بعد قيام عناصر من بعض تيارات الدينية بمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى الأحد الماضى، ربط البعض بين هذا التصرف وحكم القضاء الإدارى بعدم اختصاص وزارة الإعلام بالرقابة على القنوات الفضائية الأخرى بينما ربط البعض أيضا بين هذا التصرف وبين إلقاء القبض على القيادى السلفى جمال صابر. وتباينت ردود الأفعال حول الإعلاميين ورؤساء القنوات حول هذه الواقعة حيث قال الإعلامى محمد الغيطى مقدم برنامج «صح النوم» على قناة التحرير فى تصريحات خاصة ل«الصباح»: هذا الحكم يضع الأمور فى نصابها الصحيح لأن هناك من يتصور أنه يجب على الإعلام أن يسير فى اتجاه واحد وهو مساندة ودعم جماعة الإخوان أو تيارات الإسلام السياسى بشكل عام، ويسيرون بمبدأ «إن لم تكن معى فأنت ضدى» وهو نفس مبدأ جوبلز وزير إعلام هتلر، وأوضح الغيطى أن الحكم يتسق مع مطالب الثورة ومكانة مصر الحالية والتى يجب ألا يكون بها أى تضييق على الإعلام، وأضاف الغيطى أن الحكم يمنع التدخل فى قطع التردد أو إغلاق القنوات أو التدخل فى المحتوى وبهذا أصبح القرار كاملا ولا ينقصه شىء، واعتبر أن القضاء لم يعط للإعلام الخاص منحة ولكنه حق مكتسب ويتسق مع مواثيق الأممالمتحدة والمنظمات الدولية فيما يتعلق بالإعلام، كما أكد أن الأممالمتحدة تعطى الإعلام حق الحرية المطلقة كحق أساسى منذ إنشائها. وحول حصار مدينة الإنتاج الإعلامى قال الغيطى: لم ينجح حصار للمدينة لأنهم تراجعوا بحجة أن شباب الإخوان باعوهم ولم يلبوا الدعوة بالتظاهر وحصار المدينة، وقال الغيطى: «منظر هؤلاء مخز جدا أمام العالم بعد تأجيل تحركاتهم وهذا يؤكد فشلهم ويثبت أن تصرفاتهم متخبطة»، كما اعتبر محاولة حصار المدينة دعوة إرهابية من أشخاص يفكرون بأفكار العصور الوسطى. ودعى الغيطى الإعلاميين لمناقشة قانون البث المرئى والمسموع، موضحا أنه يجب على الجميع التكاتف لوضع نموذج مواز ل«بى بى سى»، كما طالب بهيكلة اتحاد الإذاعة والتليفزيون وتخفيض عدد قنواته لأنه لا يوجد فى أى دولة فى العالم جهاز إعلامى يملك 27 قناة، وأوضح أن إنشاء مجلس وطنى للإعلام منفصل عن سيطرة الدولة ويتم انتخاب أعضائه دون تدخل أو تعيين أفراده، وطالب الغيطى أن يكون الإعلام الخاص هو الأساس كما يحدث فى الدول الديموقراطية. أما ألبرت شفيق رفض ربط الحكم بمحاصرة المدينة مؤكدا أنهم تعرضوا لهذا الحصار من قبل ولم يتراجعوا عن كشف الحقائق، وأوضح أن الإعلام الخاص مستمر فى مسيرته التنويرية للمواطنين ولن يرضخ لأى تيار سياسى أو حصار من فئة معينة له، كما أوضح أن الحكم الصادر جاء انتصارا للثورة وللإعلام المصرى الخاص الوطنى، وأكد شفيق على تمسك الإعلام الخاص بحقوقه فى عدم تدخل الدولة فيما يقدمه من محتوى، خاصة أنهم يقدمون إعلاما مهنيا محترما، ورفض ألبرت أن تشرف الدولة أو تتدخل فى المحتوى الإعلامى الذى تقدمه الفضائيات، وأكد اعتزازه الكامل بالقضاء المصرى الذى ينتصر للحريات والحقوق بعيدا عن التدخلات الدائمة من الدولة، موضحا أن هذا الحكم يضمن للقنوات والإعلاميين عدم الرقابة عليهم من أجهزة غير مختصة، وطالب ألبرت بضمان الحريات للإعلام فى قانون البث المرئى والمسموع الذى يتم العمل عليه حاليا، خاصة أن الدستور الجديد ألغى وزارة الإعلام. ويقول هانى أحمد رئيس قناة «مصر tv» فى تصريحات خاصة ل«الصباح» أن هذا الحكم يحمى الفضائيات الخاصة من التدخل السافر لوزارة الإعلام فى شئون الفضائيات، موضحا أنه يجب على الدولة حماية الإعلام الخاص ومدينة الإنتاج الإعلامى من بعض الحمقى الذين يهاجمون ويحاصرون المدينة لإسكات صوت الإعلام الخاص، ونفى هانى أن تكون هناك صلة بحكم المحكمة وحصار المدينة، مؤكدا أن الحصار يأتى من فكر متخلف ينتمى لأفكار متطرفة لا تمت بصلة للوعى، وطالب هانى بوجود مجلس وطنى للإعلام فى أقرب وقت كما ينص الدستور الحالى لإلغاء وزارة الإعلام وليضمن هذا المجلس حقوق الفضائيات الخاصة طبقا للقانون الذى يتم وضعه بعيدا عن سيطرة الدولة.
