قوى النواب تنتهي من مناقشة مواد الإصدار و"التعريفات" بمشروع قانون العمل    نائب محافظ قنا يشهد احتفالية مبادرة "شباب يُدير شباب" بمركز إبداع مصر الرقمية    وزير الزراعة: توجيهات مشددة بتسهيل إجراءات التصالح في مخالفات البناء    هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب تستعد لشن "هجوم كبير جدا" على إيران    مارتينيز يقود إنتر ميلان للفوز على روما في الدوري الإيطالي    مصرع شخص وإصابة آخر في حادث تصادم في الغربية (تفاصيل)    جاهزون للدفاع عن البلد.. قائد الوحدات الخاصة البحرية يكشف عن أسبوع الجحيم|شاهد    مناشدات أممية لإنقاذ شمال غزة من خطط التجويع والتهجير الإسرائيلية    خبير بالشأن الإيراني: واشنطن وطهران لا تريدان التورط في حرب إقليمية    بيان عاجل من حماس بشأن الصمت الدولي المريب عن تنفيذ الاحتلال ل "خطة الجنرالات"    ترحيب برلماني بمنح حوافز غير مسبوقة للصناعات.. نواب: تستهدف تقليل الضغط على العملة الصعبة    أخبار الأهلي : كولر يكشف سر تراجع أداء الأهلي أمام سيراميكا كليوباترا    منتخب الشاطئية يختتم تدريباته استعداداً لمواجهة تنزانيا غداً    استشاري الاستثمار: لا بديل لدينا سوى توطين الصناعة المصرية    القبض على سائق الونش المتسبب في انقلاب قطار البدرشين    بروفات لطيفة استعدادا لحفلها بمهرجان الموسيقى العربية    حظك اليوم لمواليد برج الجدي الاثنين 21 أكتوبر 2024    لن نشارك بأي عمل| جمال العدل: يحيى الفخراني خارج السباق الرمضاني 2024    نجوم الفن في حفل creative industry summit.. صور    «شوفلك واحدة غيرها».. أمين الفتوى ينصح شابا يشكو من معاملة خطيبته لوالدته    أهم علامات قبول الطاعة .. الإفتاء توضح    هبة قطب تطالب بنشر الثقافة الجنسية من الحضانة لهذا السبب    مدير مستشفى عين شمس: القضاء على الملاريا في مصر إنجاز عظيم    سائح فرنسي بعد زيارة محطة قطارات بشتيل: «إحنا متأخرين عنكم» (فيديو)    خالد داغر مدير مهرجان «الموسيقى العربية»: اعتذار النجوم عن حفلاتهم أربكت حساباتنا    مقطع تشويقي لأغنية فيلم «دراكو رع» بصوت عبدالباسط حمودة    مصطفى شلبي يعتدي بالضرب على أحد منظمي مباراة الزمالك وبيراميدز (فيديو خاص)    الأردن داعيا لحظر تسليحها: مذبحة إسرائيل في شمال غزة يتوجب التعامل معها بحسم    رمضان عبد المعز: الإسلام دين رحمة وليس صدام وانغلاق    استعدادا لرحلات السياح إلى أسوان.. رئيس هيئة السكة الحديد يتفقد محطة بشتيل    أسماء مصابي حادث حي الزيتون بمدينة السادات في المنوفية    للوقاية من أمراض القلب وتصلب الشرايين.. 6 نصائح عليك اتباعها    تموين الإسكندرية تكثف حملاتها الرقابية على محطات تموين السيارات    التربية والتعليم توضح الفئات المسموح لها دخول امتحانات الثانوية العامة بنظاميها القديم والجديد    مستشار وزير الصحة: نشهد تحسنا بين معدل النمو السكاني والاقتصادي    مجلس جامعة الفيوم يوافق على 60 رسالة ماجستير ودكتوراه بالدراسات العليا    ريفالدو يُقيم أداء برشلونة مع فليك وفرص الفوز بلقب الدوري الإسباني    الرئيس السيسي بالمؤتمر العالمى للصحة والسكان: مصر لديها تجربة ناجحة فى تحويل المحنة لمنحة.. والقضاء على فيروس سي أصبح تاريخ نتيجة تحرك الدولة بشكل فعال والبطالة انخفضت ل6.5% وواجهنا تحدى النمو السكانى بشكل جيد    فريق القسطرة القلبية بمستشفى الزقازيق ينجح في إنقاذ حياة 3 مرضى بعد توقف عضلة القلب    أستاذ تفسير: الفقراء يمرون سريعا من الحساب قبل الأغنياء    المجلس الوطنى الفلسطينى:انتهاكات المستوطنين باقتحام الأقصى إرهاب منظم    وزير الصحة اليوناني: مستعدون لاستضافة المزيد من المرضى الفلسطينيين تخفيفا لهذه الأزمة    القبض على عاطل هارب من إعدام وآخر مطلوب للتنفيذ عليه في 8 أحكام تزوير بالدقهلية    مفيش فرامل.. إصابة 4 أشخاص صدمتهم سيارة ميكروباص ب شبين القناطر في القليوبية    محمد النني يرحب بأندية كأس السوبر المصري سنة 2024 في الإمارات    تمارين صباحية لتعزيز النشاط والطاقة.. ابدأ يومك صح    إعلام إسرائيلي: سماع دوي انفجارات عدة في الجليل الغربي    ندب الدكتور حداد سعيد لوظيفة رئيس جهاز التفتيش الفني على أعمال البناء    رئيس جهاز مدينة بدر: ضرورة الانتهاء من المشروعات في التوقيتات المحددة    جامعة الزقازيق تعقد ورشة عمل حول كيفية التقدم لبرنامج «رواد وعلماء مصر»    رد الجنسية المصرية ل24 شخصًا.. قرارات جديدة لوزارة الداخلية    تكاليف السولار تضيف 1.5 مليار جنيه لأعباء السكك الحديدية    هاتريك ميسي يقود إنتر ميامي لرقم قياسي في الدوري الأمريكي    جثة شاب ملقاة بجرجا وآثار طعنات غامضة تثير الرعب.. البحث جارٍ عن القاتل    ماذا يحدث فى الكنيسة القبطية؟    هل يجوز ذكر اسم الشخص في الدعاء أثناء الصلاة؟.. دار الإفتاء تجيب    5548 فرصة عمل في 11 محافظة برواتب مجزية - التخصصات وطريقة التقديم    هشام يكن: الزمالك سيدخل لقاء بيراميدز بمعنويات عالية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الملف السرى ل«محمود طاهر»
نشر في الموجز يوم 27 - 11 - 2017

قام بتمويل حزب يدعى «الوعى» برفقة شادى الغزالى حرب فى 2011
ارتدى عباءة جماعة الإخوان «المحظورة» لحجز مكان له فى الحياة السياسية
محمود طاهر ..رجل أعمال ربما يكون ناجحا، لكنه سياسي فاشل بالثلث، وصاحب واحدة من أكثر التجارب الحزبية فشلا، مع علامات استفهام كثيرة أحاطت بالفترة التى كان فيها عضوا بمجلس إدارة النادى الأهلي، ثم مجلس إدارة اتحاد الكرة، وبعد فترات حضور وغياب متقطعة عاد رئيسا للقلعة الحمراء.. وبقدر قادر صار منافساً لأسطورة النادي الأهلي واللاعب الأكثر شعبية في تاريخ كرة القدم ونقصد الكابتن محمود الخطيب «بيبو»
ربما يكون المهندس محمود طاهر، أحد أكبر رجال الأعمال العاملين فى مجال البترول والغاز الطبيعي، على الرغم من أن الغموض يكتنف العديد من الشركات التى يرأس مجلس إدارتها وأهمها شركة "إيميك" الدولية، التى تعمل فى مجال هندسة كيماويات الحفر والإنتاج الأولى فى مصر والشرق الأوسط. كما يرأس طاهر أيضا مجلس إدارة الشركة المصرية الكندية لتصنيع الكيماويات اللازمة لصناعة البترول، وأيضًا يرأس شركة "ميجا للاستثمارات البترولية" التى تعمل فى مجال الغاز الطبيعى والبترول. بالإضافة إلى عضويته فى جمعية مهندسى البترول المصرية والعالمية، وجمعية رجال الأعمال المصرية البريطانية، وعضوية المجلس الرئاسى المصري- الفرنسي. وإلى جانب كل ذلك فهو الوكيل الرسمى لشركة "نايك" الأمريكية للملابس الرياضية فى مصر، ويملك بعض الأسهم فى الشركة الأم التى تعد من الشركات الرائدة فى هذا المجال على مستوى العالم.
وعن علاقته بالنادى الأهلي، سبق أن كان عضوًا بمجلس الإدارة بداية التسعينيات، بالإضافة إلى عضويته السابقة بمجلس إدارة اتحاد الكرة، الذى استقال منه لأسباب لا نراها مقنعة. فقد أراد أن يبيع حقوق رعاية الاتحاد بمائتى مليون جنيه، لشركة بريطانية وحين رفض الاتحاد تقدم بالاستقالة.
تسويق بطولة الدورى الممتاز وأنشطة اتحاد الكرة مقابل 200 مليون جنيه عام 2009 وهو رقم كبير طبعا، لكن ما يقلق هو أن شركة بريطانية هى التى فازت به. كما أن حسن حمدى الذى كان مديراً لوكالة الأهرام للإعلان تدخل واتفق مع سمير زاهر، رئيس الاتحاد وقتها على رفض العرض. فاستقال طاهر واختفى لمدة خمس سنوات قضاها طاهر بعيداً عن المجال الرياضى قبل أن يعلن الترشح لمنافسة إبراهيم المعلم على رئاسة النادى الأهلي!.
قد لا يعرف كثيرون أن محمود طاهر له خبرات أو تجارب سياسية فاشلة. حيث قام بتمويل ولا نقول تأسيس حزب اسمه "حزب الوعي"، عقب ثورة 25 يناير، إلا أن هذا الحزب لم يشارك فى الحياة السياسية المصرية، إلا لفترة وجيزة كانت كل مواقفه خلالها تصب فى صالح الإخوان أو تقوم بالتخديم عليهم!.
أقام حزب الوعى وكان لا يزال تحت التأسيس مؤتمرا، يوم السبت 13 أغسطس 2011، بالساحة الشعبية فى بسيون، حضره المهندس محمود طاهر بصفته وكيل الحزب وكان برفقته شادى الغزالى حرب وكيل الحزب الناقد الرياضى أسامة خليل. وفى 22 أغسطس 2011 أنهى الحزب إجراءات التقدم بأوراق تأسيسه ليحمل رقم 22 بين الأحزاب التى تم إشهارها بعد ثورة 25 يناير، وطبعا كان رئيس الحزب هو المهندس محمود طاهر. ومنح شادى الغزالى حرب وسامى سلامة منصب نائب رئيس الحزب.
عقب توقيعه على أوراق التأسيس بلجنة الأحزاب السياسية، أعلن محمود طاهر أن الحزب يجمع قوى شباب الثورة ورجالها وأبناء الوطن المخلصين الذين حركت فيهم الثورة الإحساس بالانتماء ودفعت الجميع للخروج من عزلته والتفاعل مع المجتمع والمشاركة فى بناء مصر الحديثة. وقال إن الحزب يؤمن بتعددية الآراء ويرفض العنف والتطرف والمغالاة فى فرض وجهة نظر واحدة على المجتمع وأننا نؤمن بديمقراطية تحفظ الحقوق الأساسية للإنسان وباقتصاد يضمن حياة كريمة وفرصاً عادلة . وأضاف وكيل المؤسسين أن الحزب يسعى لأن يكون مختلفاً فى جوهر عمله عن باقى الأحزاب من خلال برنامج عمل على الأرض، وبناء شباب واع يقوم بصياغة حلول لمجتمعه ، فالذين أشعلوا شرارة ثورة 25 يناير ضد الدولة البوليسية والفساد الاقتصادى قادرون على صناعة مستقبلهم ولكن المهم هو توعيتهم للسير فى الطريق الذى يختصر مرحلة بناء المجتمع سياسياً واقتصادياً، من هنا فان الحزب يتبنى مشروعات لتطوير القرية وتأهيلها، فإلى جانب الشخصية السياسية للحزب، هناك العمل المجتمعى الذى يربطنا من خلال عمل ملموس وليس مجرد كلام ومؤتمرات .
وبالفعل، وافقت لجنة الأحزاب السياسية فى 18 سبتمبر 2011، على تأسيس الحزب، بعد استيفائه سائر الأوضاع الشكلية والموضوعية التى حددها القانون فى ضوء الإخطار المقدم من كلا من محمود طاهر حسن، شادى طارق الغزالى حرب، وسامى سعيد سليم، بصفتهم وكلاء عن مؤسسى الحزب، على أن يتمتع الحزب بالشخصية الاعتبارية وحقه فى مباشرة عمله السياسى اعتبارا من يوم 19 سبتمبر 2011، وهو اليوم التالى لصدور قرار لجنة شئون الأحزاب. وقيل إن ذلك الحزب أحد أحزاب شباب ثورة 25 يناير. لكن المشكلة كانت فى ارتباط هذا الحزب بنشاطات إخوانية وأخرى مريبة.
فى حوار نشرته جريد "الأخبار"، ادعى محمود طاهر أنه عندما قامت ثورة يناير راح ومعه صديقه سامى سلامة الذى هو الآن نائب رئيس الحزب يفكران فى القيام بأى عمل يشاركان به فى عملية الإصلاح التى أعقبت الثورة، وأنهما بعد تفكير متعمق قررا أن تكون الفكرة هى إنشاء حزب، وأنهما سريعا ودون تردد أو تفكير راحا يسارعان باتخاذ الخطوات والإجراءات اللازمة لذلك وكان من الممكن أن يكون الحزب هو أول الأحزاب تأسيسا لولا الشرط الذى كان موجودا من قبل وتم تعديله فيما بعد والخاص بعدد المؤسسين ، فقبل التعديل كان العدد المطلوب خمسة آلاف عضو نزل فيما بعد إلى ألف فقط.
وزعم طاهر أن الاسم له الحظ الأكبر من الأهداف والمبادئ التى قام من أجلها الحزب، وأنهم عندما فكروا فى إنشاء الحزب وجلسوا وتناقشوا فى المبادئ والأهداف التى سيقوم عليها الحزب، اتفقوا جميعا على أن أهم وأعظم المبادئ فى برنامج الحزب هو النهوض بمستوى المواطن المصرى وتنمية المجتمع الذى يعيش فيه، ورأوا أن هذا لا يمكن أن يصلوا إليه أو يحققوه دون وجود المواطن الواعى الذى يعى واجباته وحقوقه دون أن تطغى واحدة على الأخرى، لأنه من غير المعقول أو المنطقى أن نطالب المواطن بواجبات الانضباط والتزام التعليمات دون أن يعى لماذا هو يفعل ذلك، ودون أيضا أن نوفر له احتياجاته من دخل وتعليم وصحة وأمان. فالوعى لا يجب أن يكون فقط هو اسم حزب ، بل يجب أن يكون شعار كل الأحزاب.
المؤسف أن هذا الكلام لا علاقة له بالواقع، لأن الحزب بفكرته وببرنامجه وحتى بأعضائه كانوا جاهزين وفى انتظار رجل أعمال يدفع ليتصدر المشهد، ووقع اختيار شادى الغزالى حرب على محمود طاهر. الذى كان مجرد واجهة لمجموعة من الشباب تطلق على نفسها إئتلاف شباب الثورة. وبالتالى كان الحزب متواجدا فى جميع التحالفات الإخوانية، خاصة إذا ما كان الهدف من التحالف هو التوحد على موقف معين ضد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، كرفض التعديلات التى أجريت على قانون الانتخابات.
من تلك الأنشطة المريبة، مشاركته مع حزب "الوسط"، حزب أبوالعلا ماضى وعصام سلطان، فى جمعة "رد الشرف"، وهى تلك المسيرات التى دعت إليها جماعة الإخوان من وراء ستار ردا على ما زعموا أنها اعتداءات على المعتصمين و خاصة المرأة وسحل وقتل الأبرياء. بينما أعلن حزب "الثورة المصرية" الذى يضم 11 ائتلافا وحركة ثورية برئاسة الدكتور طارق زيدان عدم مشاركته فى تلك الجمعة وأكد فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن الحزب لن يشارك حفاظا على جميع المصرين خاصة أن هناك بعض النوايا لاعتصام مفتوح عقب هذه المظاهرة. ورأى زيدان أن الاعتصام ينتهى دائما بصدام مع رجال الجيش أو الشرطة و يؤدى إلى مزيد من الدماء و الشهداء و المصابين فى الجانبين مؤكدا أن الوضع لا يحتمل مزيدا من التصعيد بل يحتاج إلى الهدوء و الحوار والعقل. وفى الوقت ذاته قال محمد إسماعيل المتحدث الرسمى باسم "حزب المحافظين" الذى يترأسه المهندس أكمل قرطام إن أعضاء الحزب لم يتخذوا قرارا بعد بشأن مشاركتهم فى مظاهرة الغد موضحا أن الحزب يتمهل فى هذا القرار لأنه لا يريد أن يحدث أى اختلافات أو صدامات بين القوى السياسية.
وكانت نكتة أن يعلن الحزب فى مايو 2012 أن مجموعات الشباب المؤسسة والفاعلة فى أمانات المحافظات سيعلنون خلال مؤتمر صحفى استقالتهم من الحزب، وذلك للانضمام إلى حزب الدستور الذى كان يؤسسه وقتها محمد البرادعي. والنكتة الأكبر هى أن يؤكد حزب الوعى فى بيان له أن قرارات الاستقالة من الحزب جاءت بعد مناقشات استمرت طيلة الفترة الماضية واستقر فيها الشباب إلى فكرة توحيد الصف الثوري، وإعلاء مصلحة الوطن عن طريق انضمامهم إلى حزب الدستور. وأضاف البيان أن شباب "حزب الوعي" يدعون باقى الأحزاب التى تضم الشباب الثورى إلى الانضمام لكيان واحد يجمع جميع القوى والأحزاب الثورية لاستكمال مطالب الثورة.
وطبيعى أن يحدث ذلك بعد أيام من استقالة شادى الغزالى حرب، نائب رئيس الحزب، وانضمامه إلى حزب الدستور كعضو مؤسس!.
ومن السياسة والفشل فيها إلى النادى الأهلى الذى استطاع محمود طاهر أن يتغلب على منافسه الضعيف إبراهيم المعلم ويفوز بمقعد الرئيس، وها هو ينافس على المقعد ذاته للمرة الثانية. لكن لا نعرف كيف تغيب عن المنافسة نقاط شديدة الأهمية مثل اتهام مجلس الإدارة الحالى بعدد من المخالفات الجسيمة وهذا هو أقل وصف ممكن.
فى 26 يوليو الماضى أحالت وزارة الشباب والرياضة، مجلس الأهلى برئاسة محمود طاهر، إلى النيابة العامة، بسبب تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات، عن الأعوام الثلاثة السابقة، والذى رصد 15 مخالفة إدارية ومالية. وتمثلت تلك المخالفات فى إسناد تعاقدات بالأمر المباشر، وعدم سداد مستحقات ضريبة كسب العمل لبعض اللاعبين بفرق النادي، وتحمل النادى 10 ملايين جنيه نيابة عن عبدلله السعيد ووليد سليمان بدون وجه حق.
والأهم من تقرير المركزى للمحاسبات وما جاء فيه، هو ذلك الحكم الصادر من مركز القاهرة للتحكيم التجارى بتغريم الأهلى 134.5 مليون جنيه لصالح شركة مسك الإعلامية التى كانت تدير قناة النادي. وهو حكم نهائى وبات وواجب النفاذ ولا يجوز الطعن عليه ، بما يعنى أن النادى صار مطالبا بتسديد ال 134.5 مليون جنيه، لأن العقد المبرم بين الأهلى وشركة مسك ينص صراحة على اللجوء لمركز القاهرة للتحكيم التجارى فى حالة نشوب أى نزاع وهو ما لجأ إليه الطرفان. وبالفعل قامت شركة مسك بالحجز على مستحقات الأهلى طرف نادى "ستوك سيتي" الإنجليزى وقدرها 2 مليون يورو وطالبت مجلس الإدارة بتنفيذ الحكم الصادر وسداد باقى مبلغ 134.5 مليون وفى ذات الوقت تقوم الشركة حالياً بإجراءات الحجز على أرصدة النادى وهو ما جعل كامل زاهر، أمين صندوق الأهلى يعلن عن وجود مخصص مالى لسداد هذه الغرامة الكبيرة.
ويتحمل مجلس محمود طاهر المسئولية الكاملة عن تغريم النادى لهذا المبلغ الضخم بسبب أخطائه الإدارية والقانونية بعدما قام باقتحام القناة وطرد العاملين فيها من شركة مسك، وقيامه بإسناد إدارة القناة لشركة أخرى بالأمر المباشر بعائد مالى سنوى يقل عشرة ملايين جنيه، عما كان يدخل خزينة النادى وقت تولى شركة مسك مسئولية القناة والتى كانت تدفع للأهلى 12 مليون جنيه سنوياً. وعلى أثر هذه الخلافات لجأ الطرفان إلى مركز القاهرة للتحكيم التجارى الدولى وحكم فى البداية بتغريم الأهلى 178.5 مليون جنيه واستنفد مجلس محمود طاهر درجات التقاضي، حتى صدر الحكم النهائى بتغريم الأهلى 134.5 مليون جنيه.هذا بخلاف خسارة المجلس الحالى لقضية شركة الملابس والتى قضت فيها المحكمة بتغريم النادى 25 مليون جنيه.
يمكن للمهندس محمود طاهر أن يكون رئيس مجلس إدارة ناجحاً لشركة النادى الأهلي، لكنه لن يصبح رئيسًا ناجحًا للنادى الأهلى لكرة القدم، ليس لأنه لا يعرف الكثير عن قيمة المشروع الرياضى لأى بطل، ولكن لأنه فاشل جدًا فى اختيار أصدقائه ومن حوله، لذلك لا يخرج من مشكلة إلا ويقع فى غيرها سريعا.
الآن، المنافسة مشتعلة ودخل محمود طاهر فى منافسة مع محمود الخطيب أسطورة الكرة المصرية، ونائب رئيس القلعة الحمراء السابق، وازدادت سخونة المنافسة ووصلت إلى ذروتها، وصرنا أمام منافسة من نوع خاص بين أموال محمود طاهر، وجماهيرية "بيبو" صاحب الشعبية الجارفة وأهم رموز قلعة الجزيرة.
ولد محمود إبراهيم الخطيب 30 أكتوبر عام 1954، فى قرية مصرية هادئة اسمها "قرقيرة"، تتبع مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية، تبعد عن القاهرة 110كيلومترات ومن القرية انتقل الطفل الصغير مع أسرته إلى القاهرة ليعيش كل سنوات عمره.
فى عين شمس لعب الكرة كثيرا وطويلا، لعبها بالإتقان والبراعة اللذين جعلا كل من يراه يشهد له بالعظمة ويتنبأ له كذلك بمستقبل كبير وغير محدود انضم محمود الخطيب لنادى النصر بمصر الجديدة، وعندما بلغ الخامسة عشرة من عمره بات اسمه يتردد كثيرا فى مجال الكرة خاصة خلال مشاركته فى دورى المدارس مع المدرسة الرياضية، وعندما بدأت الناس فى مشاهدته كان من الطبيعى أن يشتعل الصراع الساخن عليه من أجل الفوز به.
الخطيب منذ الصغر كان يحلم باللعب للنادى الأهلي، فقد ولد عاشقا للفانلة الحمراء ونجومها الذين كان يحرص على مشاهدتهم والذهاب لكل المباريات التى يلعبونها، ولذلك كان من الطبيعى – عندما اشتد الصراع بين الأندية عليه – أن يذهب للنادى الأهلى وكان عمر الخطيب 16 سنة فقط.
لعب محمود الخطيب طوال حياته الكروية 266 مباراة منها 199 فى الدورى و18فى كأس مصر و29 فى بطولة أفريقيا للأندية أبطال الدورى و20 فى بطولة أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس وصل إجمالى أهداف الخطيب إلى154هدفا. كان منها 9 أهداف فى كأس مصر و36 فى بطولات أفريقيا والباقى فى الدورى إلى جانب 27 هدفا مع منتخب مصر ما بين مباريات رسمية وودية، وهو لا ينسى أبدا هدفه فى مرمى نادى الزمالك فى نهائى كأس مصر عام 1978 وكان الأهلى مهزوما 2/1 فى الشوط الثانى وكان الخطيب يجلس بجانب هيديكوتى ودرجة حرارته مرتفعة وتحامل على نفسه ولعب وسجل هدف التعادل ثم سجل جمال عبد الحميد وطاهر الشيخ هدفى الفوز لتنتهى المباراة 4/2 ويفوز الأهلى بكأس مصر ،وكانت هذه الأهداف والتألق الكبير الذى كان يميزه فى كل مباراة سببا فى عشق الجماهير له وارتباطها الشديد به وقد علق الخطيب على ذلك كثيرا وقال: لا يمكن أبدًا أن أوفى حق الجمهور على.. لان هذه الجماهير وقفت بجانبى كثيرا وشجعتنى كثيرا.
حصل محمود الخطيب على العديد من الألقاب وهى لقب أحسن لاعب، ولقب أحسن هداف، ولقب أحسن أخلاق حيث لم يحصل طوال حياته الكروية الطويلة إلا على إنذار واحد فقط، كما كان اللاعب المصرى الوحيد الذى يحصل على الكرة الذهبية عام 1983، وهى الجائزة التى تمنحها مجلة "فرانس فوتبول" لأحسن لاعب فى أفريقيا ،الخطيب شديد الاعتزاز بكل المباريات التى لعبها، وخاصة التى سجل فيها أهدافا، ولكنه يحتفظ بوضع خاص لمباراة واحدة ويقول: "اعتز جدا بمباراة الأهلى وأشانتى كوتوكو فى نهائى بطولة أفريقيا للأندية أبطال الدورى عام 1982 وسجلت فيها هدفا فى كوماسى معقل قبائل الأشانتى وحققنا أول بطولة أفريقية".
ردد الآلاف من جماهير الكرة المصرية فى آن وأحد "لا يابيبو لا" عندما جاءت اللحظة التى لم يكن يتمناها ملايين المصريين الذين عشقوا هذا اللاعب إنها لحظة الاعتزال مباراة تجمع فيها أكثر من 120 ألف متفرج ملوا جنبات إستاد القاهرة بالإضافة إلى مثلهم أو أكثر خارج الاستاد وعندما جاءت اللحظة القاسية والخطيب يريد ان يقول كلمات الشكر والعرفان...وإذا بالجماهير تنادى على بيبو وتقول "لا يا بيبو لا.. لا يا بيبو لا" وإذا بالخطيب وقد ذرفت عيناه بالدمع وهو لا يستطيع قول أى شيء إلا كلمة "ألف شكر.. ألف شكر.. ألف شكر.. ألف شكر".
فيما كانت مسيرة "بيبو" الإدارية ناجحة للغاية، بعد أن تدرج فى العمل الإدارى بالنادى الأهلي، حيث شغل منصب عضو مجلس إدارة النادى الأهلي، قبل أن يصعد إلى منصب نائب رئيس القلعة الحمراء مع حسن حمدي، ليقضى 8 سنوات هى الأنجح فى تاريخ النادي، إلا أن لائحة وزارة الشباب والرياضة وبند ال8 سنوات الذى ينص على منع من قضى دورتين فى مجالس إدارات الأندية حرمته من حلمه المشروع برئاسة النادى الأحمر، قبل أن يؤكد البعض نية "بيبو" الترشح فى الانتخابات المقبلة عقب إصدار قانون الرياضة الجديد على كرسى رئاسة النادى الأهلي.
قائمة الكابتن محمود الخطيب فيها الخبرة، الشباب، الكفاءة، والقدرات. فيها العامرى فاروق وزير الرياضة الأسبق، عضو مجلس إدارة النادى السابق، وواحد من أهم الكوادر الرياضية. وفيها خالد مرتجى ابن الفريق مرتجى مكتشف الخطيب، وخالد الدرندلى المولود فى النادي. وفى القائمة أيضا رانيا علوانى بطلة العالم فى السباحة وعضو مجلس النواب، وإبراهيم الكفراوى بطل السباحة، وجوهر نبيل من أبطال النادى وسيكون ممثلاً للألعاب الجماعية، وطارق قنديل الذى يعمل فى النادى منذ 20 عاماً وهو رجل اقتصادى واستثمارى لديه رؤى كثيرة تميزه، وسيكون فكره مفيداً للنادي. وتحت السن هناك محمد الجارحى الذى يدير مجموعة من الشركات بنجاح كبير رغم أنه تجاوز الثلاثين عاما بشهور. ومحمد سراج المعيد بالجامعة الأمريكية ويعمل مهندساً مدنياً، ومهند مجدى بطل العالم فى الكاراتيه سابقاً.
أيام وتنتهى المنافسة الغريبة وذات النوع الخاص جدا بين أموال محمود طاهر، وجماهيرية "بيبو" صاحب الشعبية الجارفة وأهم رموز قلعة الجزيرة. ولا نعتقد أن جماهير النادى الأهلى فى حاجة إلى من يوجههم أو يقول لهم من هو الأصلح لحاضر ومستقبل ناديهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.