جلست كثيراً اتأمل حال الوطن للحظات ، توقفت عن المشاركه فى الفاعليات لعدة أيام لشعورى بأنى فى دائرة لا تنتهى من الموت. نعم منذ أولى لحظات عام 2011 وانفطر قلب العالم واهتذ وجدانه جراء مذبحة القديسين البشعه حيث ذُبح الأب و الأخ ، الأم و الإبنه ، الزوجة والأخت ، ذبح أبرياء دون زنب يذكر سوى سعيهم للصلاة فى أولى لحظات العام الجديد الذى تحول منذ أولى لحظاته إلى العام الأسود . ثار الشباب فى الإسكندرية واهتزت شوارع شبرا بالقاهرة فيما اعتبره ( بروفه) مصغره لثورة 25 يناير ، حاول كوادر الإخوان تصدر المشهد فى دوران شبرا و لكن لم يكن هنالك تقبل واسع لهم , تعرضت المسيرات لإنتهاكات موحشة واصيب العديد من الشباب سواء فى القاهرة أو الإسكندرية . ولد بصيص من النور مع نزول الشباب فى 25 يناير فى حركة فى الشارع هى الأولى من نوعها و خلال أيام تحولت لثورة تطالب بإسقاط نظام مستبد قاتل لشعبه . عمت الفرحه ارجاء مصر حينما اعلن اللواء عمر سليمان فى 30 ثانية تنحى رئيس جلس فوق صدورنا 30 عاماً حيث شعرنا بنشوة الانتصار وحلمنا بمصر الجديدة الدولة الديمقراطية التى تحترم حقوق الإنسان وحرياته ، سرعان ما انطفأت شمعة الأمل حينما بدأ المجلس العسكرى بإرتكاب أخطاء واضحة التى بدأت بفض اعتصام التحرير فى ابريل 2011 و كشوف العذرية و تصاعدت الإنتهاكات ضد الثوار إلى أن وصلت للمذابح الجماعية فى أحداث محمد محمود ،ماسبيرو ،مجلس الوزراء . فى اغلبية المشاهد تظهر الجماعة المسلمة و مرشدها المؤمن لا بجانب الثورة أو حتى فكرة العدالة أو الانتصار لمبدأ فمنذ اللحظة الأولى للثورة ماتزل تراودنا مشاهد وجود هبة الجماعة للوطن السيد الرئيس محمد مرسى بجانب اللواء عمر سليمان نائب الرئيس وقتها ، ولا ننسى موقف الجماعة من المجلس العسكرى فى أحداث مجلس الوزراء و محمد محمود فقد فضلوا الانتخابات و الحصص البرلمانية ، سعوا للسلطه و باعوا الثورة ومعها الوطن . نأتى لمشهد الاستفتاء على التعديلات الدستوريه 19 مارس ، حين اصبح التصويت ما بين الشريعه والعلمانية "أعوذ بالله " ، بدلاً من أن يكون عن رأيك فى التعديلات الخاصة باختيار رئيس الجمهورية ، و لا نغفل مشهد الانتخابات الرئاسية و مشروع النهضة القائم على تطبيق " شرع الله " ، ذلك المشروع الذى انتهى برنامج المئة يوم فيه بموقعة الجمل "2" كما أسماها البعض فى جمعة كشف الحساب و التى كشفت الوجه القبيح للجماعة و مريديها . و الآن مع المشهد الرئيسى , أحداث الاتحادية الدامية حيث تم تعذيب و سحل و قتل الشباب المصرى على الهواء مباشرةً لا من قبل الداخلية أو بعض الفصائل داخل القوات المسلحة كما اعتدنا فى المرات السابقة ،بل من قبل عناصر مليشيات الجماعة المحظورة والتى اعتبرته جهاداً فى سبيل تطبيق الشريعة المزعومة . لست اعلم عن أى شريعة يتحدثون أو أى ربٍ يتعبدون اليه ، أى شريعة هذه التى تدعوا إلى سفك دماء الأبرياء ، أى شريعه تقوم على الظلم !!؟؟ لم نشهد يوماً واحداً منذ أن استولت الجماعه على الحكم ،بدون إما أن يقتل المصريين فى حوادث ضخمةومتكررة كحوادث القطارات والتى تمثل بحد ذاتها إهمال و فشل جسيم فى إدارة الدولة ، أو قتلهم فى مواجهات مباشرة مع الشرطة أو المليشيات الإخوانية أو كلاهما . من خلال هذه المشاهد الخاطفة يثبت لدينا أن هذه الجماعة و مندوبها الفاقد للشرعية فى قصر الرئاسة لا تسعى الى تطبيق أى شريعة نعلمها، هى فقط تسعى لتطبيق شريعتها الخاصة و قد يكون القاسم المشترك الوحيد بين شريعتها و الشريعة الإسلامية هى وجود الآية التالية : (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ