توصلت «الصباح» إلى تفاصيل خطة تنظيم الإخوان لتعطيل الاستفتاء على الدستور الجديد وإفشال «خريطة المستقبل»، وحسب مصادر من داخل المكاتب الفرعية للجماعة، فإن الخطة تعتمد على عدة تحركات وترتيبات، تم توزيع مهامها على ممثلى المكاتب الفرعية التى ما زالت تمارس دورها فى الشارع بعد حرق المقرات، إضافة إلى الاستعداد لاشتباكات مسلحة أمام اللجان فى المحافظات والقرى، وتجهيز أسلحة نارية لبث الرعب والفزع بين أهالى القرى والمحافظات. وأوضحت المصادر أنه سيكون هناك غرفة عمليات لكل مركز فى المحافظات، بخلاف غرفة مركزية فى كل محافظة تابعة للغرفة الرئيسية التى سيرأسها عدد من قيادات الصف الثانى لجماعة الإخوان. مسيرات ليلية قبل الاستفتاء «لن نستسلم وسنفسد كل ما يخطط له العسكر».. بهذه الكلمات بدأ أحد المواطنين المنتمين لجماعة الإخوان بقرية مسجد موسى بمركز أطفيح، حديثه ل«الصباح»، مشددا على عدم التنازل عن شرعية الرئيس المعزول، لافتا إلى أن جميع أهالى القرية سينظمون مسيرات ليلية تجوب المركز بأكمله لمحاولة إقناع الأهالى بأن ما حدث فى 30 يونيو «انقلاب عسكرى»، وقال المصدر: «مرسى تم خداعه والانقلاب عليه وعلى جماعته، ونحن لن نتردد لحظة واحدة فى الدفاع عنه وعن شرعيته مهما كلفنا الأمر من تضحيات، وأضاف أن: أهالى قرية مسجد موسى جميعهم على قلب رجل واحد وسيصوتون ب«لا» على الدستور، على حد قوله. إسماعيل حسن، عامل بأحد مصانع الطوب الطفلى بالمركز، قال: إن كل ما يشغل بال أعضاء جماعة الإخوان بمركز أطفيح خلال الفترة الحالية هو كيفية تعطيل الاستفتاء على الدستور، وأنهم يجوبون قرى المركز ليلاً، ويحثون الأهالى على رفض الدستور، بدعوى أن النظام قتل الأبرياء والعديد من شيوخ المركز فى ميدانى رابعة العدوية والنهضة، فضلا عن دعوتهم إلى تنظيم مسيرات ليلية تجوب المركز بأكمله قبل موعد الاستفتاء بيومين، مشيرا إلى أن هذه المظاهرات تنظم أمام المدارس والوحدات الصحية والتى ينعقد بها لجان الانتخابات، لإقناع المواطنين بالتصويت ب«لا».
تكثيف الحملات فى الصعيد حسب ما رصدته «الصباح» فى عدد من محافظات الوجه القبلى، مثل «الفيوم وبنى سويف وأسيوط والمنيا وقنا»، فإن الجماعة بدأت بالفعل الحشد ليوم الاستفتاء عن طريق تحريف وتزييف بعض نصوص الدستور، وأكد عدد من النشطاء فى تلك المحافظات أن الجماعة تنظم حملات كبيرة استعداد ليوم الاستفتاء، وتوعد أسامة محمد، أحد أبناء محافظة الفيوم، بشن حملات موسعة لرفض الدستور ووصفه بأنه دستور كافر وضعه علمانيون، وقال: «سنمنع تمرير الدستور إلا على أجسادنا، وإن كان عدد الشهداء أكثر من شهداء رابعة لن يمر هذا الدستور». فيما أكدت شيماء نصر، عضو جماعة الإخوان ببنى سويف، أن يوم الاستفتاء سيقوده حرائر مصر، وأنهن يرفضن هذا الدستور ومن وضعوه، مضيفة: لن يكون هناك استفتاء على دستور يؤسس للإلحاد والكفر وحرية الزنا- على حد قولها. كما رصد عدد من النشطاء الثوريين فى محافظتى المنيا وأسيوط تحركات مشايخ الإخوان للدعوة لتعطيل الدستور، الذين يعتبرون أن الدستور سيبيح للمسيحيين بناء الكنائس فى أى مكان، وهو ما لن يسمح به المسلمون- على حد قول قيادات الإخوان. «رابعة» على جدران المدارس وأشار محمد العشرى، سائق توك توك بقرية الكوداية التابعة لمركز أطفيح، أنه شاهد مجموعة من المنتمين إلى جماعة الإخوان يذهبون لإحدى المكتبات التى يمتلكها أعضاء الجماعة للتعاقد على طبع كميات كبيرة من البوسترات واللافتات التى تحمل شعار «رابعة» وصور لمجموعات كبيرة من قتلى أحداث «رابعة والنهضة» للصقها على جدران المدارس والوحدات الصحية التى تعقد فيها اللجان الانتخابية، حتى يشاهدها المواطنون قبل الإدلاء بأصواتهم على الاستفتاء. وأكد هانى سيد، سائق سيارة نقل ثقيل بمركز أطفيح، أنه شاهد مجموعة من شباب الإخوان يجوبون مصانع الطوب الطفلى فى المركز لدعمهم بالمال، من أجل الإنفاق على طباعة البوسترات واللافتات التى سيتم طباعتها فى المكتبات، حتى يتم توزيعها على المشاركين فى التظاهرات قبل الاستفتاء، ولصقها على جدران المدارس والوحدات الصحية، مشيرا إلى أنه تابع هؤلاء الأشخاص ووجد أنهم يمرون على أصحاب المصانع المنتمين للإخوان، وأن كل صاحب مصنع يقوم بدعوة عماله للمشاركة فى التظاهرات والتصويت ب«لا» على الدستور.
شاشات عرض بالمركز كشفت مصادر مطلعة من داخل جماعة الإخوان بمركز أطفيح عن الاستعانة بشاشات عرض كبيرة لوضعها على مداخل ومخارج المركز وأمام المقاهى، لعرض مشاهد وفيديوهات أحداث فض اعتصام رابعة العدوية وميدن النهضة، لكى يعلم الأهالى حقيقة ما حدث فى هذا اليوم ومدى الظلم والقهر الذى تعرض له المعتصمون- بحسب قوله، لافتاً إلى أن شباب مركز أطفيح بأكمله سينظمون مسيرات لتعطيل الاستفتاء على الدستور «فاقد الشرعية»- بحسب المصادر.
نساء الجماعة فى مهمة حشد أما فى مركز الصف فانقلب الأمر رأسا على عقب حيث تقوم نساء الجماعة بالمركز، خصوصا اللاتى يعملن فى المدارس الإعدادية والثانوية بدعوة الطالبات لكى ينضممن إلى مظاهرات ومسيرات الإخوان، وأكدت سلوى عبدربه، طالبة بمدرسة الصف الثانوية، أن هناك العديد من المدرسات التابعات للإخوان فى المدرسة، يحرضن الطالبات أثناء الحصص الدراسة على التظاهر والاقتداء ب«صفية زغلول» أثناء ثورة 1919، ومحاولة إقناع الطالبات بأن 30 يونيو «انقلاب عسكرى»، على أساس أنها معركة ضد الدين ولمنع تطبيق الشريعة الإسلامية. الخطة البديلة أهم ما فى هذه الخطة البديلة أن أنصار الإخوان سيدخلون بالفعل إلى لجان التصويت، ومعهم أوراق شبيهة لأوراق التصويت لوضع الورق المزور بدلا من الحقيقى، الذى سيخرج به لاستغلالها فى التصوير أمام كاميرات قناة «الجزيرة». اللجوء للعنف المرحلة الأخيرة التى تعتمد عليها جماعة الإخوان، هى الأخطر فى يوم الاستفتاء فى حال فشل كل المحاولات، وهى استهداف سيارات نقل صناديق الاستفتاء، كما أكدت بعض المصادر الأمنية أن هناك مساعى من التنظيم للقيام بعمليات تفجير كبيرة فى صباح اليوم، من أجل منع المواطنين من الذهاب إلى اللجان، إضافة إلى تجهيز عدد كبير من شباب الإخوان بالمحافظات والقرى وإمدادهم بالسلاح من أجل التصدى لسيارات نقل الصناديق فى نهاية اليوم. وحسب ما أكد أحمد سيد عمر، أحد المقربين من تنظيم الإخوان ببنى سويف، أن هناك ما لا يقل عن 1000 من شباب الإخوان حصلوا على أسلحة خرطوش استعدادا ليوم الاستفتاء، وأضاف أن هناك بعض الفتيات طلبن التسليح أيضا.
الاستعانة ب»العربان» المسلحين قال أحد العاملين فى مستشفى الصف المركزى: إن القوات المسلحة دخلت مركز الصف منذ 3 أسابيع، لضبط البؤر الإجرامية فى المناطق الجبلية أعلى مركز الصف، والتى يقيم فيها «العربان»، وهى مناطق صحراوية يعيش فيها عائلات كبيرة من العرب، ويوجد بينهم مجموعات كبيرة مسلحة يقومون من آن لآخر بالنزول إلى الطرق السريعة فى المركز ويسرقون السيارات ويقتلون المواطنين، واستغلتهم جماعة الإخوان من قبل فى حرق قسم شرطة الصف، إلا أن القوات المسلحة بدأت فى تطهير هذه المناطق من أجل الاستقرار ومحاربة الفساد.