شهدت القاهرة في شهر نوفمبر الجاري انعقاد المؤتمر السنوي السابع للجمعية المصرية لجراحة العمود الفقري والمؤتمر الحادي عشر للجمعية الاسيوية لجراحة الفقرات العنقية، وأوضح الأستاذ الدكتور علي أبو مضاوي رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب في كلية الطب جامعة قناة السويس ورئيس المؤتمر أن المؤتمر شهد تقديم 114 بحث وأن الجمعية تعقد كل عام مؤتمرا دوليا وثلاث مؤتمرات بشكل دوري لتوصيل أحدث التقنيات والأبحاث في مجال العمود الفقري لشباب الأطباء في مصر، وقال إن المؤتمر هذا العام شهد مناقشات للعديد من الدراسات والأبحاث الطبية والجراحية الحديثة فيما يخص الغضاريف العنقية الصناعية واستئصال الغضروف بالتدخلات الجراحية المحدودة مثل التدخلات الميكروسكوبية والمناظير وأيضا استخدام الدعامات في استئصال الغضاريف العنقية، كما قدم المؤتمر العديد من الأوراق البحثية الخاصة بجراحات العمود الفقري في أماكن أخري بالجسم مثل الفقرات القطنية والفقرات الصدرية بما يتم فيها من جديد في استخدام مسامير متعددة المحاور التي تستخدم عبر الجلد، فبدلا من إجراء فتحة جراحية كبيرة بجسد المريض للوصول للفقرات المطلوب إصلاحها يتم فتح مساحة بسيطة جدا بالجلد لإدخال المسامير الصغيرة عبر هذه الفتحات دون مضاعفات كانت تحدث في بعض العميلات السابقة مثل تدمير بعض عضلات الظهر ، لافتا إلي أن هذا النوع من الجراحات يسمح للمريض بمغادرة المستشفى خلال نفس اليوم أو في اليوم الثاني بحد أقصي من إجراء الجراحة الخاصة به. وأشار إلي أن المؤتمر شهد حضور أساتذة متخصصون من دول "إنجلترا وامستردام وفرنسا وكوريا والهند والصين وتايوان وتركيا" الذين شاركوا في المناقشات العلمية والمحاضرات الطبية المتخصصة وورش العمل التي تعقد علي هامش المؤتمر كما شاركت جمعيات علمية في جراحات العمود الفقري من أوربا ومن آسيا، مؤكدا حاجة أطباء مصر في تخصص العظام العمود الفقري الشديدة للاطلاع علي أحدث الجراحة العامة أو التخصصية او جراحات الفقرات التي تعتمد بشكل أساسي علي التقنيات مثل استخدام الروبوت في تثبيت الفقرات أو أجهزة لاستئصال بعض العظام أثناء الجراحة، وقال إن مصر تستوعب خبرات الجراحات التي تمارس علي مستوي العالم بنسبة كبيرة لكن لا نستطيع تطبيقها جميعها نظرا لانخفاض الإمكانات مثل صعوبة توفير الروبوت الجراحي في بعض العمليات, حيث كان الهدف الرئيسي للمؤتمر توفير الفرصة لاطلاع الأطباء المصريون من تخصصات مختلفة في جراحات العظام والعمود الفقري علي ما يستجد من أبحاث او تقنيات جراحية بالعالم لضمان معرفة مستقبلية بتلك الجراحات حال استقدام هذه التقنيات لمصر . وأكد أبو مضاوي أن 80% من سكان العالم أصيبوا بآلام الظهر سواءا فقرات عنقية أو صدرية أو قطنية حيث عانوا في مرحلة ما من هذه الآلام سواء كانت مرحلة عارضة أو أصبحت أمراض وتم علاجها، وقال إن الفئات العمرية الأكثر عرضة للإصابة بآلام الظهر هم في الفترة العمرية المنتجة أو عمر الشباب من سن 30 إلي 50 عام ، وللأسف هي المرحلة الأكثر إنتاجية نتيجة التحرك الكثير للشباب والعمل الدؤوب وهي تمثل عبء علي واقع العمل نتيجة غياب من يصاب بأحد هذه الآلام، موضحا أن 90% من مرضي الانزلاق الغضروفي يتم شفاؤهم بالعلاج التحفظي دون اللجوء للجراحة لأنها تعد آخر وسيلة للعلاج ولا يلجأ إليها الطبيب إلا بعد 3 أشهر من بداية العلاج التحفظي في حد أقصي لكن هناك من يشفي منه خلال 6 اشهر بالعلاج التحفظي سواءا أدوية أو علاج طبيعي دون إجراء الجراحة.