لا شك ان شهامة المصريين حاضرة في كل المواقف لكن الحكاية التي نشرتها وكالة سكاي نيوز في السطور التالية تعكس وحدة المصريين مع الأشقاء السودانيين. القصة الطريفة أو حرب الشيكولاته علي الحدود ملخصها أنه علي طريق "أسوان-أبوسمبل" السياحي انقلبت سيارة نقل محملة بالشوكولاتة في طريقها إلى السودان عبر منفذ قسطل البري. لحظات رعب عاشها السائق تبددت باندفاع عشرات الأهالي من قرية "وادي كركر" النوبية، لإنقاذه وحماية البضائع من التلف أو السرقة. عندما علم "علاء بحر" بما جرى في الطريق المجاور لقريته، هرع الرجل الأربعيني إلى مكان الحادث بعدها بدقائق ليكتشف إغلاق "المقطورة" للطريق من الاتجاهين وتعطل حركة المرور فضلا عن إصابة السائق بكدمات وفقدانه للوعي بعد أن انفلتت عجلة القيادة من يديه. يقول بحر في حديثه لوكالة سكاي نيوز بينما يتواجد في محيط الحادث:"أجرينا إسعافات أولية للسائق المصاب وتم نقله إلى مستشفى أسوان، وبات علينا تأمين البضاعة حتى مجيء قوات الشرطة ورجال مجلس المدينة". والتف أبناء قرية وادي كركر- التي تبعد نحو 30 كم عن أسوان، حول السيارة في محاولة إزاحتها بعيدا عن الحركة المرورية- كما يُشير بحر- ثم وصلت عدد من اللوادر التابعة لإحدى شركات النقل الكبرى بمصر، لينجحوا في نهاية الأمر من فتح الطريق. اقرأ أيضاً * التوتر الجيوسياسي بين أمريكا والصين يدفع الذهب للصعود * مفاجأة جديدة في قضية قتيل الماس الكهربائي بالكويت ..تعرف عليها * انخفاض صادرات مصر من الجلود والمنتجات الجلدية بسبب كورونا * مدبولي يكلف بوضع خطة لتطوير صناعة الدواء في مصر * الإسماعيلي يلجأ لاتحاد الكرة بسبب الأجانب.. تعرف على التفاصيل * خلال 12 رحلة طيران .. تعرف علي عدد المصريين العائدين من الكويت اليوم * مشتريات المصريين تدفع البورصة للصعود فى منتصف تعاملات اليوم * بنك مصر يحصل على جائزة "أفضل بنك للمعاملات المصرفية الإسلامية" * شكري يستقبل نظيره السعودي في قصر التحرير ..هذه أهم القضايا التي سيبحثها الوزيرين * تعقيم شامل من جانب المقاولون قبل ودية اسوان الثانية * اتحاد الكرة : الكرة الموحدة للموسم القادم مختلفة عن المستخدمة للدور الثاني في هذا الموسم * سعفان يتابع إجراءات نقل جثمان قتيل الماس الكهربائي بالكويت وعلى جانب الطريق، وقف أحمد عبدالراضي، رئيس الوحدة المحلية لقرى وادي كركر، يتابع ما يدور على الأرض، يُجري اتصالاته مع المحافظة، ويطمئن أيضا على الحالة الصحية للسائق التي تحسنت كثيرًا، ليُنقل بعدها إلى نيابة أسوان للإدلاء بأقواله. ويوضح عبد الراضي في تصريحاته وهو يتحرك في محيط الحادث، أن الحياة عادت لطبيعتها على الطريق في الثانية ظهرًا، وشهدت الواقعة تعاون أهالي القرية النوبية مع الجهات المختصة. ولم ينتهِ الأمر سريعا، حيث صار الطريق مفروشا بمئات الصناديق الصغيرة الممتلئة بالبضائع، التي يُقدر ثمنها بنحو 3 ملايين جنيه- وفق رئيس الوحدة المحلية لقرى وادي كركر- وهو ما يحتاج إلى نقلها مرة ثانية إلى السيارة أو تخزينها قبل أن يُصيبها العطب. وبدافع الشهامة، استأذن "حماد جمال"،و هو من أهالي كركر، من عمله في إحدى الشركات الحكومية وانطلق إلى مكان الحادث، وانهمك في لحظات مع عدد من شباب قريته لتجميع البضائع الملقاة على الأرض ورصها داخل سيارة النقل الضخمة. " وكخلية نحل، قضى شباب وأطفال "وادي كركر" ساعات النهار في تلك العملية المُرهقة رغم بساطتها، ومع حلول الليل اضطر "جمال" إلى المغادرة للحصول على قسط من الراحة. ويقول جمال:"ذهبت في الصباح إلى عملي وفي نهاية اليوم أسرعت بالعودة لمساندة جيراني وأصحاب البضاعة". ولم تتوقف حركة العمل حول سيارة النقل رغم مرور نحو 24 ساعة على الحادث، قبل أن يقترب من المنطقة "سامح سيد" قادما من أسوان، بالنيابة عن أصحاب السيارة، "للاطمئنان على حال البضائع وإتمام عملية جمعها لحين وصولهم". وفوجئ الشاب الثلاثيني بالجهود المبذولة من قِبل الأهالي، وقيام عدد من الشباب بحراسة السيارة طوال ساعات الليلة منعًا لسرقتها من قِبل المارة على الطريق. ويؤكد "سيد" أنهم رفضوا تركه وحيدا ورجاله قائلًا: "شيء غير جديد على شهامة أهالي النوبة". وكان أهالي القرية قد ساهموا في الشهور الماضية في إنقاذ عدد من سيارات النقل التي تمر من المنطقة محملة بالخضروات والفاكهة ومختلف المواد الغذائية، بعد تعرضهم لحوادث مختلفة- بحسب بحر. ورغم قسوة حرارة الشمس وصيام الجميع، لكنهم واصلوا العمل لليوم الثاني على التوالي، وعند غروب الشمس خرج عليهم رجال القرية محملين بموائد ممتلئة بالطعام من أجل الإفطار. ويقول جمال بينما يوزع الطعام على ضيوفهم من خارج القرية:" توارثنا الأمانة والكرم عن أجدادنا، تعلمنا ذلك من الأجيال السابقة، ونرجو أن يعي أهميته الجيل الجديد"