مساعد وزير الخارجية الأمريكي: اتفاق سرى يقضى بتمكين الإخوان فى سوريا مقابل مساعدة إسرائيل للقضاء على حزب الله فى لبنان شلوم بروم: وصول الإخوان للسلطة فى سوريا يصب فى مصلحة إسرائيل ويضمن حماية أمنها ماذا يحدث فى سوريا؟ سؤالا يبدو من رابع المستحيلات الإجابه عليه.. ليس الأمر متعلقا بالحرب الأهلية الدائرة هناك, بقدر مانشهده مؤخرا من تهليل غير مسبوق لقيادات المعارضة جراء القصف الأخير الذى تقوم به القوات الإسرائيلية لقيادات المعارضة, والتى يأتى على رأسها جماعة الإخوان المسلمين والتى تعتبر الداعم الرئيس للجيش الحر فى سوريا.. موقف الإخوان فى سوريا لم يختلف كثيرا عن موقف الإخوان فى مصر أوباقى دول العالم , فعقب القصف خرج علينا الشيخ القرضاوى الأب الروحي للإخوان "المسلمين".. ليدعو أمريكا من على منبر المسجد لضرب سوريا ويصفق لها ولإسرائيل على هذا القصف ويبدي سعادته وتأييده له, كما خرج علينا الداعية الإسلامى الشهير والمحسوب أيضا على جماعة الإخوان صفوت حجازي , بتصريح يؤكد فيه , أن هذا القصف الإسرائيلي نصرة للإسلام , . مشيدا بما فعله الجيش الإسرائيلي من قصف لمنشآت سورية والتعدي على الأراضي هناك, ومن جانبه خرج المرشد العام للإخوان محمد بديع ليزيد من إحباط وخزي العرب والمسلمين في تصريحه الضعيف الذي لا يوحي بأي موقف حقيقي أو غضب صريح، وزاد الأمر سوءا ببيانه الذي خصص فيه جملة واحدة ليدين إسرائيل فيما فعلته بينما خصص كامل البيان لإدانة وتقريع ولوم نظام بشار الأسد ، كما قامت حركة حماس الفرع الإخواني في غزة بقمع مظاهرة خرج فيها الفلسطينيون للتنديد بالقصف الإسرائيلي لسوريا.. عقب هذا القصف كانت هناك عدة تقارير أجنبية ترصد وتحلل مايحدث خصوصا فيما يتعلق بموقف جماعة الإخوان حول هذه الاعتداءات إلى الحد التى أشارت فيه بعض التقارير عن وجود تنسيق بين الإخوان فى سوريا والكيان الصهيونى للقيام بهذا القصف , بعد أن أدركت الجماعة صعوبة هزيمة جيش الأسد النظامي , فى ظل الدعم الدولي الذي يتمتع به الرئيس السورى بشار الأسد من روسيا والصين الدولتين صاحبتي حق الفيتو في الأممالمتحدة وما يمثله ذلك من ردع وتعطيل لأي قرار دولي يحتمل أن تقوم به الدول الغربية أو الأممالمتحدة لمحاصرة أو إضعاف أو منع نظام الأسد من الحصول على الأسلحة والمعونات التي تؤهله للإستمرار في القتال لسنوات أخرى مقبلة..على الجانب الآخر لم يخفي الإسرائيليون والأمريكون سرا وقاموا بفضح هذا الدور المشبوه للإخوان وتطوعوا للإجابة عن هذه الأسئلة الحائرة مؤكدين مساهمة فرع الإخوان المسلمين السوري وتعاونهم مع إسرائيل من أجل التمهيد والإسراع بهذه الضربة المفاجأة التي قام بها الطيران الإسرائيلي لمنشآت سورية. فقد صرح "جيفري فيلتمان" مساعد وزير الخارجية الأمريكية في معرض كلامه عن صفقة بين الولاياتالمتحدة وقيادة تنظيم الإخوان والتي تم كشفها بتتبع المواقف الصادرة عن قيادات الأخوان في أكثر من موقف وخصوصا في سوريا، وكذلك تكشفت بعض ملامح هذه الخطة أو التعاون أو الصفقة بين الإخوان وأمريكا وبالطبع من وراءهم إسرائيل بعد كلام المسئول الإسرائيلي "برهان غليون" عن اعتزام مجلس اسطنبول فك التحالف السوري الإيراني وقطع العلاقات تماما مع المقاومة اللبنانية والفلسطينية وبدء خوض مفاوضات إسرائيل حول هضبة الجولان السورية المحتلة، وبعدها مباشرة ظهرت تصريحات لقادة الإخوان في سوريا يعلنون فيها اعتزامهم تحريك الجيش السوري في هجوم على لبنان لتأديب حزب الله والمقاومة اللبنانية وتصفيتها حال نجح المعارضة في سوريا, وتولى الإخوان هناك الحكم، أي أن الإخوان في سوريا سوف يضطلعون بتنفيذ المهمة التي فشلت فيها إسرائيل في حربها ضد لبنان عام 2006 وذلك مقابل سماح أمريكا وإسرائيل للإخوان بالإستيلاء على الحكم في سوريا كما فعلوا في مصر وتونس بحسب كاتب التقرير. ومن جانبه قال " د. شلومو بروم" الجنرال الإسرائيلي المتقاعد والباحث المختص بالشؤون الأمنيّة في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، إنّ وصول الإخوان للسلطة في سوريا يصب تماما في مصلحة إسرائيل، معللاً ذلك باختلاف الجماعة مع إيران وحزب الله أيديولوجيا مما سيخرج سوريا من دائرة وصاية الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة لها؛ وأضاف "بروم": لا أتوقع أن تقوم الحكومة الجديدة في سوريا والتي ستتألف "حتما" من الإخوان المسلمين بمفاوضات سلام "علنية" مع إسرائيل، كما أن وقوع تغيير مثل هذا في سوريا سوف يؤثر بشكل إيجابي على إسرائيل لأن الإخوان المسلمين سيخرجون سوريا من الوصاية الإيرانية، مؤكدا أنه من الصعب أن نصدق أن الإخوان في مصر سيقومون بإلغاء معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل لأن تبعات تلك الخطوة ستكون ثقيلة على مصر اقتصاديا وعسكريا. أما على الجانب العربي والمصري فقد قال المهندس إبراهيم شكري رئيس حركة شباب التطوير والتنمية، إن هجوم إسرائيل على سوريا جاء بهدف القضاء على الجيش السوري ونظام الأسد بعد فشل الإخوان هناك في هزيمة بشار، مشيرا إلى أن ضرب سوريا جاء بمباركة إخوانية أمريكية إسرائيلية من اجل تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير الذي تحدثت عنه كونداليزا رايس عام 2003 في مقال لها بجريدة الواشنطن بوست أكدت فيه, أن الحرب الداخلية في سوريا هي الخطوة الأخيرة في تقسيم الشرق الأوسط. وأكد شكري على أن قصف إسرائيل لسوريا وراءه هدف خفي آخر، وهو أن تضرب إسرائيل قطاع غزة بحجة تأمين نفسها فيقوم أهل غزة وكتائب الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس بالفرار إلى سيناء عن طريق الأنفاق لبدء تنفيذ خطة الاستيطان هناك بحجة عدم وجود مكان آخر يلجأون إليه. وقدم شكري دليلا على تورط الإخوان وموافقتهم على ضرب سوريا في التزامهم الصمت بعد القصف الإسرائيلي لعاصمة عربية كبيرة مثل دمشق، مؤكدا أن النظام المصري برئاسة الإخوان لم يستوعب بعد دوره وقدرته على التأثير فيمن حوله وكون مصر قائدا طبيعيا وتاريخيا للأمة العربية والعالم الإسلامي. وأشار المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقى،إلى أن الأمريكان يريدون أن يحكم الإخوان سوريا، وتوقيع اتفاق لحماية إسرائيل , وهو ماتم بالفعل بين أمريكا والإخوان، ودليل على ذلك أن حكام مصر الآن يسعون إلى حماية إسرائيل من حماس, ووضح هذا جليا عندما دعا الرئيس مرسى إسماعيل هنية رئيس وزراء حماس المقال ليقول له إنه لا يجوز لأى طرف أن يدعم أى طرف معاد ضد إسرائيل، ولذلك أيضا سمحت إسرائيل لمصر بدخول عدد من الدبابات والقوات فى شمال سيناء رغم أنها منطقة منزوعة السلاح، وأضاف الدسوقي أن الذى يعطل ضرب الناتو لجيش بشار فى سوريا هو التمهيد لقيام سوريا بتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل في حال استيلاء الإخوان على الحكم هناك، وهكذا يتم إخضاع الدول المحيطة بإسرائيل في صفقة تسمح فيها أمريكا وإسرائيل للإخوان المسلمين بتولي السلطة في سوريا ما بعد الأسد. وقد فجر القيادي الإخواني السابق د. ثروت الخرباوي مفاجأة بقوله إن الجماعة أرسلت مليشياتها المسلحة من شباب الإخوان إلى سوريا للجهاد ضد نظام بشار الأسد والإطاحة به، لافتًا إلى أن هناك عددًا من مليشيات الإخوان استشهدوا في سوريا بعد انضمامهم لصفوف الجيش الحر المناهض لنظام الأسد وللكتائب الإخوانية المقاتلة في سوريا. جدير بالذكر ان بداية تنظيم جماعة الإخوان في سوريا يعود إلى عام 1936 عندما عاد "مصطفى السباعي" من القاهرة بعد تتلمذه على يد حسن البنا، وانتخابه كأول مراقب عام (مرشد) للإخوان المسلمين بسوريا. ثم برز مؤسس آخر هو "مروان حديد" الذي درس في القاهرة ايضا وعاد إلى سوريا وراح ينشر فكر الجماعة من على منبر المسجد، وفي 1973 قام "حديد" بتشكيل تنظيم مسلح يتبع الإخوان بسوريا وإسمه "الطليعة المقاتلة" والذى قام بعدة جرائم في سوريا، ثم استقطب مروان حديد العديد من الأشخاص في حماه وطالب رجال الدين بإصدار فتاوى الجهاد ضد النظام "الكافر" وقتل كل من يتخلف عن ذلك. وفي 1976 خلف "عبد الستار الزعيم" مروان حديد لقيادة "الطليعة المقاتلة" , وخلفه بعد ذلك "علي البيانوني" فى هذا امنصب, إلى أن تم مؤخرا اختيار رياض الشفقة مراقباً – مرشدا- عاماً للإخوان فى سوريا.