رجال المجمع المقدس أعلنوا الحرب على البطريرك بسبب وثيقة المعمودية.. أساقفة يؤكدون أن البابا لم يوقع علي وثيقة ولكن "بيان مشترك".. وآخرون يطالبون بنشرها مصدر كنسي: الاتفاق علي "توحيد المعمودية" تم بالفاتيكان.. والأنبا أغاثون: لن تغير شيئاً فى القواعد والقوانين التى نسير عليها ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- تشهد الكنيسة الأرثوذكسية هذه الأيام حالة من الانقسام المصحوب بالغليان، وذلك بسبب الوثيقة التي وقعها البابا تواضروس بطريرك الكرازة المرقسية مع البابا فرنسيس بابا الفاتيكان خلال زيارته الأخيرة للقاهرة والتى تنص علي إقرار "الأرثوذكسية" بقبول معمودية الكنيسة الكاثوليكية. وبينما أكد البعض قبول الكنيسة الأرثوذكسية بمعمودية الكاثوليك، أكد آخرون أن البابا لم يوقع علي وثيقة وإنما وقّع على بيان مشترك للحوار بين الكنيستين. التضارب في الحديث أدي إلي ثورة بعض رجال المجمع المقدس علي البابا، فمنهم من قام بإطلاق "هاشتاج" علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" طالبوا البابا فيه بنشر النص الأصلي للوثيقة، فيما قام آخرون بإصدار بيان يرفضون فيه ما جرى ويطالبون البابا بالتراجع عن هذا القرار. وعقب انتشار أنباء توقيع البابا تواضروس الثاني وبابا الفاتيكان علي وثيقة لعدم إعادة المعمودية بين الكنيستين أصدر الأنبا أغاثون، أسقف مغاغة والعدوة ورئيس رابطة خريجي الكلية الإكليريكية، بياناً بعنوان "معموديات قانونية وصحيحة ومعموديات غير قانونية وباطلة" قال فيه إن المعموديات القانونية والصحيحة هي التي تجرى في الكنائس المتمسكة بالإيمان للكنيسة الجامعة، ولم تنشق عليها عام 451 ميلاديا أو بعد ذلك، وضرب أمثلة على ذلك بكنائس العائلة الأرثوذكسية الشرقية القبطية الأرثوذكسية والسريانية والأرمينية مؤكداً أن بهذه الكنائس المعمودية واحدة ولا تعاد. وأضاف أن المعموديات التي تتم في بعض كنائس منها الكاثوليكية وبقية الكنائس الغربية المنشقة عن الإيمان بالكنيسة الجامعة غير قانونية وباطلة. وتابع "بالنسبة للروم الأرثوذكس كانت هذه الكنيسة تابعة للكنائس التي انشقت عن إيمان الكنيسة الجامعة، في 451 ميلاديا بسبب طبيعة المسيح وكنا نعمد كل من ينضم للكنيسة القبطية حتى يونيو 1990، وبعدها أقر المجمع المقدس برئاسة البابا شنودة الاتفاق معهم حول طبيعة المسيح وتم قبول معموديتهم الاعتراف بها، مع رشم المنضمين الينا بالميرون، وذلك بعد حوار مسكونى لمدة عامين". وأشار إلي أن الوثيقة التي تم التوقيع عليها والتي تقر بعدم إعادة المعمودية بين الكنيستين لن تغير شيئاً في قواعد الكنيسة وقوانينها التي تسير عليها، مؤكداً ضرورة صدور مثل هذا القرار من المجمع المقدس، وأوضح أن هذا القرار لن يتم إلا بعد حوار مسكونى يوافق عليه المجمع، وإذا وجدت أقلية من آباء الكنيسة لا يوافقون على القرار فإنهم سيخضعون لرأى الأغلبية. وأكد أسقف مغاغة علي أنه مع الوحدة المشروطة، وقال "لا ارفض الوحدة بين الكنائس ولكن لابد وأن يكون هناك حوار بيننا حتي نستطيع أن نقرب الطقوس التي تتم أثناء التعميد وذلك حتي لا تتخلي الكنيسة عن إيمانها". وتابع "ما تم حدث من وراء المجمع وهذا ليس فى صالح الوحدة، ولو عرض هذا الأمر على المجمع وتم دراسته كان الوضع سيختلف تماماً عما نحن فيه الآن، خاصة أن تاريخ الكنيسة يؤكد أن كل قراراتها تتم بموافقة الأغلبية وليس بقرارات منفردة". ومن جانبه قال الأنبا ابرام، أسقف الفيوم "الحديث عن الوحدة بين الكنائس لا يتم بهذا الشكل، فالوثيقة التي تم التوقيع عليها لا تخدم الوحدة بين الكنيستين بل علي العكس فهي ستزيد من الخلاف بين أبناء الكنيستين، وكان من الأفضل أن يتم الاتفاق والحوار بينهما وبعد ذلك يصدر القرار للشعب، وكان من الممكن أن يقوم البابا تواضروس بطرح الفكرة علي الشعب وهو يختار". وتابع "نحن نرفض أن يتخذ البابا قرار بمفردة، فالمجمع المقدس كان لابد وأن يري هذه الوثيقة ويناقشها قبل أن يقوم البابا بالتوقيع عليها، خاصة وان البابا يعلم أن هذا الأمر سيؤدي الي خلاف كبير وانقسام داخل الكنيسة وهذا ما حدث بالفعل". وأوضح أسقف الفيوم انه يوافق الأنبا اغاثون علي بيانه الذي أصدره، مشيراً إلي انه يتضامن مع بعض الأقباط الذين قاموا بإطلاق "هشتاج" علي موقع التواصل الأجتماعي "فيس بوك" طالبوا فيه البابا تواضروس بنشر نص الوثيقة التي تم توقيعها مع بابا الفاتيكان. ومن جانبه قال مصدر كنسي رفض ذكر اسمه "تم التوقيع علي وثيقتين وليست واحده الأولي تحمل كلمة نسعي جاهدين لعدم إعادة سر المعمودية بين الكنيستين، والوثيقة الثانية تحمل كلمة قراراً بعدم إعادة المعمودية بين الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية". وأضاف المصدر "الوثيقة الأولي جاءت من الفاتيكان ولم يستطع البابا تواضروس أن يغير فيها شيئاً، أما الثانية فقد أعدها البابا بالاشتراك مع الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس". وأوضح المصدر أن البابا تواضروس كان قد اتفق مع بابا الفاتيكان أثناء زيارته التي قام به الأول منتصف العام الماضي إلي الفاتيكان على توحيد المعمودية بين الكنيستين، ولكن بشرط أن يكون التوقيع في القاهرة، وهو ما وافق عليه بابا الفاتيكان وحدث بالفعل. وتابع المصدر "حتى الآن لم نعرف كيف سينهي البابا هذا الخلاف خاصة في ظل هجوم الكثير من أعضاء المجمع المقدس عليه، ولكن من الممكن أن يعقد البابا اجتماعاً عاجلاً مع المجمع المقدس ويشرح لهم ما تم في هذا اليوم". وأشار المصدر إلي أن هناك انقسام داخل المجمع المقدس الآن، مضيفاً "الحرس القديم يرون أن ما يفعله البابا كارثي وأنه بذلك يهدد الإيمان الكنسي، أما رجال البابا تواضروس فيؤكدون أن ما يفعله الرجل هو عمل عظيم وتاريخي ويتماشى مع تعاليم المسيح، ويرفضون أى هجوم عليه". وقد حسم البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، الجدل حول وثيقة المعمودية مع الكنيسة الأرثوذكسية في مصر حيث قال خلال كلمته العامة في القداس العام بساحة القديس بطرس بالفاتيكان "لقائي المسكوني مع البابا تواضروس الثاني بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية في مصر، وقعنا فيه بياناً مشتركاً يؤكد على أن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، مع الالتزام بالسير معًا للاجتهاد نحو عدم إعادة سر المعمودية، والصلاة سويًا من أجل شهداء الكنيسة، فدم الشهداء يوحد جميع المسيحيين".