منذ عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى، فى 3 يوليو الماضى، والتحفظ عليه فى مكان سرى، قبل نقله «محبوسًا» إلى سجن «برج العرب» بالإسكندرية، سعت الجماعة الإرهابية للوصول إليه، ليس من أجل إعادته إلى الحكم، كما يطالب أنصاره، ولكن لأجل تهريبه خارج البلاد أو تصفيته جسديًا. فى السطور التالية نكشف تفاصيل محاولات تهريب مرسى. خطة إبعاد المعزول عن المشهد نهائيًا، تبدو منطقية حين يتضح أن الهدف من ورائها طى صفحة مشينة للجماعة وحلفائها فى الداخل والخارج، والذين يخشون أن يتفوه الرجل بما يكشف حقيقة مؤامرات حيكت ضد مصر، ولذا فإن إسكاته نهائيًا هو الحل، كما أن تهريب مرسى أو قتله من شأنه أن يضع السلطة الحالية فى مأزق بحيث تتجه أصابع الاتهام إليها.
تقرير سيادى أوضح تقرير سيادى وصل إلى مديرية أمن الإسكندرية، أن المرحلة القادمة ستشهد محاولات عناصر من سيناء ومطروح النزوح إلى منطقة برج العرب بعد مرورهم بمنطقة «أبيس» التابعة لمحافظة الإسكندرية، للاتفاق مع عناصر إخوانية لتسهيل مهمتهم وإعطائهم «رسمًا كروكيًا» لسجن برج العرب المطلوب اقتحامه، ومن ضمن المخططات التى أوضحها التقرير أنه سيتم اقتحام السجن فى وقت الاستفتاء على الدستور، لأن قوات الشرطة والجيش ستكون منشغلة بتأمين اللجان، وسيتم استهلاكها فى مظاهرات مفتعلة مع الإخوان فى الشارع، لإفساد الاستفتاء بما يسمح بتنفيذ خطة تهريب مرسى، مما جعل مديرية الأمن تعلن حالة الطوارئ وتؤمن الأقسام بالاشتراك مع الجيش لوصول معلومات أن الجماعات الإرهابية ستحاول اقتحام الأقسام لإخراج السجناء فى ليلة الاستفتاء. جهة سيادية أكدت أن هناك منظمات إرهابية من خارج البلاد، يحركها التنظيم الدولى للإخوان استطاعت أن تلتقى بالإخوانى السكندرى محمود عطية، وهو عضو سابق فى مجلس الشعب المنحل (هارب حاليًا)، ومحمد مسرح عضو حزب الحرية والعدالة بمحافظة مطروح، ومعهما شخصية سلفية معروف عنها الإتجار بالأسلحة واجتمعوا على حدود ليبيا فى حماية قبائل بدوية ودار مخططهم حول إشعال المظاهرات المسلحة فى عدة مواقع بالإسكندرية لإرهاق واستنزاف الجيش والشرطة وتكثيف محيط المظاهرات العنيفة قرب سجن «برج العرب» بما يساعد على اقتحامه وتهريب مرسى الذى يعتبر صندوق أسود لمخططات الجماعة.
محاولات فاشلة البداية كانت من خلال عملية جس نبض حيث تلقت المديرية بالإسكندرية بلاغًا كاذبًا، منتصف ديسمبر الماضى، يفيد بوجود قنبلة بجوار سجن «برج العرب»، وبعد تفقد المكان لم يتم العثور على شىء، واستمرت عدة مظاهرات بجوار السجن بحجة منع الزيارة عن مرسى بالمخالفة للقانون. فى تلك الأثناء، حاول بعض الإخوان تقديم أغذية لمرسى، ورفضت إدارة السجن خشية أن تكون مسمومة، وفى كل مرة كانت تحدث المظاهرات فى منطقة برج العرب يتم القبض على أفراد يحملون سلاحًا وزجاجات مولوتوف، وتم ضبط مخزن أسلحة ثقيلة ببرج العرب، ورغم كل هذه الضبطيات لم تصدر مديرية أمن الإسكندرية بيانات عن تلك الأسلحة فى حالة شديدة من التكتيم. كما حاولت مجموعة مسلحة إطلاق نيران على عربة ترحيلات تابعة للأمن المركزى بها سجناء فى طريقهم لسجن برج العرب، وعلى الرغم من تصدى قوات الأمن لتلك المحاولة وفرار المجموعة المسلحة إلا أن مديرية الأمن لم تفصح عن هروب سجينين من 30 سجينًا كانوا فى عربة الترحيلات، وأكدت العلاقات العامة بالمديرية أن الحادث جنائى، وليس مرتبطًا بالأحداث الإرهابية أو السياسية التى تمر بها البلاد ولم يهرب أى سجين من عربة الترحيلات. وردًا منه على كل المحاولات أكد مدير أمن الإسكندرية اللواء أمين عز الدين، أن سجن برج العرب المحبوس فيه الرئيس المعزول، مؤمن تمامًا من خلال قوات الجيش والشرطة والأمن المركزى، وهناك إجراءات أمنية مكثفة على قطاع السجن من مداخله ومخارجه وتم منع الزيارة عن «المعزول» تمامًا لدواعٍ أمنية كما ينص القانون.