الدورة الأربعون، وصف مثير للفخر والخوف معًا، فمن دواعي الفخر أن يكون مهرجان القاهرة هو المهرجان الوحيد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي وصل لهذا العدد من الدورات، بتاريخ طويل امتد منذ التأسيس عام 1976، توالت فيه اللحظات السعيدة والناجحة، مع بعض التحديات والعثرات بطبيعة الحال. الوصف أيضًا يثير الخوف في ما يلقيه هذا التاريخ من مسؤولية كبيرة على أكتاف فريق العمل، الذي يأتي هذا العام تحت إدارة جديدة برئاسة المنتج والسينارست محمد حفظي، أصغر رئيس في تاريخ المهرجان، والذي تعاون مع رمز المهرجان التاريخي، المدير الفني يوسف شريف رزق الله، في صياغة دورة شعارها الأساسي هو التطلع للعالمية، وضرورة خروج المهرجان لتحمل مسؤوليته الثقافية والفنية والتاريخية كأكبر مهرجان سينمائي في العالم العربي. هذا الشعار سيتحقق في دورة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الأربعين عبر توجيه النظر نحو مجموعتين رئيسيتين يستهدف المهرجان أن يفيدهم ويمتعهم على مدار أيامه العشرة: جمهور السينما وصنّاعها. الجمهور الذي يعمل فريق البرمجة على مدار شهور ليجلب له حوالي 160 فيلمًا من أهم وأحدث أفلام العام أتت من 59 دولة، وصياغتها في برنامج ثري يضمن المتعة والإفادة. الجمهور سيكون قادرًا على مشاهدة عروض المهرجان هذا العام في الموقع المعتاد: القاعات المختلفة لدار الأوبرا المصرية، بالإضافة إلى توسع يشمل عدة مناطق في أرجاء القاهرة، فتُعرض الأفلام في مناطق وسط البلد، الزمالك، السادس من أكتوبر، والتجمع الخامس، بما يضمن وصول أفلام المهرجان للمشاهدين في كل مكان بالعاصمة. ولأول مرة يضيف المهرجان جائزة للجمهور بقيمة مالية كبيرة هي 20 ألف دولار، تُمنح للفيلم الذي يصوت له جمهور القاهرة فينال الجائزة بالمناصفة منتج الفيلم وموزعه المحلي، بحيث يساهم المهرجان في توزيع الفيلم الذي يختاره جمهوره في الصالات المصرية. أما صُناع السينما فسيكون لهم حضور رئيسي ضمن أولويات المهرجان، من خلال إطلاق النسخة الأولى من أيام القاهرة السينمائية، المنصة التي تستمر خمسة أيام وفيها عدة أنشطة تهدف لدعم صناعة السينما في مصر والمنطقة العربية. نسخة جديدة من ملتقى القاهرة السينمائي تتنافس فيها مشروعات بمرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج على جوائز تتجاوز قيمتها 110 ألف دولار أمريكي، ومجموعة كبيرة من المحاضرات وحلقات النقاش ودروس السينما التي يلقيها خبراء المستوى الأول في العالم، بالإضافة إلى ما يتيحه المهرجان من تواصل وتشبيك بين صناع السينما المصريين والعرب، وأهم جهات الدعم والمهرجانات وصناع القرار السينمائي في العالم.