الإعدام أو السجن مدى الحياة أو المؤبد هو المصير الذى ينتظر كل من تورط فى قضايا تجسس أو خيانة سواء داخل الدولة التى ينتمون إليها لمصالحهم الخاصة أو لصالح دول أجنبية، الرئيس المعزول محمد مرسى ثانى حاكم مصرى أطاحت به الثورة، مرسى يحاكم أمام القضاء بعد أقل من عامين على محاكمة سابقه – المخلوع – محمد حسنى مبارك الذى أطاحت به ثورة 25 يناير. مرسى يواجه العديد من التهم وعلى رأسها التخابر مع جهات أجنبية ومعادية والتجسس والخيانة العظمى والدعوة لقتل معارضين، وتشكيل ميليشيات عسكرية، مرسى لم يكن أول رئيس على مستوى العالم يحاكم بهذه التهم، فالعديد من سابقيه تم الحكم عليه فى واحدة على الأقل منهم. اليونانى جورج بابادوبولوس الديكتاتور اليونانى جورج بابادوبولوس، والذى فرض على اليونان ديكتاتورية عسكرية من 1967 إلى 1974، حكم عليه بالسجن المؤبد فى منتصف السبعينيات بتهمة الخيانة العظمى، حيث كان بابادوبولوس قائدًا للمجموعة العسكرية التى تسلمت الحكم فى اليونان على أثر انقلاب عسكرى فى 21 نيسان إبريل 1967. ولد عام 1919 فى بيليبونيز جنوب، وشارك بصفته ملازما فى المدفعية، فى الحرب بين اليونان وإيطاليا الفاشية. وترقى إلى رتبة كابتن فى 1946، وشارك بفاعلية فى الحرب الأهلية 1946- 1949 ضد الشيوعيين. حكم بالسجن المؤبد على بابادوبولوس، وكان يمضى عقوبته فى السجن على الرغم من الجهود التى بذلها اليمين واليمين المتطرف لإطلاق سراحه وتوفى بابادو عام 1999 بعد صراع مع مرض السرطان فى مستشفى بأثينا. الباكستانى برويز مشرف الرئيس الباكستانى برويز مشرف انتهك الدستور، وفى الدستور الباكستانى تنص المادة السادسة على معاقبة من يعطل أو ينتهك الدستور بتهمة الخيانة العظمى، التى تصل عقوبتها لحد الإعدام أو السجن مدى الحياة. مشرف فرض حالة الطوارئ فى البلاد عام 2007 حيث تولى السلطة بين عامى 1999 بعد أن أطاح شريف و2008، وهو متهم بالتورط فى عدة جرائم قتل واستغلال السلطة، خصوصًا إقالة قضاة بصورة غير مشروعة، عندما كان رئيسًا للبلاد وبحسب القانون الباكستانى مشرف انتهك القانون مرتين الأولى عندما أطاح الحكومة المنتخبة فى 1999، وحين أقال قضاة وسجنهم، وحيث تعتبر الحكومة الفيدرالية تعليق الدستور خيانة عظمى. وقضى مشرف أربع سنوات فى منفى اختيارى فى لندن ودبى، قبل أن يعود فى مارس ويقرر العودة إلى السياسة من خلال الانتخابات العامة التى جرت فى مايو الماضى، إلا أن مسئولى الانتخابات رفضوا ترشحه. وتم إلقاء القبض عليه فى إبريل الماضى لتنفيذ حكم ضده لقيامه باعتقال عدد من كبار القضاة بعد فرض الطوارئ فى نوفمبر من عام 2007. الرئيس الأمريكى جورج نيكسون لم يكن الرئيس جورج نيكسون بأحسن حالًا من سابقيه على الرغم من كونه الرئيس السابع والثلاثين للولايات المتحدةالأمريكية لكن القضية المتورط فيها هى تجسس لصالحه الخاص، والتى بسببها اضطر للتنحى فى بداية فترة رئاسته عام 1974 الثانية بسبب فضيحة «ووترجيت» الشهيرة عام 1972 بعد تهديد الكونجرس بإدانته. وترجع وقائع فضيحة «الووترجيت» إلى السابع عشر من يونيه عام 1972، عندما كشفت تحقيقات مع خمسة أعضاء فى لجنة إعادة انتخاب الرئيس، اتهموا باقتحام المقر الرئيسى للحزب الديمقراطى عن جرائم ارتكبت باسم نيكسون، منها: 1- التجسس على أنشطة الحزب المنافس؛ إذ وضع المسئولون عن حملة انتخاب نيكسون أدوات تجسس داخل المقر الرئيسى للحزب الديمقراطى، فى مبنى ووترجيت، عرفوا عن طريقها معلومات حساسة، يُعتقد أنها ساعدت، على إعادة انتخاب نيكسون. 2-أن فرقة من المنتمين للحزب الجمهورى قاموا بألاعيب كثيرة، لإثارة الوقيعة، ونشر الخلاف بين أعضاء الحزب الديمقراطى المنافس. 3 -اقتحمت وحدة، تابعة للبيت الأبيض، مكتب الطبيب النفسى دانيال إلسبرج، وهو مسئول سابق فى الحكومة، نشر وثائق غاية فى السرية، عن أسباب الحرب الفيتنامية. وفى يوليه عام 1974 واجه نيكسون عدة تهم منها إعاقة العدالة، وإساءة استخدام سلطاته الرئاسية، وعدم الامتثال للاستدعاءات القضائية. وقبل أن تتطور القضية إلى هذا الحد، استقال نيكسون من منصبه، فى الثامن من أغسطس عام 1974. إيلى كوهين رئيس حزب البعث السورى هو أشهر الجواسيس الذين تم إعدامهم فى القرن العشرين، وكشفهم البطل المصرى «رفعت الجمال»، إيلى لم يحالفه الحظ بعد أكثر من 30 عامًا تلقى فيها «كامل أمين ثابت» أو «ياهو بن شاؤول كوهين» تدريبات فائقة بإسرائيل، ولد بالإسكندرية التى هاجر اليها أحد أجداده سنة 1924. وفى عام 1944 انضم إيلى كوهين إلى منظمة الشباب اليهودى الصهيونى فى الإسكندرية، وبعد حرب 1948 أخذ يدعو مع غيره من أعضاء المنظمة لهجرة اليهود المصريين إلى فلسطين وفى عام 1949 هاجر أبواه وثلاثة من أشقائه إلى إسرائيل بينما تخلف هو فى الإسكندرية . وعن القبض على كوهين فهناك روايتان إحداهما سورية والأخرى مصرية، الأولى تقول إنه فى عام 1965، وبعد 4 سنوات من العمل فى دمشق، تحت غطاء كامل أمين ثابت رجل الأعمال السورى، وعضو بارز فى الحركة الوطنية وحزب البعث السورى، تم الكشف عن كوهين عندما كانت تمر أمام بيته سيارة رصد الاتصالات الخارجية التابعة للأمن السورى. وعندما ضبطت أن رسالة مورس وجهت من المبنى الذى يسكن فيه حوصر المبنى على الفور، وقام رجال الأمن بالتحقيق مع السكان، ولم يجدوا أحدًا مشبوهًا فيه، ولم يجدوا من يشكّون فيه فى المبنى. إلا أنهم عادوا واعتقلوه بعد مراقبة البث الصادر من الشقة، وقبض على كوهين وأعدم فى ساحة المرجة وسط دمشق فى 18 مايو 1965. أما الرواية المصرية فأكدت تقارير المخابرات المصرية أن اكتشاف كوهين فى سوريا عام 1965 كان بواسطة التعاون مع المخابرات السورية عن طريق «العميل رفعت الجمال»، وفى نفس الوقت عن طريق الصدفة البحتة حيث إنه فى أثناء زيارته مع قادة عسكريين فى هضبة الجولان تم التقاط صور له و للقادة العسكريين معه، وذلك هو النظام المتبع عادة لتلك الزيارات، وعندما عرضت تلك الصور على ضباط المخابرات المصرية تعرف عليه على الفور حيث إنه كان معروفًا لديهم لأنه كان متهمًا بعمليات اغتيال و تخريب عندما كان عضوًا فى العصابات الصهيونية فى مصر، وأبلغ الجمال مدير المخابرات فى ذلك الوقت صلاح نصر وقابل مدير المخابرات الرئيس جمال عبد الناصر، ثم طار فى نفس الليلة بطائرة خاصة إلى دمشق النقيب حسين تمراز من المخابرات المصرية حاملًا ملفًا ضخمًا وخاصًا إلى الرئيس السورى أمين الحافظ. وتم القبض على إيلى كوهين وسط دهشة الجميع وأعدم هناك فى 18 مايو 1965. يقول رفعت الجمال.. « حضرت جنازته فى إسرائيل بين رجال الموساد بعد أن أعلنت الصحف العربية نبأ القبض عليه، وشاركت الأصدقاء السوريين الحزن عليه والمهم لسقوط (نجمنا) الأسطورى إيلى كوهين». الرئيس الأمريكى باراك أوباما تهمة التجسس والخيانة ليست بجديدة على أمريكا ففعلها سابقه نيكسون، أوباما والذى يتولى فترة رئاسته الثانية للولايات المتحدةالأمريكية تشهد فترة حكمه العديد من التخبط والقرارات الخاطئة بعد تورط مسئولين أمريكان فى التجسس على 35 شخصية بارزة فى 35 دولة أجنبية أهمهم الألمانية ميركل، ورئيس الوزراء الإيطالى ونظيره الإسبانى، وكذلك الفرنسى، والذين أبلغوا جميعهم سفراء أمريكا بالدول لإيضاح الموقف. أوباما متهم من قبل المجتمع الأمريكى أنه يدعم الإرهاب، ويعاون الرئيس المعوزل محمد مرسى، على إعادة حكمه مرة أخرى مما يعد تآمرا لصالح دول أخرى قد تصل لحد الخيانة، ومن المنتظر أن يحاكم الكونجرس الأمريكى أوباما، إذا ثبت تورطه فى هذا الأمر بعد ذيع صيت دعم أوباما للإخوان فى مصر حتى أسموه «رجل الإخوان فى الكونجرس»، الأمر الذى أدى للعديد من الاعتراضات فى الشارع الأمريكى ضد سياسة أوباما.