيزو.. وجوميز يرفض مصطفى أشرف    وزير المجالس النيابية: نجاح مجلس الشيوخ في تطوير أدواته أمر يستحق الإشادة    مزارع يقتل شقيقه بمساعدة نجليه لخلاف على الميراث    بالأسماء.. إصابة 11 شخصًا في حادث تصادم ميكروباص بتريلا في كفر الشيخ    ضبط أب ونجليه بتهمة قتل شقيقه في الشرقية.. ما القصة؟    محامي المتهمين واقعة مؤمن زكريا ل الشروق: النيابة تحقق مع نجل التُربي والمتهمين أكدوا بحدوث الواقعة    رئيس جامعة الأزهر: الإسلام دعا إلى إعمار الأرض والحفاظ على البيئة ونهى عن الفساد    جولة بحرية بقناة السويس للفِرق المشاركة بمهرجان الإسماعيلية للفنون الشعبية    مهرجان أسوان لأفلام المرأة يبدأ استقبال أعمال دورته التاسعة    محافظ البحيرة تفتتح معرض دمنهور للكتاب في نسخته السابعة    «تفتكروا مين دول؟» .. إسعاد يونس تشوّق الجمهور لضيوف أحدث حلقات «صاحبة السعادة»    وزير الثقافة يلتقي أعضاء نقابة الفنانين التشكيليين (صور)    فتح باب التقدم لجوائز الدولة للتفوق فى فروع الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية    عالم أزهري: 4 أمور تحصنك من «الشيطان والسحر»    وما النصر إلا من عند الله.. الأوقاف تحدد خطة الجمعة المقبلة    تشغيل أكبر مستشفى لتقديم الرعاية الصحية للأطفال على مستوى الجمهورية بجامعة سوهاج    مركز السموم بطب بنها يستقبل 310 حالات تسمم خلال شهر    قافلة طبية في قرية الشيخ حسن بالمنيا ضمن مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان    جمال شعبان: نصف مليون طفل مدخن في مصر أعمارهم أقل من 15 عامًا    فرنسا تدين بشدة الغارات الإسرائيلية الجديدة في قطاع غزة    الرئيس الصينى لبوتين: مستعدون لمواصلة التعاون العملى الشامل مع روسيا    منح الرخصة الذهبية للشركة المصرية للأملاح والمعادن بالفيوم «أميسال»    رحيل لاعب جديد عن الأهلي بسبب مارسيل كولر    الكيلو ب185 جنيها.. منفذ "حياة كريمة" يوفر اللحوم بأسعار مخفضة بالمرج.. صور    الجمعة المقبل غرة شهر ربيع الآخر فلكياً لسنة 1446 هجريا    رئيس جامعة الأزهر: الإسلام دعا إلى إعمار الأرض والحفاظ على البيئة    النيابة تطلب تحريات مصرع عامل تكييف سقط من الطابق الثالث في الإسكندرية    الجيش الأردنى يحبط محاولة تسلل وتهريب كميات من المواد المخدرة قادمة من سوريا    بالصور.. 3600 سائح في جولة بشوارع بورسعيد    «بونبوناية السينما المصرية».. ناقد: مديحة سالم تركت الجامعة من أجل الفن    وزير الداخلية يصدر قرارًا برد الجنسية المصرية ل24 شخصًا    "أبوالريش" تستضيف مؤتمرًا دوليًا لعلاج اضطرابات كهرباء قلب الأطفال    وزير الري يلتقى السفيرة الأمريكية بالقاهرة لبحث سُبل تعزيز التعاون في مجال الموارد المائية    تنسيق 2024.. رابط نتيجة معادلة دبلوم التجارة بالمجلس الأعلى للجامعات    «الداخلية»: ضبط 16 متهمًا خلال حملات أمنية على حائزي المخدرات في 9 محافظات    جيش الاحتلال الإسرائيلي يوسع نطاق دعوته لسكان جنوب لبنان بالإخلاء    أمين الفتوى: الأكل بعد حد الشبع حرام ويسبب الأمراض    انتخابات أمريكا 2024| وولتز يتهم ترامب بإثارة الأزمات بدلاً من تعزيز الدبلوماسية    إيران تدعو مجلس الأمن لاتخاذ خطوات فورية ضد تهديدات إسرائيل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإخوان هددوا بإشعال الشوارع فى مصر إذا لم يوافق الأمريكان على مطالبهم السبعة
نشر في الصباح يوم 18 - 01 - 2014

مازلنا نواصل فضح أسرار عملية «الملاءة الرطبة»، التى تكشف الاتصالات السرية التى كانت بين جماعة الإخوان وبين الإدارة الأمريكية إبان ثورة 25 يناير، وتوقفنا فى الحلقة الماضية عند إنكار الجماعة اتصالاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية وأجهزتها الاستخباراتية، بالتعارض مع كل الحقائق الموثقة التى سجلتها برقيات عملية «الملاءة الرطبة» منتهى السرية، والتى فضحت علاقات الجماعة واتصالاتها السرية مع واشنطن.
أستهل التفاصيل الرسمية من البرقية سرى للغاية المحررة من ضابط العملية «إم دوجرو» برقم 2731103 بتاريخ الأربعاء الموافق 19 يناير 2011 فى تمام الساعة 5 و22 دقيقة و31 ثانية.
حررها دوجرو مباشرة عقب تقابله فى القاهرة مع ممثلين عن جماعة الإخوان المسلمين المصرية لم يحدد بياناتهم بين السطور لدواعى السرية، سجل فيها إلى قيادته فى واشنطن نص رسالة الجماعة التى عرضت فيها سبعة مطالب مقابل تدارك ثورة دموية فى مصر هى:
أولًا تنحى مبارك فورًا عن الحكم.
ثانيًا إقالة الحكومة وتولى جماعة الإخوان المسلمين تشكيل حكومة جديدة.
ثالثًا دعوة رئيس الجمهورية إلى انتخابات رئاسية مبكرة.
رابعًا حل مجلسى الشعب والشورى المصريين مع الدعوة إلى انتخابات نيابية عاجلة.
خامسًا تعديل دستور 1971 وإلغاء المواد 76/77/88.
سادسًا الموافقة على إجراء جميع الانتخابات تحت إشراف قضائى شامل مع حضور منظمات المجتمع المدنى المحلية والدولية للمراقبة.
سابعًا: تأمين نسبة 51 ٪ من مقاعد البرلمان المصرى لصالح جماعة الإخوان.
وتأكيدًا على معلومات دوجرو أبرقت الضابطة «كيه بوخارى» مديرة عملية «الملاءة الرطبة» الإقليمية من تل أبيب فى تمام الساعة الخامسة و24 دقيقة و42 ثانية برقيتها رقم 2745863 بتاريخ 19 يناير 2011.
بوخارى سجلت فى البرقية تواصلها مع مسئولين لم تحددهم بالاسم فى النظام المصرى أكدوا لها عدم امتلاكهم رؤية دقيقة ولا حتى خطة مسبقة للتعامل مع إمكانية حدوث ثورة شعبية شاملة.
ووثقت بوخارى تمرير الدكتور «محمد مرسى عيسى العياط» - مواليد 8 أغسطس 1951 - المسئول الرفيع بجماعة الإخوان المسلمين ساعتها رسالة سياسية سرية إلى واشنطن.
هدد فيها باسم جماعته أن ما سيحدث فى مصر بعد أيام سيصيب عروش دول عربية كبرى فى الشرق الأوسط.
بعدها أبرق «بى بارسلى» ضابط عملية «الملاءة الرطبة» من القاهرة البرقية «سرى للغاية» رقم 1098943 بتاريخ 19 يناير 2011 فى تمام الساعة الخامسة و53 دقيقة و16 ثانية.
كشف فيها معلومات وردت إليه من جماعة الإخوان المسلمين المصرية أكدت أن الجماعة المصرية طلبت من فرع جماعة الإخوان الأردنية الخروج على الملك «عبد الله الثانى بن الحسين» العاهل الأردنى الذى تولى ملك بلاده بداية من 7 فبراير 1999، وأن جماعة الإخوان المصرية أرسلت بتفاصيل خطة الثورة الأردنية إلى العاصمة عمان على أن تبدأ فعالياتها صباح يوم 25 يناير 2011 بالتزامن مع ما سيحدث فى مصر ذلك اليوم.
المثير أن «إم ويلسون» وهو ضابط برتبة مراقب بمجموعة «الكانفاس» - CANVAS - التى نفذت عملية «الملاءة الرطبة» أبرق ببرقية سرية للغاية حررها من العاصمة الأردنية عمان بتاريخ 19 يناير 2011 برقم 1122275 فى تمام الساعة الخامسة والنصف و24 ثانية.
أبلغ فيها قيادته فى واشنطن أن جماعة الإخوان المسلمين الأردنية أبلغته بقرار تكليف الدكتور «محمد مرسى» بملف الاتصالات السرية مع الإدارة الأمريكية بداية من 30 يناير 2011، مؤكدًا معلومات وردت إليه من عدة مصادر موثوق فيها كررت أن مرسى أصبح منذ ذلك التاريخ همزة الوصل الرسمية بين الجماعة المصرية والبيت الأبيض.
ثم عاد «إم ويلسون» فى تمام الساعة السادسة و56 ثانية عصرًا، وحرر من العاصمة الأردنية عمان برقيته سرى للغاية رقم 1098669 بتاريخ 19 يناير 2011.
سجل فيها معلومات وردت إليه من أحد أصدقاء واشنطن فى جماعة الإخوان الأردنية لم يسمه فى البرقية لدواعى السرية، أفادت أن الجماعة الأردنية طلبت من نظيرتها المصرية مهلة لخلع الملك عبدالله وحتى تدرس ما ستسفر عنه الأمور فى مصر بداية من الخميس الموافق 25 يناير 2011.
كما نقل «إم ويلسون» فى برقيته معلومات نقلًا عن نفس المصدر المجهل بين السطور أكد فيها أن جماعة الإخوان المصرية هددت صراحة بإشعال الشوارع فى مصر إذا لم توافق واشنطن على مطالب الإخوان السبعة، وأنه علم من جماعة الإخوان الأردنية أن واشنطن وافقت على تسليم رئاسة الحكومة المصرية إلى جماعة الإخوان المصرية بشرط حفاظهم على مبارك رئيسًا، وأن الجماعة وافقت على شرط الإبقاء على مبارك حتى نهاية فترته الرئاسية كما تعهدت بضبط ثورة الشارع المصرى.
مازلنا مع برقيات ملف عملية «الملاءة الرطبة» منتهى السرية وسط أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 نفاجئ فيها بتاريخ وثقته CIA لبدء نزول جماعة الإخوان إلى الشوارع واشتباكهم مع نظام مبارك.
الدليل برقية ضابط العملية «إم ويلسون» سرى للغاية رقم 2783523 التى حررها فى تمام الساعة الثامنة و49 دقيقة بتاريخ 26 يناير 2011.
وثق فيها تلقيه اتصالًا من جماعة الإخوان المسلمين المصرية أبلغوه فيه قرارهم النهائى بالنزول إلى الشوارع المصرية مع فجر 28 يناير 2011 عقب تأكدهم من نجاح الثورة وقرب سقوط نظام مبارك.
فى ذات الإطار أجد برقية ضابط العملية «بى بارسلى» سرى للغاية رقم 2817344 التى حررها من واشنطن فى تمام الساعة الثالثة صباحًا و39 دقيقة و40 ثانية بتاريخ 4 فبراير 2011، أكد فيها مطالبة جماعة الإخوان المسلمين المؤسسة العسكرية المصرية بالتخلى عن مبارك ودعوتها لعدم التورط فى الأحداث ضد الشعب الثائر فى الشوارع والعودة إلى الثكنات مع الابتعاد عن السياسة.
أنتقل بعدها إلى برقية ضابطة العملية «كيه بوخارى» سرى للغاية رقم 2781302 التى حررتها فى تمام الساعة الثانية و49 دقيقة و22 ثانية من واشنطن بتاريخ 4 فبراير 2011.
وثقت فيها بوخارى مديرة العملية الإقليمية نص رسالة تحذير رسمية وردت إليها سرًا من جماعة الإخوان المسلمين حتى تنقلها إلى البيت الأبيض حذرت فيها الجماعة واشنطن من ممارسة الضغوط السياسية عليها، حتى لا تجبر على مواجهة المؤسسة العسكرية والسلطة القضائية المصرية إذا وقفتا أمام حق مشروع الإخوان فى حكم مصر على حد تعبير بوخارى نقلًا عن نص رسالة الجماعة.
ثم عادت «كيه بوخارى» فى تمام الساعة الثالثة و48 دقيقة و43 ثانية، وحررت برقيتها سرى للغاية رقم 2791556 بتاريخ 4 فبراير 2011 وثقت فيها أن جماعة الإخوان المسلمين المصرية تواصلت مع مبارك شخصيًا صباح ذلك اليوم عن طريق هاتف الرئاسة الخاص.
وأن الجماعة أبلغت مبارك بصيغة التهديد تصميمها على مطلب تنحيه عن السلطة ورفضها تولى نائبه - بداية من 29 يناير - اللواء «عمر محمود حسين سليمان الفحام» مهام الرئيس بالوكالة، غير أن مبارك رفض التهديد وأغلق فى وجه الجماعة جميع خطوط نظامه.
ومن برقية بوخارى إلى برقية ضابط العملية «بى بارسلي» سرى للغاية رقم 2817344 الصادرة من واشنطن بتاريخ 4 فبراير 2011 فى تمام الساعة الثالثة صباحًا و39 دقيقة و40 ثانية، والتى وثق بارسلى فيها تفاصيل المكالمة الهاتفية بين مبارك وجماعة الإخوان، ونطالع لأول مرة أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA استخدمت فى مكاتباتها السرية للغاية الاسم «موبا» عند تبادل المعلومات بشأن الرئيس الأسبق مبارك.
وفى المتن نفاجئ حصريًا أن جماعة الإخوان المسلمين رفضت بشكل قاطع مجرد طرح فكرة تواجد اللواء عمر سليمان مدير جهاز الاستخبارات العامة المصرية الذى شغل مهام المنصب فى الفترة من 22 يناير 1993 وحتى 29 يناير 2011 على رأس الحكم بعد مبارك ولو حتى بالوكالة، وأن الجماعة هددت واشنطن صراحة فى ذلك التاريخ أنها ستواجه اللواء سليمان على الأرض بجميع الوسائل.
الجماعة أبلغت واشنطن أنها اعتبرت سليمان عدوًا رسميًا لجماعة الإخوان المسلمين فى مصر من لحظة تعيينه رسميًا من قبل مبارك فى منصب نائب الرئيس يوم 29 يناير 2011.
اللافت أن برقية ضابط العملية «بى بارسلى» سرى للغاية الصادرة فى تمام الساعة الرابعة صباحا و16 دقيقة وخمس ثوانٍ من واشنطن برقم 1128169 بتاريخ 4 فبراير 2011.
سجلت صحة التهديد، أن جماعة الإخوان المسلمين بدأت التعبئة والتحرك ضد سليمان انطلاقا من ميدان التحرير، وأن سليمان علم بالتهديد فدعا الجماعة رسميًا للجلوس معه وحدد لهم موعدًا عاجلًا فى التاسعة من صباح الثالث من فبراير 2011.
جماعة الإخوان بدورها وضعت أمام سليمان نائب الرئيس الجديد وقتها شرط تنحى مبارك أولًا، ورفضت الجماعة مناقشة مستقبل مصر معه بل أخبرته شخصيًا صراحة أنه لا مكان له فى هذا المستقبل، وأن عليه التفكير لنفسه ولأسرته بشكل عاجل فى منفى اختيارى.
فى الواقع لم تسجل معلومات البرقية رد سليمان على تهديد الجماعة، وهنا أتوقف أمام برقية الضابطة «كيه بوخارى» رقم 1116021 التى حررتها فى تمام الساعة الخامسة و19 دقيقة و39 ثانية تحت بند سرى للغاية بتاريخ 4 فبراير 2011، حيث أبرزت فيها تخوف مجموعة ضباط عملية «الملاءة الرطبة» مما دار بين جماعة الإخوان المسلمين وعمر سليمان فى القاهرة، وأن الجماعة المصرية فى طريقها للسيطرة على المخزون الأمريكى الاستراتيجى الدفاعى فى مصر.
بعدها طالبت بوخارى فى برقيتها البيت الأبيض سرعة التوجه إلى القاهرة لفتح حوار استراتيجى حقيقى مع جماعة الإخوان المسلمين المصرية لتأمين المصالح الأمريكية فى مصر والشرق الأوسط.
المثير أن كيه بوخارى سجلت فى متن برقيتها معلومات حصلت عليها من عدة مصادر حذرت فى ذلك التاريخ أن جماعة الإخوان المسلمين المصرية فى طريقها لتشكيل قوة عظمى فى الشرق الأوسط.
وطبقًا لمعلومات مصادرها الموثوق بها أكدت بوخارى أن جماعة الإخوان المسلمين لديها خطة للسيطرة على العالم العربى حتى عام 2020.
وحددت بوخارى بدقة أن خطة جماعة الإخوان المسلمين تجاه دول الخليج الكبرى بدأت فى 15 فبراير 2011 طبقًا لمعلومات مصادر وكالة الاستخباراتية المركزية الأمريكية CIA.
عندما عقدت الجماعة المصرية يومها سرًا فى تركيا أول اجتماع مغلق من نوعه لقادتها بحثوا فيه ضرورة تكوين جيش إقليمى نظامى وقوة شرطة إقليمية عملاقة تدين قواتها بالولاء التام للجماعة وحدها.
تطابقت معلومات ضباط عملية «الملاءة الرطبة» بشأن خطة الإخوان للسيطرة على العالم العربى حيث أصل إلى برقية العملية سرى للغاية رقم 2378909 الصادرة من واشنطن فى تمام الساعة الثامنة صباحًا ودقيقتين وثلاثين ثانية بتاريخ 15 فبراير 2011.
وهى برقية أثارت الفضول بعدما سجلت فى خانة المحرر كلمة «لا أحد - NO ONE» الدالة على صدورها مباشرة عن قيادة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA.
كشفت أن جماعة الإخوان المسلمين المصرية أبلغت الإدارة الأمريكية فى ذلك التاريخ صراحة عزمها إنشاء حزب سياسى رسمى خاص بالجماعة ثبت فى معلومات البرقية تأسيسه فعليًا بتاريخ 21 فبراير 2011.
ونفاجأ أن الإدارة الأمريكية وافقت بالفعل على كل مطالب الجماعة بما فيها إنشاء ذلك الحزب السياسى، وأن موافقة واشنطن صدرت بعد ساعة واحدة من إعلان اللواء عمر سليمان البيان التاريخى لتنحى مبارك عن الحكم من القاهرة بتاريخ 11 فبراير 2011.
تتوالى الأسرار فى ملف عملية «الملاءة الرطبة»، وأصل إلى برقية ضابطة العملية «كيه بوخارى» سرى للغاية رقم 2740576 التى حررتها فى تمام الساعة الرابعة وسبع دقائق و18 ثانية من تل أبيب بتاريخ الأول من مايو 2011.
أبلغت فيها قيادتها فى واشنطن معلومات موثقة وردت إليها من القاهرة، أكدت عزم جماعة الإخوان المصرية على طلب تعهد أمريكى جديد يضمن للجماعة تأمين نسبة 51 فى المائة من مقاعد مجلس الشعب المصرى ال 498.
ومعروف خارج المتن أن الدورة الأخيرة لمجلس الشعب - أول دورة برلمانية مصرية من 25 نوفمبر 1866 حتى 24 يناير 1867 - فى عهد الإخوان ترأسها الدكتور «محمد سعد الكتاتنى» خلال الفترة من 23 يناير 2012 حتى حكم المحكمة الدستورية - تأسست عام 1979 - بحل المجلس رسميًا بتاريخ 10 يوليو 2012 .
الحقيقة تنقلنا تلك المعلومات إلى البرقية سرى للغاية رقم 3127799 التى حررها ضابط العملية «إل فيدركا» فى تمام الساعة السابعة و34 دقيقة وخمس ثوانٍ من واشنطن بتاريخ 29 مايو 2011.
كشفت يومها توقع الإدارة الأمريكية أن جماعة الإخوان لن تكتفى بنسبة الواحد والخمسين فى المائة من مقاعد مجلس الشعب وطبقًا لمعلومات البرقية كانت الجماعة ستسعى لكامل مقاعد البرلمان المصرى مما شكل تهديدًا مباشرًا على مناخ الاستقرار السياسى والمصالح الأمريكية فى مصر.
بعدها أصل إلى برقية ضابطة العملية «كيه بوخارى» سرى للغاية رقم 5061769 التى حررتها فى تمام الساعة الثانية عشرة و59 دقيقة و22 ثانية مساء من تل أبيب بتاريخ 9 أغسطس 2011.
كشفت فيها أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA استغلت حالة الفوضى السياسية العارمة فى القاهرة وأجرت سرًا فى بداية شهر أغسطس 2011 أكبر حملة استطلاع رأى أمريكية فى مصر.
مؤكدة أنها كانت أكبر من حملة مماثلة نفذتها الوكالة عام 1977 شملت كل المحافظات المصرية سأل فيها ضباط CIA عامة الشعب عن مدى تقبلهم لفكرة السلام مع إسرائيل مستخدمين هويات موظفين مصريين فى جهاز الإحصاء.
بوخارى أكدت أن الجهاز الأمريكى استخدم فى إجراء الاستطلاع آليات عمل عدد من منظمات المجتمع المدنى المصرى اللوجستية التى تمولها الولايات المتحدة أكدت أرقام استطلاعاتها فى مساء 8 أغسطس 2011، وأن المجتمع المصرى لم يعد يخشى فكرة العيش تحت الحكم الإسلامى بعد ثورة 25 يناير 2011، وأن طريق جماعة الإخوان المسلمين المصرية إلى سدة الحكم أصبحت مفتوحة.
أما البرقية سرى للغاية رقم 134984 التى حررتها «كيه هوبر» ضابطة مجموعة عملية «الملاءة الرطبة» - الكانفاس - CANVAS - فى تمام الساعة السادسة ودقيقة وثمانى ثوانٍ من واشنطن بتاريخ 2 أكتوبر 2011.
فقد كشفت معلومات لقاء سرى للغاية جرى فى القاهرة خلف الكواليس السياسية الملتهبة صباح 2 أكتوبر 2011 بين عناصر استخباراتية أمريكية وجماعة الإخوان المسلمين المصرية.
على ضوء معلومات البرقية شارك فى اللقاء دبلوماسيون من السفارة الأمريكية بالقاهرة لم تذكرهم البرقية شهدوا على تعهد جماعة الإخوان المسلمين كتابة بصيغة المستقبل بمحاربة العنف الإسلامى المتشدد فى مصر.
وقد انتهى اللقاء بتسلم جماعة الإخوان المسلمين المصرية ورقة رسمية موقعة من البيت الأبيض تضمنت موافقة واشنطن السيادية على قبول الجماعة بداية من 2 أكتوبر 2011 كطرف سياسى فاعل داخل أسرة المجتمع الدولى.
أما البرقية سرى للغاية التى حررها «بى بارسلى» ضابط العملية فى تمام الساعة التاسعة و58 دقيقة و19 ثانية من واشنطن تحت رقم 4039639 بتاريخ 30 نوفمبر 2011.
فقد كشفت عن خلافات نشبت يومها بين جماعة الإخوان والمؤسسة العسكرية المصرية التى رفضت على حد معلومات البرقية تهميش المرأة ودور شباب الثورة وسعى الجماعة للسيطرة على نسبة 75 فى المائة من مقاعد البرلمان.
بالإضافة إلى رفض المؤسسة العسكرية المصرية اتفاق جماعة الإخوان الجانبى مع عدد من الأحزاب السلفية على شغل نسبة ال 25 فى المائة الباقية من مقاعد البرلمان المصرى.
الأمر الذى أقلق الإدارة الأمريكية بقوة من تداعيات تقسيم مقاعد البرلمان المصرى على الجماعات والأحزاب الدينية وحدها مع اعتراض البيت الأبيض على تهديد رجال أعمال جماعة الإخوان المبالغ فيه لأعمال البورصة المصرية وسعيهم للسيطرة عليها.
مازلنا مع معلومات برقيات عملية «الملاءة الرطبة»، وأصل إلى برقية ضابطة العملية «بى صادق» سرى للغاية الصادرة فى تمام الساعة السابعة و59 ثانية مساء من واشنطن برقم 198856 بتاريخ الأول من ديسمبر 2011.
أكدت أن جماعة الإخوان المسلمين اتفقت مع الأحزاب السلفية سرًا فى ذلك التاريخ على السيطرة على كامل مقاعد البرلمان المصرى، وفى التوقيت ذاته اتفاقهما معًا على القضاء على حزب الوفد المصرى.
فى الحلقة القادمة:
حصريا: برقيات CIA مع مجموعة «الطلبة الطيبون» فى مصر
الأسرار الحقيقية لعملية الهجوم على السجون المصرية
حماس وجيش الإسلام هاجموا وادى النطرون وأبوزعبل
الخطة الفاشلة لتهريب جواسيس الموساد الإسرائيلى من منطقة سجون طرة
سبائك ذهب بقيمة 5 ملايين دولار مقابل تهريب 34 قياديًا من وادى النطرون على رأسهم مرسى والعريان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.