كشف الشيخ محمد أبو بكر جاد الرب، الداعية الإسلامي وأحد علماء الأزهر الشريف، عن مفاجأة بشأن حكم عدم زيارة الموتى في المقابر، واصفًا هذا الأمر بأنه قطع رحم للقريب الميت بعد وفاته. جاء ذلك ردًا على استفسار ورد للداعية في إحدى حلقات برنامجه "إني قريب" المذاع على قناة "النهار" الفضائية، تقول إن والدها متوفى، وهي تريد أن تذهب إلى المقابر لزيارته والتحدث إليه، ولكن الناس يقولون لها إن هذا حرام شرعًا. حكم عدم زيارة الموتى رد "أبو بكر" على السيدة قائلًا: "إيه اللي حرمه؟!"، مشددًا على ضرورة زيارة الأموات ووصلهم دائمًا كما نزور الأحياء. وعلق على من لا يبالون بزيارة القبور قائلًا: "من المصائب الني نقع فيها هي قطع الرحم بعد الموت، بعدم وصل الميت"، مشيرًا إلى أن الميت مثل السجين، فالسجين يفرح بزيارة أهله، و كذلك الميت. وتابع: "عندما تدخل المقابر ترد الأرواح للموتى ويقولون للميت الذي جاء قريبه هنيئًا تذكرك أهل الدنيا، فيرد الله له روحه ليأنس بك وتأنس به، فيراك وبسمعك، ويصل إليه ما تقرأ من القرآن". ولفت إليه أنه عندما تخص موتاك بزيارة خاصة أو صدقة أو قراءة أو دعوة خاصة تذهب لهم رحمتك على طبق من ذهب وهم جلوس في أماكنهم، ولكن عندما يقول المرء اللهم ارحم جميع أموات المسلمين تصبح الدعوة عامة. زيارة القبور زيارة القبور واستشهد الداعية الأزهري ببعض المواقف في حياة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – التي تدل على جواز زيارة القبور، بل وأهمية زيارة الموتى. وقال إن النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – كان يزور الشهداء من الصحابة ويزور قبر أمه، وفي يوم خرج في وقتٍ متأخر من الليل، لدرجة أن السيدة عائشة غارت عليه وظنت أنه ذاهبًا لواحدة غيرها من نسائه، فتتبعته ووجدته ذاهبًا لشهداء أحد. كما ذكر أنه رُوي أن سفيان الثوري كان يذهب لخطبة الجمعة ويمر بالمقابر يزورهم، فمرض وظل بضعة جمع لا يذهب إليهم فجائه الأموات في الرؤية وهم يجرون أكفانهم ويقولون له: "ما لك لا تأتينا يا سفيان؟! كنا ننتظر زيارتك". واستطرد الشيخ محمد أبو بكر: "أوعوا تقطعوا الأموات، لا توجد حرمة ما دمتِ هتذهبي للمقابر بالأدب دون لطم أو شق جيوب أو أكل وشرب في المقابر".
