كشفت مصادر من داخل «الإخوان» عن مخطط الجماعة لما أسموه «بروفة 30 ديسمبر الحالى» والتى تهدف إلى عرقلة قوات الأمن وتهديد وترويع المواطنيين. وحسبما أكدت المصادر، فإن الخطة تم وضعها من قبل التنظيم الدولى للجماعة الذى يحاول تصدير مشهد العنف الدموى قبل الاستفتاء على الدستور المقرر فى 14 و15 يناير المقبل. ومن المتوقع أن تسير خطة الجماعة فى اتجاهين: الأول وهو المرجح حتى الآن، هو التظاهر فى جميع المحافظات والمراكز والقرى فى محاولة لإرباك قوات الأمن وتصدير المشهد أمام الرأى العام العالمى. والبند الثانى فى الاتجاه الأول محاولة إحراق نقاط الشرطة والمراكز فى المحافظات لاستعادة نفوذ الجماعة حسب ما قاله التنظيم الدولى فى بنود الخطة المقررة. أما البند الثالث حسب المصادر فهو وجود نية لإحراق مقار اللجان فى المراكز والقرى التى تتم فيها عمليات الاستفتاء بشكل كامل لتكون رسالة إلى المواطنين بعدم الذهاب إلى هذه اللجان، وهذا البند قد يؤجل إلى قبل الاستفتاء بأيام قليلة فى حال عدم التمكن منه خلال هذا اليوم. وأما الاتجاه الثانى فى الخطة فهو أن يقوم شباب الإخوان بالزحف إلى القاهرة بطريقة فردية قبل 30 ديسمبر فى محاولة لدخول ميدان رابعة والتحرير، وفى هذا اليوم تكون إشارة لباقى أعضاء التنظيم وأنصاره أنهم ما زالوا قادرين على الوصول إلى الميادين الكبرى، وأنهم سيطلبون من «محبيهم ومناصريهم» الانضمام إليهم فى الميادين عن طريق بعض وسائل الإعلام الخاصة بهم والتى ستتواجد معهم لحظة الدخول. وعلى الرغم من علم الجماعة أنها لن تستطيع الاعتصام داخل هذه الميادين إلا أنها تعتبر «مجرد المحاولة» رسالة لحشد أكبر عدد من التنظيم خلال الأيام التى تسبق الاستفتاء، باعتبارها «المعركة الأخيرة» لهم. وتقول المصادر إن تفجير المنصورة جاء كخطوة أولى بعد اجتماع التنظيم الدولى فى تركيا الجمعة الماضية، والذى تم بحضور كل من حسن مالك والأمين العام للتنظيم إبراهيم منير، حيث انتهى الاجتماع إلى صدور الأوامر بالتصعيد على كل الجبهات ومنها دفع المجموعات الإرهابية المسلحة إلى القيام بمثل هذه العمليات. ومن جانبه، يقول اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز أمن الدولة السابق فى تصريحات خاصة ل«الصباح» إن تفجير المنصورة والذى تم يوم الثلاثاء الماضى يقف وراءه عدد كبير من عناصر «أنصار بيت المقدس» وعناصر «جند الله» المنتشرة بشكل فى سيناء وعدد من المحافظات المصرية والتى تسعى للقيام بمثل هذه العمليات فى المرحلة المقبلة. ومن جهته، يقول اللواء جمال أبو ذكرى، مساعد وزير الداخلية السابق، «إن اجتماع تركيا الأخير الذى حضره بعض من عناصر الإخوان يقف بشكل مباشر وراء أحداث المنصورة والتى تمت إسنادها إلى بعض العناصر التكفيرية منها (أنصار بيت المقدس) و(جند الله) و(أنصار الشريعة) المتمركزون فى عدد كبير من محافظات مصر». ويؤكد «أبو ذكرى» أن «هناك تنسيقا كبيرا بين قوات الأمن من أجل التصدى لكل مخططات الإخوان فى 30 ديسمبر، كما أن قوات حرس الحدود لديها معلومات بهذا المخطط وتعمل على التصدى له بكافة الوسائل التى تمنع مثل هذه العمليات». حرق مقار الاستفتاء وتكشف مصادر أمنية ل«الصباح» أن محاولة الجماعة التى ستواجهها قوات الأمن بكل حزم فى 30 ديسمبر، فيما أسموها «بروفة إسقاط النظام» وهى محاولة لدخول بعض الأسلحة من على الحدود الليبية وبعض الأنفاق التى لم يتم كشفها من غزة إلى رفح وأن هذا الأمر يهدف إلى دخول متفجرات كثيرة بعد إعلان رئاسة الوزراء بوضع الجماعة على قائمة الإرهاب، كما أكدت المصادر أن هناك أطرافا دولية متورطة بالفعل فى حادث المنصورة، لكن لم يتم عنها حاليا حتى ثبوت الأدلة والوقائع. ويعتبر الدكتور كمال الهلباوى، نائب رئيس لجنة الخمسين والمنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، «أن خروج الجماعة فى 30 ديسمبر الحالى لن ينتج عنه سوى المزيد من العنف فى الشارع المصرى، وأن القيادات والتنظيم الدولى يدفعا بالشباب إلى الشارع الذى أصبح رافضا لهم بشكل كبير. ويضيف الهلباوى أن «ما أسموه بروفة 30 ديسمبر سيتسبب فى مصادمات كبيرة بين شباب الجماعة والأهالى فى كل الأماكن التى سيتواجدون بها، موضحا أن من خرج فى 30 يونيو من الشباب لن يسمح بعرقلة خارطة الطريق أو تدمير منشآت البلد، وهو الأمر الذى يمكن أن يؤدى إلى مواجهات مؤكدة بين الطرفين». ويشير الهلباوى إلى أن «خروج الجماعة واتباعها منهج العنف فى الشارع والجامعات يعد إساءة للإسلاميين بشكل عام ويساعد على تشويه صورة الإسلام فى الخارج، مطالبا القيادات والشباب بإعمال العقل وإعلاء المصلحة الوطنية التى لا تسمح بمثل هذه الأعمال التخريبية فى عمر مرحلة خطيرة تمر بها مصر». فيما يرى أحمد بان، أحد قيادات الجماعة المنشقين أن «محاولة الجماعة فى الحشد يوم 30 ديسمبر هى محاولة يائسة وبائسة تهدف إلى عرقلة خارطة الطريق ونشر العنف والفوضى، والحقيقة أن التنظيم الدولى يعظم دوره فى حالة ضعف التنظيم الداخلى على إثارة المشهد وإشعاله، وأن جميع المخطات التى وضعتها تلك القيادات سواء الداخلية أو الخارجية تهدف إلى العمل على خطين متوازيين هما نشر الفوضى فى الشارع وهو ما يمثل تهديدا للجماهير، ومحاولة تصدير هذا المشهد عالميا فى محاولة يائسة لإعادة توازن الجماعة مرة أخرى».