نظرًا لأن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ذات نفسه شخصية مثيرة للجدل بشكل كبير، فمن المتوقع أن تكون زوجته الأكثر إثارة وجدلًا من بين زوجات الرؤساء، بالإضافة إلى أن تلك السيدة الأولى في أمريكا حاليًا، كانت تعمل كعارضة أزياء سابقًا بشكل غير قانوني في المملكة المتحدة. وتعد ميلانيا ترامب، واسمها الحقيقي ميلانيا كناوس، من أصل غير أمريكي فهي ولدت في سلوفينيا عام 1970، لكنها قدمت إلى أمريكا كمهاجرة عام 1996، وأصبحت مقيمة دائمة في الولاياتالمتحدة، وحصلت على الجنسية الأمريكية عام 2006، وبذلك فهي تعتبر ثاني سيدة أولى في الولاياتالمتحدة من أصل أجنبي بعد السيدة الأولى السابقة لويزا آدامز، زوجة الرئيس جون كوينسي آدامز، بين عامي 1825 – 1829. ميلانيا ترامب، هي الزوجة الثالثة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولها منه ابن واحد وهو بارون ترامب، كما أنها أول سيدة أولى لا تنتقل مباشرة مع زوجها إلى البيت الأبيض، فقد انتظرت خمسة أشهر للحاق به إلى واشنطن كي ينهي ابنهما بارون (11 عامًا) عامه الدراسي في نيويورك. وذلك ما أثار التكهنات بشأن رفضها تولي دور السيدة الأولى، أو بشأن علاقتها بالرئيس الذي يكبرها ب24 عامًا، وبلغت المسألة حد اعتبار البعض إيفانكا، الأبنة البكر لترامب، أنها السيدة الأولى الفعلية. منذ بداية ظهورها وهى تثير الجدل بوسائل الإعلام، حيث أثار أول خطاب لها خلال مؤتمر الحزب الجمهوري، انتقادات بأنه كان منسوخًا عن خطاب ألقته السيدة الأولى ميشيل أوباما، في مؤتمر الحزب الديمقراطي عام 2008. في عام 2016 كانت الحرب بين دونالد ترامب، وتيد كروز، قوية لأن كلاهما كان يريد الفوز فى انتخابات الحزب الجمهوري للوصول إلى سباق الرئاسة الأمريكية، فكانا على موقع "تويتر" يهدد كل منهما بنشر فضائح زوجة الآخر. بدأت معركة فضائح الزوجات عندما نشرت جماعة سياسية مستقلة إعلانًا تظهر فيها ميلانيا ترامب، وهي عارية، مع تعليق يقول: "إليكم ميلانيا ترامب.. السيدة الأولى القادمة"، وعرضت الجماعة السياسية ذلك الإعلان، قبيل الانتخابات التمهيدية في ولايتي يوتاه وأريزونا، حين تنافس الرجلان على أصوات الناخبين. وأثار ذلك الإعلان غضب دونالد ترامب، الذي توجه إلى "تويتر"، وغرد قائلًا: "يا للهول، سناتور كروز، هذا بعض ما وصلت إليه من التدني بذلك الإعلان، أنت تستخدم صورة لميلانيا في جلسة تصوير لمجلة جي.كيو، احذر أيها الكذاب وإلا فضحت زوجتك". وحرصت ميلانيا خلال الحملة الانتخابية لدونالد ترامب، على تغيير ملابسها لتبدو أكثر أناقة واحتشامًا، حتى تستطيع تغيير الصورة السيئة التي كونها عنها الشعب الأمريكي، لكنها حصدت بذلك إشادة أحيانًا وسخرية أحيانًا أخرى. وفي الخطابات القليلة التي ألقتها ميلانيا، قدمت نفسها على أنها امرأة مستقلة، مدافعة عن زوجها بأنه يحترم النساء ويقدم لهن الفرص نفسها تمامًا كالرجال، بعد اتهامه من قبل حوالي 10 نساء بالتحرش بهن جنسيًا أو بالتصرف غير اللائق. وأكدت ميلانيا، خلال حديثها عن طموحاتها كسيدة أولى أنها ستدافع عن النساء والأطفال، كما قدمت نفسها لأمريكا، على أنها السيدة المهتمة أولًا بأمور عائلتها، وأنها تركز وقتها بالدرجة الأولى لتربية طفلها، مع توجيه عبارات الشكر لزوجها الذي يتفهم الأمر تمامًا. منذ بداية تولي زوجها دونالد ترامب، الرئاسة الأمريكية، تبدو هى كشخصية غامضة تحافظ على خصوصيتها لدرجة تصل إلى حد السرية، ونادرًا ما يمكن رؤيتها أو سماع صوتها. لكن مع اندلاع موجة غضب ضد سياسة الإدارة الأمريكية حول الهجرة وفصل الأبناء عن الآباء، أفصحت السيدة الأولى، التي كانت نفسها مهاجرة جاءت إلى أمريكا بحثًا عن حياة أفضل، عما بداخلها، وأصدرت تصريحًا انتقدت فيه سياسة الهجرة الأمريكية التي بسببها تم فصل مئات الأبناء عن ذويهم، وقامت برحلة إلى أحد المراكز التي تأوي هؤلاء الأطفال في "تكساس". وبغض النظر عن الرسالة التي أرادت أن تبعثها، إلا أن الكلمات التي كتبت على السترة التي ارتدتها "أنا في الواقع لا أهتم، هل تهتم أنت؟"، أثارت جدلًا واسعًا وزادت من التكهنات حول شخصية ميلانيا، وفي ظل صمتها المستمر، قال خبراء:"لا يمكن لنا أن نحدد ما إذا كانت السيدة الأولى ضحية أو متواطئة".