مصدر أمنى: حجازى وسلطان وأبو العلا أكبر المتعاونين.. وتجنيدهم كان للإيقاع بين الجماعة الإسلامية والإخوان العملاء أنواع.. والكل يخدم مقابل المال والسلطة.. وصبحى صالح كبير البصاصين داخل التنظيم ربما يعتبر البعض الحديث عن تعاون بين جماعة الإخوان وأمن الدولة، من قبيل المبالغة، ولكنها الحقيقة التى تؤكدها كثير من الشواهد، كان أوضحها ما صرح به الرئيس المعزول محمد مرسى، فى حوار لجريدة خاصة، أيام حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وقوله إن هناك «تفاهمات» بين الجماعة والأمن، فيما يخص نصيبها من مقاعد مجلس الشعب، والتعاون الأمنى بين أعضاء الجماعة وأمن الدولة بدأ مع حادث اغتيال مؤسس الجماعة حسن البنا، عندما عقد «محمد الليثى» أقرب المقربين إلى البنا، صفقة مع رجل الأمن الرائد «محمد الجزار» وسهل مهمة اغتي?له، ونقل كل أخبار الجماعة إلى الأمن، وكانت هذه الحادثة بمثابة الباب الذى دخل منه الأمن لكى يتعاون مع أعضاء داخل مكتب الإرشاد. فى أعقاب فض اعتصامى النهضة ورابعة العدوية بدأ مسلسل اعتقال قيادات جماعة الإخوان، الواحد تلو الآخر، وهو ما يرجح لجوء الأمن لعيونه داخل التنظيم السرى لجماعة الإخوان، ف «قيس» و«صقر» و«برق» كلها أسماء مستعارة، تخص شخصيات محسوبة على جماعة الإخوان، ولكنها فى الحقيقة، تعمل لصالح جهاز الأمن لنقل تحركات أعضاء التنظيم، من أجل مصالحهم الشخصية. مصدر أمنى، فضل عدم ذكر اسمه، كشف ل «الصباح» حقيقة تجنيد بعض الشخصيات المحسوبة على جماعة الإخوان، بهدف جمع معلومات عنها، حتى لا تتحول إلى مجموعات مسلحة، فقال إن مباحث أمن الدولة جندت بعض الشخصيات من داخل تنظيم الإخوان ليكونوا أعين الأمن داخل الجماعة، وبالتالى تكون كل الأعمال مرصودة، والصفقة لا تجريها الأجهزة الأمنية مع أى شخص داخل التنظيم، فهناك شروط لابد أن تتوافر، أولها أن يكون العميل على علاقة بكل الشخصيات والقيادات داخل الجماعة، وثانيها أن تكون له حاجة تدفعه إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية. وعن أهم الأسماء التى تعاونت مع أمن الدولة من داخل تنظيم الإخوان، أضاف المصدر الأمنى: «صفوت حجازى كان من أكبر المتعاونين بعد أن عينته الأجهزة الأمنية إماماً بمسجد غنيم بشارع فيصل، ثم مسجد جابر بن حيان، ليكون عين الأمن على مستويات التعاون بين الجماعة الإسلامية وتنظيم الإخوان، فكان يكتب التقارير فى أقرب المقربين له من داخل الجماعة، وكان الأمن يستخدم معه اسماً مستعاراً هو (قيس) ومقابل المعلومات التى كان يأتى بها إلى أمن الدولة كانت له مكافأة مالية، تختلف حسب حجم المعلومة، فكلما ازدادت أهميتها كانت المكا?أة أكبر، مثل الإرشاد على أماكن اجتماعات أعضاء التنظيم السرى للإخوان». وتابع المصدر: «كان صفوت يعمل ليل نهار لجمع مثل هذه المعلومات الكبيرة، وعصام سلطان أيضاً كان من عملاء أمن الدولة داخل تنظيم الإخوان ومسئوليته تتعلق بالحرص على الوقيعة بين البرادعى وتنظيم الإخوان وكتابة تقارير تشرح بالتفصيل أشكال التعاون بين الاثنين، وفى المقابل يغدق عليه الأمن بكمية كبيرة من قضايا رجال أعمال وشركات، ترسل إلى مكتب المحاماة الذى يمتلكه، وأبو العلا ماضى أيضاً كان الأمن يساومه دائمًا بقضايا قديمة أُغلقت، ودائما ما يهدده، لهذا كان عين أمن الدولة على مكتب الإرشاد، ويقدم تقارير عن مشاريعهم ?لاقتصادية وتحركات أعضاء مكتب الإرشاد ولقاءاتهم مع رجال الأعمال من غير الإخوان، وأوجه الإنفاق داخل الجماعة، وكان يطلق عليه اسماً مستعاراً (برق)». وعلى الجانب الآخر، والحديث للمصدر الأمنى، كان لابد من استكمال الصورة حول التعاون بين أعضاء بالتنظيم وأمن الدولة، لهذا صرح محمد الشريف، أحد قيادات الرعيل الأول للجماعة، والمنشق عنها قائلاً: «استطاعت الأجهزة الأمنية أن تنشئ قائمة طويلة من أعضاء الجماعة ليتجسسوا علينا، وكان هذا التصرف وراء استقالة الكثيرين من الجماعة، فكيف يكون أقرب المقربين إليك يكتبون عنا تقارير تؤدى إلى اعتقالنا فيما بعد». وأهم كتاب التقارير والمتعاونين مع أمن الدولة هم محمد عبد الغنى صهر نائب المرشد خيرت الشاطر، ومسئول الإخوان بالشرقية، وكانت تقاريره تختص بالشأن الداخلى لأعضاء التنظيم السرى، فالأمن لم يستطع اختراق هذا التنظيم إلا من خلاله، فأموال التنظيم ونفقاته والأماكن السرية للاجتماعات كانت تقدم من خلاله، وعلى الرغم من علم الشاطر ومحمود عزت بهذا الأمر، إلا أنهما لم يتخذا إجراءات ضده، لسببين، الأول لعلاقة النسب بينه وبين الشاطر، والثانى وجود تفاهمات بين الأمن والجماعة، ووجود وسيط فى هذه العلاقة أمر لابد منه. ومن المتعاونين مع الأمن صبحى صالح، حيث كان يقدم تقارير للأجهزة الأمنية حول تحركات عصام العريان والبلتاجى، مستغلاً الصداقة بينه وبينهم، وقربه من قيادات الإرشاد بعد أن تعرف على غالبيتهم فى السجون، عقب اغتيال السادات، يقول الشريف: «كنت أحد المعتقلين وقتها، وكان صبحى صالح يستمع إلى أحاديثنا مع المعتقلين، ثم تأتى إلينا الأوامر فى اليوم التالى بوضعنا فى السجن الانفرادى، وما هى إلا أيام وعلمنا أن صالح هو من يرشد علينا، وفى عام 2003 تم اعتقاله فى قضية لم تكن له علاقة بها، بسبب تقديمه معلومات مغلوطة من دا?ل مكتب الإرشاد لتكون طعماً لمباحث أمن الدولة، مما أثار غيظ الضابط المسئول عنه، فقام باعتقاله». وتابع الشريف حديثه قائلاً: «وصول الإخوان للحكم دفعهم إلى التمرد على الأجهزة الأمنية، لهذا تم تجنيد مجموعة أخرى من أعضاء التنظيم يشغلون منصب نائب مدير مكتب إدارى، ورئيس شعبة أو مسئول أسرة أو عضو لجنة مركزية أو قريب لأحد أعضاء مكتب الإرشاد، فتلك هى الوظائف التى تدفع الأمن تجنيد العضو داخل الجماعة، إضافة إلى وجود شىء يحتاج إليه كالمال أو الوظيفة». وعن باقى عملاء الأمن داخل تنظيم الإخوان ودورهم فى الإرشاد على القيادات المقبوض عليها، صرحت مصادر إخوانية، قائلة: «تم الإرشاد على كل القيادات المقبوض عليها حالياً، فالأجهزة الأمنية مهما بلغت قوتها وإمكانياتها لم تكن لتتمكن من القبض على صفوت حجازى إلا بمعاونة المقربين من حجازى والمنتمين لتنظيم الإخوان أمثال حسام أبو بكر، فمن المحتمل أن يكون قد قدم معلومات عن حجازى، وكذلك أماكن اختباء البلتاجى والعريان مقابل السماح له بالهروب خرج البلاد وهو احتمال كبير خاصة أن أبوبكر يتعامل مع الأمن منذ وقت طويل، ومن الع?لاء أيضاً عبد العظيم الشناوى الذى يتعاون مع الأمن لرصد اجتماعات مكتب الإرشاد حيث إنه القائم على تنظيم الاتصالات الداخلية لأعضاء الإرشاد مع قيادات الصف الثانى والثالث وكل المكالمات كانت تسجل وترسل إلى الجهات الأمنية. أما عن مشاهير عملاء الأمن داخل التنظيم فيأتى الرئيس المعزول محمد مرسى على رأس القائمة، ونائب المرشد المهندس خيرت الشاطر، بعد أن التقيا بعميد أمن الدولة والمسئول عن التنظيمات وعقد الصفقات حول عدد المقاعد المخصصة للإخوان بمجلس الشعب. من جانبه، أكد الدكتور ثروت الخرباوى القيادى الإخوانى المنشق، أن تنظيم الإخوان يعتمد من الداخل على كتابة التقارير فى بعضهم البعض، وتقديمها إلى مكتب الإرشاد، وبالتالى هم يقدمون بعضها إلى الجهات الأمنية لكى يكسبوا ودهم، فهم يعتقدون أنهم بذلك يحافظون على بنيان الجماعة، وهناك اعتراف واضح من الرئيس المعزول يؤكد ذلك حينما صرح بأن هناك تفاهمات مع الأجهزة الأمنية، وبالتالى كان مرسى أكبر المتعاونين مع الأمن بحجة العودة بالنفعة على التنظيم، وهناك مئات الأمثلة غيره، ومن مختلف المستويات داخل التنظيم. عضو لجنة المركزية بجماعة الإخوان، رفض ذكر اسمه، قال إن أهم العمليات التى قامت بها الأجهزة الأمنية بالتعاون مع أعضاء من داخل التنظيم، كانت مع محمد السنوسى، والمعروف أمنياً باسم «شاهين» وهو الذى قام بتسريب محاضر الجلسات الخاصة بأعضاء مكتب الإرشاد واستعداداتهم لانتخابات مجلس الشعب فى دورة 2010، كما أعد قائمة ضمت أسماء أعضاء التنظيم الدولى وأماكن اجتماعاتهم فى الأماكن العامة والفنادق التى يتعاملون من خلالها، وأضاف: «لم يكن السنوسى وحده من يتعامل مع الأمن، بل كانت هناك عشرات الحالات الأخرى اكتشفنا تعاونهم ?ع الأمن لكن فى وقت متأخر، فصبحى صالح القيادى الإخوانى قدم للأمن معلومات حول خط سير أموال التنظيم فى الداخل وشركات الصرافة التى تنقل تلك الأموال».