قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، اليوم الاثنين، إن الوفد الروسي الذي زار سوريا مؤخرا قد غادر إلى إسرائيل وهو يحمل تابوتا يضم رفات الجاسوس الإسرائيلي، إيلي كوهين، الذي أعدم في دمشق عام 1965. ويعتبر إيلي كوهين، أشهر جاسوس إسرائيلي في العالم العربي، ورسمت حوله الكثير من قصص البطولة في الدولة العبرية، أشار بعضها إلى أن ذلك اليهودي من أصول عربية كاد أن يصبح وزير دفاع سوريا. وكان كوهين قد ولد في مدينة الإسكندرية بمصر في 26 ديسمبر عام 1924، باسم إلياهو بن شاؤول كوهين، لأسرة هاجرت إلى مصر من مدينة حلب شمالي سوريا. والتحق كوهين في طفولته بمدارس دينية يهودية، ثم درس الهندسة في جامعة القاهرة، لكنه لم يكمل تعليمه بل أجاد اللغات العبرية والعربية والفرنسية بطلاقة. وانضم كوهين، للحركة الصهيونية وهو في العشرين من عمره، كما التحق حينها بشبكة تجسس إسرائيلية في مصر بزعامة أبراهام دار، المعروف ب"جون دارلنج"، وذلك قبل أن يغادر مصر نهائيا عام 1957. وبعد وصول كوهين إلى إسرائيل عمل في البداية في ترجمة الصحافة العربية للعبرية، ثم التحق بجهاز الاستخبارات الإسرائيلة "الموساد". وتم إعداد قصة مختلقة له لزرعه لاحقا في سوريا، فذهب إلى الأرجنتين عام 1961 باعتباره سوري مسلم اسمه كامل أمين ثابت، وقد نجح هناك في بناء سمعة كرجل أعمال ناجح متحمس لوطنه الأم سوريا. وانتقل كوهين إلى دمشق عام 1962، حيث وصلت علاقاته لأعلى المستويات، وخاصة بين كبار ضباط الجيش ورجال السياسة حتى أصبح المستشار الأول لوزير الدفاع السوري، واقترب كثيرا من منصب وزير الدفاع، حسب تقارير إعلامية. وتشير التقارير إلى أن كوهين مد إسرائيل بمعلومات بالغة السرية، فيما قللت دمشق من المعلومات التي كشفها عن ترسانة الأسلحة السورية وألقي القبض بعد ذلك على كوهين، وبعد انتهاء التحقيق مع كل من عرفهم، بدأت محاكمتهم أمام المحكمة العسكرية الاستثنائية وصدرت الأحكام ببراءة 33 متهما، والإعدام على كوهين. وحاولت الكثير من الشخصيات الأوربية التوسط لتخفيف حكم الإعدام عن الجاسوس دون جدوى، وتم إعدامه صباح يوم 19 مايو 1965.