- مجمع البحوث الاسلامية يسعى لإفتتاح عدد من الأكشاك والأساتذة يرفضون - الخشت : شائعة لا صحة لها ومروجوها يثيرون البلبلة - وائل كامل : الجامعات ليست فى حاجة لها والأفضل للأزهر أن يصحح المفاهيم الدينية المغلوطة بالندوات التثقيفية - محمد كمال : تفتح باباً لدخول المؤسسات المسيحية وتنفى عن الجامعات دورها التثقيفى والتنويرى - الصاوى: 90% من صغار المشايخ فى الأزهر غير قادرين على تقديم الفتوى الصحيحة ---------------------------------------------------------------------------------------------- بدعوى مواجهة الفكر المتشدد ومحاربة الآراء الفقهية والمتطرفة قررت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية إنشاء أكشاك للفتوى بمحطات مترو الأنفاق منذ شهرين تقريباً وهو ما ووجه بانتقادات حادة من جانب كثيرين. وقبل أن تثبت التجربة نجاحها من عدمه بدأت أصوات أخرى تتعالى مطالبة بإنشاء أكشاك الفتوى داخل الجامعات لحماية الطلاب من الأفكار المتشددة ومواجهة فوضى الفتاوى المغلوطة باسم الدين والفكر المتطرف الذي يتعسف في تفسير النصوص الدينية ووفقاً لرأى أعضاء فى المجمع فإن طلاب الجامعات هم الأشد احتياجاً لتلك التجربة لأن تكوين الفكر الإرهابى عادة ما يكون بين طلاب الجامعات. وفى تصريحات للدكتور محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية قال إن موعد تطبيق تجربة أكشاك الفتوى فى الجامعات يتوقف على قرار الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية باعتباره المفوض بالتعاون مع الجهات التى يشملها مقترح تطبيق أكشاك الفتوى والتي كان من بينها مترو الأنفاق مؤكداً أنه سيتم تطبيق التجربة على كل المؤسسات الهامة فى الدولة ومنها الجامعات ومراكز الشباب والمدارس باعتبارها أبرز المناطق المتاحة للحوار المباشر مع الشباب ومواجهة المفاهيم المغلوطة التى تنتشر بين طلاب الجامعات خاصة مع كثرة تعاملهم مع مواقع التواصل الاجتماعى والتى تساعد فى نشر مفاهيم غير صحيحة فى المجتمع. وأوضح أن أكشاك الفتوى طريقة غير تقليدية للوعظ وتصحيح مفهوم الدين لدى الشباب ومن المناسب تطبيقها فى الجامعات مع بدء العام الدراسى لافتاً إلى أن الفكرة نالت موافقة مجمع البحوث الإسلامية واستقر على أهميتها. من جانبه قال الدكتور وائل كامل الأستاذ بكلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان إن الجامعات لا تحتاج لأكشاك للفتوى بل تحتاج إلى ما هو أهم من مجرد تقديم فتوى لأن المشكلة والأزمة ليست في حاجة الشباب لمن يفتهم في العبادات أو أحوالهم الشخصية وإنما في غرس المفاهيم الدينية الصحيحة لذا تحتاج الجامعات لندوات وفعاليات ولقاءات وأنشطة مستمرة يتواجد فيها الأزهر بقوة لتصحيح المفاهيم المغلوطة في الدين في الجامعات الخاصة قبل ان تكون في الجامعات الحكومية. وتساءل كامل.. هل تصحيح مفاهيم الدين وعلاج التطرف في مصر سيتم من خلال انتشار أكشاك الفتوى.. أليس الأجدى أن يتواجد مجمع البحوث الإسلامية والأزهر بقوة على خريطة الفضائيات وأن تعاونا مع هيئات الإعلام والثقافة والتربية والتعليم لتصحيح الدين بفعاليات ملموسة.. وهل تم اختصار دور الأزهر في إنشاء أكشاك للفتوى في ظل انتشار الانترنت ووجود رقم هاتف للحصول على فتوى بمجرد ضغطة زر؟. ووافقه الرأى الدكتور محمد كمال أستاذ الأخلاق والقيم بجامعة كفر الشيخ الذى رفض الفكرة بشدة وقال إنها ستكون حجة قوية لإدخال المؤسسات الدينية داخل الجامعات فقد كانت فى مترو الأنفاق مجرد أكشاك صغيرة نظراً لضيق المساحة بينما فى الجامعات فإن الأمر سيتطور إلى مقر للفتوى لأن المساحات أكبر وبالتالى سيصبح من حق الأقباط أيضاً أن يطالبوا بمقر آخر للفتوى خاص بهم وقد تطالب كل كنيسة من الكنائس الثلاث بمقر لها وإذا لم تتم الموافقة عليه سنكون بذلك مخالفين للدستور الذى يؤسس لعدم التمييز بين المصريين. وتابع كمال.. التفكير فى الأمر يجعلنا نتساءل هل دور الجامعات أن تقدم الفتوى الدينية أم هى للتعليم فقط .. جميعنا يعلم أن الدور الأساسي للجامعات هو التعليم بالإضافة إلى الدور التثقيفى والتنويرى فمن يرغب فى تلقى التعليم الدينى عليه أن يتلقاه فى المؤسسات الدينية ومن يرغب فى الحصول على الفتوى عليه أن يحصل عليها من الأماكن المخصصة لها أما الدور التثقيفى التنويرى فهذا هو دور أساتذة الجامعات خاصة فى كليات العلوم الإنسانية وإذا أدخلنا الشيوخ ليقدموه للطلاب فى أكشاك فنحن بذلك نقول أن الجامعات تخلت عن دورها التثقيفى والتنويرى وسيصبح لدينا تداخل فى الإختصاصات لا داعى له. وأكمل كمال.. من باب أولى بالجامعات أن تعمل على تدريس ما هو مشترك بين الطلاب وهو مواد الأخلاق والوطن والتي تشمل تدريس الحرية والعدالة والمساواة وعدم التمييز والانتماء للوطن والتفكير العلمى على ألا يدرس كل ذلك بطريقة إنشائية. وأضاف.. من باب أولى بالجامعات أيضاً أن تقوم بدورها التعليمي وهى مع الأسف غير قادرة على القيام به في ظل عدم توافر الإمكانيات التى تساعدها فى ذلك فهى بلا خدمات ولا رواتب آدمية ولا مدرجات إنسانية وهذا هو السرطان الحقيقى الذى ينخر فى جسد الجامعات. ووجه كمال حديثه لمشايخ الأزهر الشريف وأعضاء مجمع البحوث قائلاً "إن الأساتذة الكبار فى الأزهر يختلفون حول الفتاوى ويقدمون لنا منها فتاوى غريبة وشاذة فكيف سيكون الحال مع صغار المشايخ الذين سيتواجدون فى أكشاك الجامعات .. عليكم أولاً أن تهتموا بالأزهر وتنقوا كتب التراث التى تدرس وبها الكثير من المغالطات وتحجّموا الأساتذة الذين يتحدثون بشواذ الفتاوى وبعد ذلك تحدثوا عن إقحام الأزهر فى المؤسسات الأخرى". وقال كمال .. لا أستبعد أن تكون تلك الفكرة سبباً فى دخول تيارات إرهابية ومتطرفة داخل الجامعات خاصة أن الأزهر به أساتذة وطلاب قد ينتمون إلى الإخوان المسلمين. وقال الدكتور الصاوى الصاوى أستاذ الفلسفة والعميد السابق لكلية الآداب جامعة قناة السويس إن الأمر كله يتوقف على تنفيذ الفكرة فنحن لدينا 60 جامعة ما بين حكومية وخاصة فهل سيتمكن الأزهر من توفير عدد من المشايخ يكفى تلك الجامعات. وتساءل الصاوى .. هل سيكون هؤلاء المشايخ من صغار السن وحديثى التخرج يعاني 90% منهم من عدم القدرة على الفتوى لأن الفتوى فى الأساس ممارسة وهى خطيرة جداً ولابد للمفتى أن يكون دارساً لكل المذاهب. وتابع الصاوى إن من يتصدى لفتاوى الشباب عليه أن يكون دراية بهم لأن الشباب يوظفون الأمور و الفتاوى وفقاً لظروفهم ومن الأفضل أن تقوم الجامعات برصد لمشاكل الشباب ثم عمل حملة توعية مضادة لتلك الأفكار المتطرفة والشاذة لتعديل سلوكهم. ورأى الدكتور وائل بهجت الأستاذ بكلية الطب البيطرى جامعة الإسكندرية أن الفكرة جيدة لأن معظم الشباب في الجامعة تدور في عقولهم العديد من الأسئلة التي تحتاج إلي إجابات خاصة مع تقلص الدور التربوي في المدارس وانشغال الأهل عن أبنائهم وجهلهم في بعض الأحيان بأمور الدين والدنيا. وأضاف.. المهم هو آلية العمل في هذه الأكشاك حيث يجب أن يتم توحيد بعض الإجابات لبعض الأسئلة المتكررة وأن تكون الإجابات عملية وليست بعيدة عن فكر ورؤية شباب هذا العصر وذلك حتى يكسب المشايخ ثقة الشباب وتكون لهم مصداقية وت0ثيراً ويحققوا الأهداف المرجوة من الفكرة. وفى تصريحات خاصة ل " الموجز" أكد الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة أنه لا صحة لهذا المقترح وأن ما تردد بشأنه مجرد شائعة وطالب متناقلي الأخبار بتوخي الدقة فى نقلها نظراً لما تثيره من بلبلة لدى الرأى العام. الأمر ذاته أكده مصدر خاص بوزارة التعليم العالى رفض ذكر اسمه حيث نفى تماماً وجود أي قرارات من الوزارة أو المجلس الأعلى للجامعات فى هذا الشأن كما نفى وجود أي تواصل بين الوزارة و المجمع بخصوص أكشاك الفتوى. وأضاف المصدر أن الأمر لا يتعدى شائعات وأخبار مختلقة لا أساس لها من الصحة مشيراً إلى أن الشائعات طالت الوزارة كثيراً فى الفترة الأخيرة لدرجة أنها قامت بنفى 7 شائعات روجت ضدها مع بداية العام الدراسى منذ أسبوع واحد فقط.