بين الحين والآخر، يخرج علينا الشيخ محمد عبدالله نصر الشهير ب"ميزو"، بتصريحات وتخاريف تثير استياء الجميع، وكان آخرها زعمه أنَّه المهدي المنتظر، معتمدًا على حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، بأنَّ المهدي المنتظر اسمه "محمد بن عبدالله"، وأنَّه من أهل بيت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، مطالبًا المسلمين جميعًا بمبايعة فكره، وأنَّه سيخصص مقرًا خاصًا لمبايعته. "ميزو" حدَّد سُبل لتبشير الناس بأنه المهدي المنتظر تمثلت في الدعوة إلى الوحدة ونبذ الطائفية، التعايش السلمي بين جميع أصحاب المعتقدات، إضافة إلى إيقاف كل الحروب في العالم والدعوة للأخوة الإنسانية، وكذلك تطبيق العدالة الاجتماعية بين المجتمع الإنسانى بعيدًا عن لونهم وجنسهم ومعتقاتهم الدينية، والعودة إلى القرآن الكريم، لاسيما تنقية التراث الديني مما لحق به من شبهات وأكاذيب. بدأت شهرته مع تأسيس حركة 25 يناير التي شارك فيها، وأُطلق عليه "الأزهري الثائر" و"خطيب التحرير"، حيث كانت تتم استضافته بشكل يومي في الفضائيات، بعد آرائه الجريئة وانتقاده المستمر للأزهر ومناهجه، وإنكاره عذاب القبر، وغيرها من الآراء التي انتقده فيها الأزهر وسفه آراءه. طلَّ علينا بسلسلة من الفتاوى التي تحدث بلبلة واستياء، فاعتبر العلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة غير المتزوجين فاحشة وليست زنا، بقوله: "التراث يقول إن الزنا هو إيلاج ذكر الرجل في فرج المرأة وعلاقات العزاب ليس بينها الإيلاج، إذاً التراث أباح العلاقة كاملة دون الإيلاج"، مضيفاً إن "العلاقات الجنسية الكاملة بين الرجل والمرأة بين غير المتزوجين يتم عقابهم دينيا حسب المورثون والشرع الصحيح جعل العقوبة تقديرية للقاضى ونوصف ذلك على أنه فاحشة وليس زنا". تهكم على النقاب واصفًا إياه "بالخيام السوداء"، مؤكدًا أن تعليم الرقص الشرقي للفتيات في المدارس أفضل من الطالبات اللواتي يرتدين خياما سوداء ويدمرن مرافق الأزهر. "ميزو" أثار استياء وزارة الأوقاف، بعد هجومه الحاد، على كتاب صحيح البخاري، بقوله إن صحيح البخارى "مسخرة" للإسلام والمسلمين، وأن عذاب القبر ليس من الثوابت، وأن "البخاري" سب رسول الإسلام وزعم أنه مسحور، وأنه ادعى على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أنه كان يعيش على الغنائم وتحدث عن زنا القرود. الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أكد أن "ميزو" لا علاقة له بالأوقاف من قريب أو من بعيد، وحديث أمثاله من الجهلاء باسم الدين عار على الثقافة الإسلامية. فضحه الشيخ أحمد البهي، منسق حركة "أئمة بلا قيود"، حيث حكى قصته مع الشيخ محمد عبد الله نصر الشهر ب"ميزو" قائلًا: أول مرة قابلته كان بمدينة "كفر الدوار" بالبحيرة عام 2011م عقب الثورة وجاء ليقابلني مع مجموعة من زملائي الأئمة لتحفيزنا للذهاب للتظاهر ضد شيخ الأزهر "المظاهرة دي كان بينظمها أئمة إخوان بالقاهرة بتمويل مالي من الجماعة"، وترك لنا حوالي 100 منشور لتوزيعها على الناس وقال لي: "العدد اللي هتجهزه من أتوبيسات هاحاسبك عليه!"، قلت له: "الأتوبيس تكلفته بتوصل 700 ج لنقلنا للقاهرة"، قال لي: "لو جهزت 10 أتوبيسات كمان، هاديلك فلوسهم!"، "بصراحة تعجبنا من مسألة التمويل وقلنا شغال لحساب مين؟ ولم يذهب منا أحد". وأضاف: "نصر" قال في قناة دريم: "عمري ما انتميت لحزب أو جماعة مع إنه كان قايل لنا بلسانه إنه عضو في حزب التجمع! وقال أنا إسلامي يساري.. ساعتها استغربنا م التعريف الجديد ده، حاجة كده زي أهلاوي زملكاوي.. مش عيب لما يكون لك توجه سياسي، بس العيب لما تكون كداب". وتابع "البهي": "في عام 2012م عينت وزارة الأوقاف من نجحوا في المسابقات قبل الثورة والذين تم استبعادهم أمنيًا.. راح عشان يتعين لقى نفسه كان ساقط أصلًا؛ يعنى الأمن لم يرفضه ولم يستبعده، بالتالي ليس من حقه التعيين، فهدد بحرق نفسه في ميدان التحرير وكتب كده على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وحكى ظروفه المادية شديدة القسوة، وكاد يتسول من القراء، ساعتها كلمته وحاولت أتوسط بينه وبين مسئولين والوساطة لم تنجح وهو لم يحرق نفسه". وقال: "حكى لي عن فترة تعيينه كإمام بدولة الكويت واللي استمرت لمدة 6 شهور بس "هو اللي حكى لي وماعرفش هل كان كلامه صح أم لا؟، ورجع بعدما اكتشفوا إصابته بڤيروس C وقال لي نصًا: كان الأمير يدخل عليا المسجد فأسلم عليه وأبوسه بين عينيه يديني "نفحة" محترمة.. فالموقف ده يؤكدلنا قد إيه هو لا يفرق معاه سلطة أو معارضة، ظلام أو تنوير.. هو بس بتاع فلوس ولما رجع من الكويت عاش فترة سوداوية بمعنى الكلمة لظروفه المادية لدرجة إنه قام بفسخ خطوبته لتعثره ماديًا.. بس السؤال دلوقتي: مين حاليًا بيصرف عليه؟ هو أساسًا مابيشتغلش ولا موظف!.. للعلم الزي الأزهري الكامل يتكلف حوالي 1000 ج... ممكن تدخل ع اليوتيوب وتعد حلقاته وتشوف إنه كل حلقة بزي مختلف، وفي عام 2012 تم فصله من حركة "أزهريون بلا حدود" نظرًا لبذاءة لسانه في خطب الجمعة في التحرير"، وتم ضبطه متلبسًا بسرقة مقالات الكاتب محمد الدويك ونسبها لنفسه بفجاجة تحت سلسلة اسمها كبسولات تنويرية، وبعد كده قدم مبررات سخيفة للي حصل". واستطرد "البهي" قائلًا: "معلوماته عن الدين سطحية لدرجة السذاجة، ولا يعرف إلا أسلوب التلويش والتشويش ع المخالف، مفيش منهجية، مفيش علم، ودايمًا بيقول "نتحاكم للقرآن" مع إن اتسرب له فيديو مؤخرًا بيقول فيه: احنا منقدرش ننتقد القرآن دلوقتي عشان الناس مش هتقبل مننا كده.. ودايمًا بيقول إنَّه لا يخاف الموت ومستعد للسجن والمواجهة وكلام مجعلص كده مع إنَّه في برنامج مقالب اسمه "يا ثورة ما تمت" استخبى تحت الكرسي وقام بالتوقيع على استمارة "تجرد" لما عملوا عليه تمثيلية هجوم مسلح". وأضاف: "كل اللي ذكرته أقسم بالله على صحته كلمة كلمة، واللي مش واثق منه لم أذكره، زي قصة تسميته ب"ميزو"، وقصة إلحاده منذ عامين.. ميزو لحد النهاردة فاكرني وعارفني كويس وعارف أنا مين، وياما شكر فيا وقال لي: إنت من الناس الكويسة واللي فكرها معتدل، وكان فيه رسايل بيني وبينه على صفحته القديمة اللي لغاها تؤكد هذا الكلام". وتابع: "كنت في مرة قاعد مع أحد القساوسة في فندق بالقاهرة وبنتفرج على التلفزيون وطلع عليه ميزو، فصديقي القمص قال لي: الشيخ ده معتدل وتنويري، قلت له: تنويري مين يا ابونا؟، وكانت الحلقة دي اللي قال فيها إن ممارسة الجنس دون زواج حلال ما دام الحب موجود بين الطرفين.. ساعتها أبونا بص لي وضحك وقال لي: "الله يخرب بيت البعيد"". وأوضح "البهي": "من الآخر هو شخص فاضي باحث عن شهرة ومال، واستطاع بالفعل الوصول لبعض ما يريد، ولكن سيذوب بسرعة لأن مؤهلاته لا تسعفه ولن يكون عشر معشار من سبقوه واختفوا سريعًا". "ميزو" من مواليد سبتمبر 1977، في شبرا الخيمة، من أسرة ريفية من الباجور بمحافظة المنوفية، والده كان يعمل ضابطًا بالقوات المسلحة برتبة رائد، ووالدته ربة منزل، ودرست بالأزهر الشريف وتخرجت في كلية أصول الدين قسم الدعوة والثقافة الإسلامية بتقدير جيد، عام 2003.