لا يكاد حديث المصالحة مع جماعة الإخوان يتوقف، إلا وتظهر من جديد مبادرات للتهدئة، ولكن تلك المرة الحديث عنها مرتبط بمصالح انتخابية، يسعى لتحقيقها مرشحون محتملون للرئاسة، ومنهم الفريق سامى عنان، نائب رئيس المجلس العسكرى السابق، إذ كشفت مصادر ل«الصباح» أن الفريق يسعى لإجراء مصالحة مع الإخوان، بهدف كسب أصوات أنصارهم فى انتخابات الرئاسة. وأكد مصدر من داخل حملة الفريق سامى عنان أن اجتماعات الفريق عنان والمشير طنطاوى تأتى فى إطار التشاور والتجهيزات للحملة الانتخابية الخاصة بالفريق فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وكشف المصدر الذى رفض ذكر اسمه أن فكرة المصالحة مع جماعة الإخوان طرحها المشير نفسه، بهدف استقطاب أصوات جماعة الإخوان وأنصارها من التيارات الإسلامية لدعمه فى الانتخابات الرئاسية، وهو ما جعل عنان يستعين بدعم بعض السياسيين المحسوبين على جماعة الإخوان، وهو ما كشفت عنه «الصباح» فى عددها الماضى، ومنهم رجل الأعمال «رامى لكح» الذى يقوم بدور الوسيط لفتح الطريق للفريق مع أنصار المعزول. وأشار المصدر إلى أن المشير طنطاوى طلب من «عنان» عقد لقاء مع ممثلى دعم الشرعية، على أن يقوم وسيط بهذه الزيارات وليس الفريق عنان شخصيا، وهو ما حدث بالفعل عندما اجتمع أحد أعضاء المجلس العسكرى السابق وأحد رجال الفريق عنان فى الحملة الانتخابية بمندوب عن تحالف دعم الشرعية والدكتور محمد على بشر، القيادى الإخواني، فى فيلا بمنطقة «المريوطية» المملوكة للقيادى الإخوانى، وتم طرح فكرة المبادرة والتصالح برعاية الفريق عنان، ووضع الأخير أول شرط اعتراف جماعة الاخوان بثورة 30 يونيو وخارطة الطريق، وهو ما رحب به «بشر» وتحفظ عليه مندوب التحالف الوطنى لدعم الشرعية، مطالبا بنقل طلبات التحالف للفريق عنان، وتتمثل فى الإفراج عن بعض قيادات جماعة الإخوان، ورد عنان على ذلك بتأكيده أن جماعة الإخوان فصيل وطنى ويجب استيعابه برغم كل الأخطاء التى يجب أن يعترفوا بها امام الشعب المصرى. وكشف المصدر أن عضو المجلس العسكرى الذى يلعب دور الوسيط بين عنان والإخوان، كان أحد قيادات حزب الحركة الوطنية الذى أسسه الفريق أحمد شفيق ويضم قيادات قوات مسلحة سابقين، وأن انضمامه لحملة عنان كان منذ شهرين، بعد إقناع الأخير له بالدخول فى الحملة، وهو ما يفسر سر الصراع وحملة التشويهات التى يقودها الفريق أحمد شفيق ضد عنان. وقال المصدر إن هناك اتصالات بين الفريق عنان وياسر برهامى رئيس الدعوة السلفية بالاسكندرية، مؤكدا أنه تم الاتفاق على لقاء بينهما بعد الانتهاء من مواد الدستور الخاصة بالشريعة، على ان يكون اللقاء بالاسكندرية وهو اللقاء الذى يسعى من خلاله عنان إلى كسب أصوات التيار السلفى نظرا لعدم وجود مرشح لهم فى الانتخابات الرئاسية، مشيرا الى ان لقاءات عنان يقوم على تنسيقها رجال جيش سابقون موالون للمشير طنطاوى وهو صاحب الفضل فى تشكيل 70% من حملة عنان. من جهته، نفى محمد فرج، مسؤول حملة عنان الانتخابية، وجود أى اتصالات بين الفريق وجماعه الإخوان، مؤكدا أن الفريق شدد على عدم التصالح معهم إلا بعد اعترافهم بخارطة الطريق وبالأخطاء التى ارتكبوها فى حق الشعب والاعتذار عنها. وعلى صعيد اعمال الحملة الانتخابية للفريق عنان، أكد أن الفريق حاليا يقوم بتوطيد العلاقات الخارجية مع دول الغرب والدول العربية بناء على توجيهات المشير طنطاوى، مشيرا الى ان الفريق قبل سفرة بيوم إلى فرنسا، استضاف السفير الفرنسى بالقاهرة لتنسيق الزيارة ولقاء بعض المسئولين هناك، وبعد عودته تم عرض النتائج على المشير طنطاوى. وأضاف فرج أن الفريق سامى عنان قرر تجميد التبرعات بعد اكتشاف قيام أحد رجال الأعمال المحسوبين على جماعه الإخوان بالتبرع لمقر الحملة فى مصر الجديدة، وكشف فرج عن ملامح البرنامج الانتخابى للفريق عنان ويشمل 4 محاور أساسية: التعليم والزراعة، بالإضافة إلى الشقين: السياسى والاقتصادى، واستعانته بخبراء فى المجالات المذكورة، وتكوين فريق قوى من كبار الشخصيات التى كانت تشغل مناصب تنفيذية فى الدولة، والاستعانة بعالم زراعة مصرى كبير متواجد بالخارج.