لم يتوقف الدعم القطري على الإرهابيين فقط، بل وصل الأمر إلى دعم الكيان الصهيوني نفسه، على الرغم مما تروجه قطر من دعمها لغزة وللقضية الفلسطينية, ومؤخرا كشف موقع مونيتور الشرق الأوسط ( ميمو) أن قطر تبرعت بمبلغ 250 ألف دولار لبعض المنظمات الأكثر دعما لإسرائيل في الولاياتالمتحدة. ويعتقد أن هذه المبالغ تم نقلها للمنظمات من خلال رجل الأعمال جوزيف اللحام ، وهو عضو في اللوبي اليهودي ، ويعمل لحساب الحكومة القطرية وتحديدا من خلال شركة ليكسينجتون ستراتيجيس ،حيث تم دفع بعض المبالغ في وقت مبكر من العام الجاري. ووفقا للمعلومات فقد تم دفع مبلغ 100 ألف دولار للمنظمة الصهيونية الأمريكية ، ومبلغ 100 ألف دولار لمنظمة جنودنا يتحدثون، وهي منظمة تصف نفسها بوسيلة الانتقال التي يقوم الجيش الإسرائيلي من خلالها بإرسال كبار الضباط لإلقاء محاضرات في كبرى الجامعات بالعالم ،كما أنهم يشاركون في إعطاء بعض الاحاطات والمعلومات لأعضاء الكونجرس المدافعين عن الكيان الصهيوني. وتم أيضا تخصيص مبلغ 50 ألف دولار من المال القطري لشركة بلو دايموند هوريزونز، وهي منظمة يديرها مايك هاكابي الحاكم المسيحي الصهيوني السابق لولاية اركنساس ،كما انه والد الناطقة باسم البيت الأبيض سارة هاكابي ، ومعروف عنه دفاعه المستميت عن الكيان الصهيوني ورفض الانسحاب الإسرائيلي من القدس، ويطالب بضم الضفة الغربية للكيان الصهيوني. وأشار ميمو إلى أن الوثائق الحكومية الأمريكية سجلت الأموال التي تم دفعها من خلال شركة ليكسنجتون ستراتيجس على أنها تكريم للزيارة،التي قام بها هاكابي للدوحة، في حين أن المنظمة الصهيونية الأمريكية و"جنودنا يتحدثون" سجلوا هذه الأموال تحت بند مساهمات خيرية . وتصف الوثائق الأمريكية صراحة أمير قطر تميم بن حمد آل ثان بأنه عميل عضو اللوبي الصهيوني جوزيف اللحام الذي جنده من أجل توفير المال اللازم لتسهيل الحوار مع الجالية اليهودية في الخارج والولاياتالمتحدة. ويرى ميمو أن "قطر" أقدمت على مساعدة المنظمات الموالية لإسرائيل في محاولة لتقوية العلاقات مع الولاياتالمتحدة في أعقاب المقاطعة التي فرضت عليها من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر. وأوضح الموقع أن الدوحة تخشي وقوع الولاياتالمتحدة تحت تأثير التكتل الذي تقوده السعودية ،الأمر الذي يدفعها لسحب قواتها من القاعدة الجوية في البلاد، مما يجعل قطر عرضة للغزو من قبل جيرانها الأقوى. وكانت حكومة قطر قد استأجرت نيك موسين صاحب شركة ستونينجتون ستراتيجيز في عام 2017 كجزء من جهودها للحفاظ على العلاقات مع أمريكا، وكان الاتفاق في البداية هو أن تدفع الدوحة مكافأة شهرية للشركة تبلغ قيمتها 50 ألف دولار تم زيادتها لاحقا إلى 300 ألف دولار . بينما يكشف موقع الانتفاضة الإلكترونية الناطق باللغة الإنجليزية عن زيارة قام بها هاكابي في شهر يناير من العام الجاري إلى قطر ، موضحا أن هذه الزيارة تأتي في إطار سلسلة زيارات قام بها عدد من الشخصيات اليمينية المتطرفة ، بهدف زيادة التوعية حيال إسرائيل واللوبي التابع لها في أمريكا. وقال الموقع إن الكشف الذي قدمته شركة ليكنجستون ستراتيجيز في 15 يونيو بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب ،كشف أن الأموال الممنوحة للمنظمات الصهيونية خرجت من بين مبلغ مالي وصل قيمته 1.45 مليون دولار قدمتها قطر لممارسة الضغط نيابة عنها. وكان أحد الأهداف المعلنة للأموال التي دفعتها قطر لمجموعة الضغط هو تشجيع الحوار مع الجالية اليهودية في الخارج وفي الولاياتالمتحدة، لكن في الواقع كانت قطر تتواصل مع بعض أكثر المؤيدين تطرفا لإسرائيل كجزء من جهودها الرامية لكسب تأييد الولاياتالمتحدة. ويرى الموقع أن وجود شخص مثل "اللحام والكشف" عن علاقته بقطر ،يؤكد أن هناك اكثر من شركة في واشنطن تتعامل معها الدوحة لكسب ود اللوبي اليهودي. وقال الموقع إن أحد التنازلات الرئيسية التي قدمتها قطر هو إلغاء عرض فيلم وثائقي على قناة الجزيرة، حول الأعمال الداخلية للوبي الإسرائيلي الأمريكي،ويحدد الفيلم عددا من جماعات الضغط التي تعمل بشكل مباشر مع إسرائيل للتجسس على المواطنين الأمريكيين باستخدام تقنية جمع بيانات متطورة. ويتردد أن هذا الفيلم الوثائقي يلقي الضوء على الجهود السرية لتشويه وترهيب الأمريكيين الذين ينظر إليهم على أنهم أكثر انتقادا لإسرائيل. وكانت المنظمة الصهيونية الأمريكية وهي إحدى المستفيدين من سخاء وكرم الأمير القطري ،حظيت بإشادة عامة من أجل فرض الرقابة على الفيلم.. لكن وسط انتقادات داخل الدوائر الموالية لإسرائيل،زعم رئيس المنظمة الصهيونية الأمريكية مورتون كلاين أنه صدم عندما علم أن الأموال قادمة من قطر، وزعم أنه سيعيد هذه التبرعات بينما منظمة "جنودنا يتحدثون" فأكدت أنه من دواعي سرورها أن تأخذ أي قرشا من أي جهة. ونقل الموقع عن صحيفة الأسبوع اليهودي أن أحمد الرميحي المسئول القطري السابق والرئيس السابق لشركة قطر للاستثمار, كان ضيفا في إحدى حفلات العشاء التي نظمتها المنظمة الصهيونية الأمريكية ، وأثناء وجوده طلب تقديمه إلى ستيف بانون مستشار ترامب السابق الذي كان يلقي كلمة خلال الحفل. ووفقا لمجلة ماوز جونز تم استجواب كلاين بشأن حضور الرميحي حفل العشاء ورد قائلا " ما المشكلة؟ فقد دفع 100 ألف دولار" ، وهو ما ينفي ما ذكره عن صدمته حول معرفته أن المال قادم من قطر.