أكد الدكتور أحمد درويش رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لتنمية المنطقة الاقتصادية بقناة السويس، أن مصر نهضت وقررت تنفيذ حلم تنمية محور القناة السويس. وأوضح أن مصر وضعت رؤية لتحويل منطقة قناة السويس إلى أكبر منطقة جاذبه للاستثمار بحلول عام 2030. وأضاف فى كلمته فى المؤتمر الوطني لعلماء وخبراء مصر في الخارج (مصر تستطيع) الذى افتتح صباح اليوم الأربعاء بمدينة الغردقة - محافظة البحر الأحمر - أن مصر ترتبط بمجموعة من الإتفاقيات التجارية مع الدول العربية والأفريقية تتيح للمنتج المصري فرصة الوصول إلى أسواق تلك الدول. وأوضح أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تتمتع بالاستقلالية وهو ما يعطيها قدرة أكبر وأسرع في إتخاذ القرارات ومرونة في التحرك، مشددا على أن الحكومة المصرية تقوم بجهود كبيره للتنسيق بين الجهات المختلفة ودعم الاستثمار. وقال إن المرحلة الحالية لتنمية محور قناة السويس تتضمن إنشاء 4 مناطق فرعية بإجمالي مساحة 461 كيلو متر مربع و6 موانئ بمنطقة قناة السويس، وهو ما يعادل ثلثي مساحة دولة سنغافورة و10 أضعاف مساحة منطقة جبل علي. وأوضح أن المناطق تتضمن أجزاء يخرج منها منتج جيد في الوقت الحالي، وهناك مناطق مهمة للتنمية ومناطق أخرى للمستقبل، حيث تتمتع المنطقة الجنوبية في السخنة بمنتج جيد للتنمية في الوقت الحالي حيث حققت المنطقة نجاحا كبيرا في الصناعات الثقيلة مثل مصفاة تكرير البترول ومصانع حديد ومجمع بتروكيماويات بالإضافة إلى مناطق المطورين الصناعيين. وأوضح أن هناك مشروعين في مرحلة التفاوض الجاد في المنطقة، وهما الأول مدينة صناعة الدواء التي ستكون مركزا لصناعة الدواء لاستثمارات أسبانيه إنجليزينة وأمريكية على مساحة 4 ملايين "متر مربع"، أما المشروع الثاني فيتمثل في إنشاء مركز تأهيل مع مجموعه مستثمرين ألمان بالعين السخنة. وفيما يتعلق بالمناطق المخصصة للتنمية، أشار إلى منطقة شرق الأسماعيلية ومنطقة غرب القنطرة المخصصة للصناعات الصغيرة والمتوسطة. وأوضح أن المنطقة الرابعة والأساسية التي يرغب من علماء مصر المشاركة في التخطيط لمستقبلها هي منطقة شرق بورسعيد التي وصفها بأنها منطقة واعده و"نجم سيبزغ في منطقة المتوسط"، حيث ستتضمن أضخم مشروع لأرصفة مواني في العالم، بالإضافة إلى مناطق لوجستية وصناعية وميناء متكامل. وخاطب علماء مصر قائلا: إن هناك تحديات حالية ومستقبليه تتطلب الدراسة والمشورة، مشيرا إلى أن أهم التحديات هي أن الأرض في تلك المنطقة رخوة تحتاج تحسين التربة، وخصوصا أن هذه المنطقة تتضمن 44 مليون متر للمنطقة اللوجستيه و24 مليون متر للمنطقة الصناعيه، وتحتاج الطرق الحديثة التكنولوجية لتقليل التكلفة والجهد. وأشار إلى أن مشروع شرق بورسعيد لا يحتاج لبنية تحتية تقليدية، لذا يجب تجهيز بنية تحتية ذكية تناسب الاستثمار والتصنيع في 2030، موجها السؤال لعلماء مصر عن البنية التحيتية المناسبة للتصنيع في 2030. وأكد أن جزءا من المنطقة الصناعية في شرق بورسعيد يجب أن يكون منطقة خضراء، مؤكدا أن هناك اتفاقا في حالة وجود استثمار لإنشاء المنطقة الخضراء على مساحة 2 مليون متر، فسيتم تخصيص مساحات لبناء مناطق لتوليد الطاقة الشمسية. ودعا علماء مصر لتوفير احتياجات المستقبل، من تحديد الصناعات المستقبلية التي يجب أن تكون منطقة شرق بورسعيد جاهزة لها، وضمان القيمة المضافة الحقيقية التي تتمثل في حقوق الملكية الفكرية والتي يجب أن تتوفر في منطقة شرق بورسعيد من خلال توفير منتج قابل للتسويق وبأعلى ربحية. جدير بالذكر أن رئيس الوزراء المهندس شريف اسماعيل افتتح المؤتمر الوطني لعلماء وخبراء مصر في الخارج (مصر تستطيع) صباح اليوم الأربعاء في مدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر والذي يستمر لمدة يومين تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتنظمه وزارة الهجره وشئون المصريين في الخارج وقناة النهار. ويعد المؤتمر الوطنى لعلماء مصر فى الخارج "مصر تستطيع" هو الأول من نوعه للاستفادة من عقول مصر المهاجرة فى وضع الأسس العلمية للمشروعات القومية ودعمها بالأبحاث الدقيقة، وربط القدرات العلمية للمصريين فى الخارج بشباب الداخل لخلق جيل يعتمد الأساليب العلمية فى البحث والتفكير، ويشارك فيه أكثر من 30 عالم مصري من عباقرة العقول المصرية المهاجرة فى المجالات الدقيقة والمتميزة فى أول تواصل حقيقى بينهم وبين وطنهم الأم "مصر" بتقديم أوراق بحثية هامة تكون نواة لتعميمها فى المشروعات القومية العملاقة بجميع أنحاء الجمهورية، لتدعم رؤية مصر الشاملة 2030.