"سكت دهرا ونطق انتقاما".. ربما هذا هو الوصف الأمثل لما يفعله الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى الوقت الراهن تجاه عدد من الدول الداعمة للإرهاب , التى صمت إزاؤها "ترامب" كثيرا خلال الفترة الماضية.. لكن يبدو أنه قررا مؤخرا الخروج عن صمته ومواجهة هذه الدول التى كان آخرها تركيا وذلك بعد فرض رسوما اقتصادية على صادراتها ما كان سببا فى انهيار العملة التركية "الليرة" وتدهورها بشكل ملحوظ لم تشهده طيلة العقود الماضية.. الأمر نفسه انطبق أيضا على إيران بعد قراره بالانسحاب من الاتفاق النووى الذى وقعه سلفه باراك أوباما وذلك بسبب عدم جدية طهران فى وقف برنامجها النووى فضلا عن دعم الإرهاب.. هناك أيضا دولة قطر التى يخطط لنقل قاعدة العديد العسكرية منها بعد تورطها فى دعم الإرهاب فى عدد من البلدان المختلفة. المجنون الأمريكى والخروف التركى تشهد الحالة الاقتصادية لتركيا تدهورًا كبيرًا في تلك الفترة، حيث تراجعت قيمة الليرة التركية بنسبة تزيد على 35% أمام الدولار، وذلك بسبب عقوبات اقتصادية جديدة فرضتها الولاياتالمتحدة على تركيا، في وقت تمر به العلاقات بين البلدين بأزمات عديدة. وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في تغريدة له على موقع "تويتر"، أنه أصدر أمرًا بمضاعفة رسوم الصلب والألومنيوم على تركيا، في وقت تنهار فيه الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي، كما رفع الضريبة على الألومنيوم بنسبة 20٪، بينما سترتفع على الصلب بنسبة 50٪، مشيرًا إلى أن علاقة الولاياتالمتحدة مع تركيا ليست جيدة في ذلك الوقت. وتعد تلك العقوبات الاقتصادية الأمريكية على تركيا هي الثانية في غضون أسبوعين، بعدما فرضت عقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين، على خلفية احتجاز القس الأمريكي، آندرو برانسون، في تركيا للمحاكمة بتهم التجسس وارتكاب جرائم لصالح منظمات إرهابية، وهو الأمر الذي ردت عليه تركيا بفرض عقوبات بالمثل. وقال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إن بلاده مستعدة لجميع الاحتمالات الاقتصادية السلبية التي قد تواجهها، مضيفًا أنه لا يمكن إعاقة مسيرة تركيا بالدولار وسواه، وأن الشعب التركي سيرد على معلني الحرب الاقتصادية ضد تركيا. ونشرت صحيفة "فايناشال تايمز"، مقالًا بعنوان "رجل تركيا القوي، يدفع الليرة للهاوية"، وتقول الصحيفة إن الليرة التركية بالفعل قد هوت بنسبة 35% هذا العام، لكنها أصبحت الآن أسوأ عملة من حيث الأداء في الأسواق عام 2018، حتى بدرجة أكبر من البيسو الأرجنتيني. وتقول الصحيفة، إنه مع كل انخفاض جديد لليرة، زادت إمكانية حدوث أزمة في ميزان المدفوعات في البلاد وإمكانية انهيار القطاع المصرفي في البلاد، مشيرة إلى أن انهيار الليرة التركية ليس مشكلة تركيا بمفردها، فإن انهيار الاقتصاد التركي قد يكون له تأثير كبير على الاقتصادين الأسيوي وأوروبا، حيث هوت أسعار الأسهم والمصارف المتأثرة بالديون التركية، كما أن إنهيار الليرة يؤثر على الأسواق الناشئة في شتى بقاع العالم. وأشارت الصحيفة، إلى أن تعامل أردوغان مع الأزمة يزيد من قلق الأسواق، فبدلًا من السعي لإيجاد حلول للأزمة، فهو يلوم على حروب اقتصادية تشن على بلاده، حيث دعا مواطني بلاده إلى تحويل مدخراتهم من الدولار والذهب إلى الليرة. ويرجع الخلاف بين تركياوالولاياتالمتحدة بشكل أساسي، إلى استمرار احتجاز ومحاكمة القس الأمريكي، آندرو برونسون، بتهم تتعلق بالإرهاب في غرب تركيا. وفرضت واشنطن في البداية عقوبات على وزير العدل عبد الحميد جول، ووزير الداخلية سليمان صويلو، بسبب احتجاز القس، وقالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن الوزيرين لعبا دورًا رئيسيًا في اعتقاله في 2016 ثم احتجازه. وتضمنت العقوبات تجميد الأصول المالية والممتلكات للوزيرين وأدراجهما تحت الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس ترامب، بشأن منتهكي حقوق الانسان. وردا على ذلك قالت وزارة الخارجية التركية، في بيان ندعو الإدارة الأميركية إلى التراجع عن هذا القرار الخاطئ، واصفة قرار واشنطن بأنه موقف عدائي. الاتفاق النووى يشعل الحرب بين "ترامب" و"روحانى" شهدت العلاقات بين الولاياتالمتحدةوإيران توتراً حاد في الفترة الأخيرة لم تشهده من قبل، حتى وصلت إلى عداء بينهما، وتبادل الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب، والإيراني محمد حسن روحاني، التهديدات العدائية مع بداية عودة العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران، وذلك عقب انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي بين قوى الغرب وإيران. ووصف ترامب الاتفاق النووي بين إيران وقوى الغرب، بأنه مروع ويحقق صالح طرف واحد وما كان ينبغي أن يُبرم مثل هذا الاتفاق أبدًا، وأن هذا الاتفاق ليس بالقوة الكافية لردع إيران عن التوسع في أنشطتها التخريبية في المنطقة، وأنه لا يمكن رصد أو متابعة أو منع أي خرق لشروطه. وانسحبت الولاياتالمتحدة في مايو الماضي، من الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرمته إيران مع قوى الغرب مقابل رفع العقوبات الدولية التي كانت خاضعة لها، وأعادت الولاياتالمتحدة العقوبات على طهران رغم معارضة بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا (الدول الموقعة على الاتفاق)، القرار الأمريكي. وقال ترامب، إن الانسحاب من الاتفاق يأتي لعدم نجاحه في وقف أنشطة طهران المزعزعة للاستقرار ومساعيها للحصول على سلاح نووي وردعها عن متابعة برنامجها للصواريخ الباليستية. وتبادل الرئيسان الإيراني والأمريكي التهديدات عقب انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي، حيث قال ترامب، إن إيران سوف تعاني عواقب وخيمة لم يشهد التاريخ مثلها إلا القليل إذا هددت الولاياتالمتحدة، في حين قال روحاني، إن الحرب مع إيران سوف تكون أم كل الحروب. وكما يعرف عن الرئيس الأمريكي بالتغريد على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" لتوجيه أي رسائل هامة وخطيرة، قام بنشر عدة تغريدات يهدد بها روحاني، مثل: "لم نعد دولة تتهاون مع كلماتكم المختلة بشأن العنف والموت.. احترسوا"!. ورد روحاني، قائلًا: "السيد ترامب! نحن رجال الكرامة والشرف وكافلو أمن الممر الملاحي للمنطقة على مر التاريخ فلا تلعب بالنار لأنك ستندم". واعتبر روحاني أن الحكومة الأمريكية الحالية تصارع العالم وتصارع مصالحها الوطنية في آن واحد، محذرًا واشنطن من أن السلام معها هو السلام الحقيقي والحرب معها خطيرة. كما وصف روحاني، الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأنه تاجر ولا يمكنه اتخاذ قرارات في قضايا دولية، لأنه لا يعرف شيئًا في السياسة. وحذر ترامب من أن كل بلد يساعد إيران في سعيها إلى الأسلحة النووية، يمكن أن تفرض عليه الولاياتالمتحدة أيضًا عقوبات شديدة، مضيفًا أنه الآن تم الإثبات وبالدليل القاطع على أن الوعد الإيراني كان كذبة. توتر مكتوم بين الولاياتالمتحدة ودويلة قطر العلاقة بين أمريكاوقطر تشهد حالة من "التوتر المكتوم " فقبل عام من الآن وصف الرئيس الأمريكى قطر بأنها داعم تاريخى للإرهاب، ودعا دول الخليج ودول الجوار "مصر-السعودية-الإمارات-البحرين" لاتخاذ المزيد من الإجراءات لمكافحة الإرهاب، والوقوف أمام الدعم القطري للمنظمات الإرهابية. الأمر لم يقتصر عند هذا الحد فعقب ذلك بستة أشهر تقريبا ناقشت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكى مطالب بنقل قاعدة العديد العسكرية من الدوحة إلى موقع آخر خارج قطر، بعد الانتهاء من الاتفاقية المبرمة في 2013، والتي ستنتهي في 2023 بين البلدين، بعد أن تم تجديدها في ديسمبر عام 2013 لمدة عشرة أعوام. وجاءت مطالب نقل قاعدة العديد من الدوحة، عقب إجراءات أخرى اتخذتها أمريكا تجاه قطر، تتمثل في متابعة نظامها المالي والمصرفي بسبب تخوف من دعم المنظمات الإرهابية والأفراد ذوي العلاقة بتلك المنظمات، إضافة إلى مراقبة شديدة لتصرفاتها الدبلوماسية وعلاقاتها الخارجية. وفى محاولة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد لكسب ود نظيره الأمريكى , عرض تميم على الولاياتالمتحدة إنفاق 1.8 مليار دولار لتطوير قاعدة "العديد" العسكرية الجوية التي تستخدمها أمريكا لعملياتها العسكرية ومكافحة الإرهاب. لكن الرئيس الأمريكي قابل ذلك بالرفض، مؤكدا سعى بلاده فعليا لنقل القاعدة العسكرية من الدوحة إلى مكان آخر. جاء هذا فى الوقت الذى أكدت فيه وزارة الدفاع الأمريكية أيضا ردا على عرض أمير قطر, أنه من السابق لأوانه الحديث في تفاصيل هذا الأمر، مشيرة إلى ضرورة عمل تخطيط مناسب للمراحل المقبلة، وضمان استخدام المنشآت العسكرية الأمريكية. وكانت تقرير صدرت خلال الفترة الماضية أشارت إلى أن الولاياتالمتحدة لديها معلومات مؤكدة حول دعم قطر المستمر للحركات المصنفة إرهابيًا لدى مكتب مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية بالشرق الأوسط، ومن بين تلك المنظمات حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة" وحركة "حماس"، بالإضافة إلى جماعة "الإخوان المسلمين" المصنفة إرهابيًا لدى بعض من الدول العربية في المنطقة.