"قراءة رموز المايا" .. أحدث إصدارات مركز الخطوط فى مكتبة الإسكندرية يهتم بفك رموز كتابة المايا الهيروغليفية والذى قام بتأليفه مايكل دكو بمشاركة المصور مارك فان ستون الذى عاونه في جمع المادة العلمية عن هذه الحضارة العظيمة وهذه الكتابة الثرية وأخرجوها في صورة هذا الكتاب القيم، والذي سعى مركز الخطوط على ترجمته نظرا لعدم وجود مراجع عربية كافية عن هذه الحضارة بما تشمله من كتابات وخطوط ونقوش لا حصر لها حيث شارك فى ترجمته كل من الدكاترة إسحاق عبيد وميرفت فشل ومصطفى رياض وأحمد منصور وعزة عزت وياسمين عبده وتم نقل فكرة هذا الكتاب إلى العربية بجدية فائقة من خلال سهولة العرض برغم من دقة الموضوع وتخصصه ومن ناحية أخرى قام بمراجعة اللغة العربية للإصدار الدكتور محمد عبد الغني . ومن ناحية أخرى اشتمل الإصدار على عدة موضوعات منها طبيعة هذا الخط، وتقويم المايا المعقد، والنصوص الخاصة بالأسر الحاكمة والسياسة، وكل جانب من جوانب العالم الطبيعي والخارق التي عايشوها فمنذ نحو مائة وستين عاما مضت تم اكتشاف أطلال حضارة المايا القديمة المحجوبة في الأدغال بالمكسيك وأمريكا الوسطى. ويحتوي الكتاب على مقدمة، واثني عشر فصلا، بالإضافة إلى رسوم وصور كأمثلة توضيحية بالإضافة إلى معجم كامل عن المايا حيث يتحدث الفصل الأول عن الخلفية الثقافية لكتابة المايا ويعطي فيه نظرة شاملة على حضارة المايا وكيف ازدهرت اندثرت في الأراضي المدارية المنخفضة جنوب شرق المكسيك وأمريكا الوسطى المجاورة. وأما الفصل الثاني فيتحدث عن طبيعة كتابة المايا، من حيث المبادئ الأولية المستخدمة في كتاباتها، وبعض المفاهيم الخاصة بنقل رموز المايا إلى صورة كتابية، يتخلل هذا شرح عن الرموز المقطعية، والرموز المقطعيَّة الصرفيَّة، والرموز الدلاليَّة مع المكملات الصوتيَّة، وينتهي هذا الفصل بعرض مجموعة من قواعد النحو والتي تتمثل في الأسماء والأنواع والضمائر والصفات والأفعال الخاصة بكتابة المايا بينما يستكمل الفصل الثالث الحديث عن هذه الكتابة الشيقة، وفيه يتحدث عن الزمن والتقويم فالماياويون القدماء حصَّلوا معرفة عميقة بعلم الفلك من خلال مراقبة السماوات بالعين المجردة، ورصدوا حركة الكواكب والشمس والقمر ويعرض هذا الفصل الأرقام عند المايا، ودورة التقويم لديهم، وتقويم الأيام ال260، ورموز أشهر المايا. أما الفصل الرابع فهو ينتقل إلى فكرة عرض حياة الملوك والطقوس الملكية، من خلال تاريخ ميلاد الحكام والآلهة التي انحدر من صلبها الملوك، ثم لحظة اعتلاء الملوك للعرش والتي كانت تعد الحدث الأهم التالي في حياة الشخصية الملكية، ثم فكرة كيفية موت ودفن ملوك المايا وملكاتهم وعرض للطقوس التي كانت يغلب عليها الأبهة والعظمة. أما الفصل الخامس فيتحدث عن الأماكن وأنظمة الحكم وفيه شرح كامل عن الرموز التصويرية لأسماء الأشخاص أو أسماء الشخصيات الملكية وكذلك الرموز الخاصة لبعض المدن الكبرى. وينتقل الفصل السادس إلى أسماء الأسر الملكية وألقابها ويبدأ بشرح وافٍ عن الألقاب والأشكال الرمزية لها بالإضافة إلى القائمة الأساسية بأسماء أهم الحكام الذين حكموا مدن المايا الكلاسيكية. كما يعرض الفصل السابع وهو يركز على العلاقات والعبارات الدالة على صلة القرابة ويشمل ذلك الزوج والزوجة والأبناء وكذلك الأشقاء. ويستكمل الفصل الثامن الحديث عن كتابة المايا من خلال الحروب ويعرض فيه الرموز التصويرية للحرب وكيفية اتخاذ الأسرى أما عن الكتبة والفنون والنصوص الخزفية، فلم يغفل المؤلف ذكرهم وهذا ما ذُكر في الفصل التاسع والعاشر، فاهتم المؤلف هنا بمستخدمي أقلام الفرشاة، والنحاتون أو النقاشون للرموز التصويرية والمناظر على الآثار الحجرية، سواء كانت على الأعتاب أو اللوحات أو المزهريات الخزفية، فضلاً عن ذكر مجموعة من الألقاب الخاصة بالكتبة والفنانين. وأما الفصل الحادي عشر، فيتحدث عن فكرة الربوبية والأرباب والآلهة الكبرى من خلال عرض موجز بأهم أسمائهم والتي عثر عليها في النقوش الكلاسيكية وفي بعض المخطوطات. ويذكر أيضًا ماهية الأرباب المزدوجون وأرباب الثالوث وآلهة الموت والأرواح القرينة والتي ظهرت على رسومات الأواني الخزفية في المنخفضات الجنوبية للبلاد. وينتهي المؤلف في هذا الكتاب بالفصل الأخير والذي يتناول فكرة عوالم الجماد والأحياء من خلال إحساس أهل المايا بالعالم المادي وعامل الزمن، وفكرة الاتجاهات لدى أهل المايا والتي ارتبطت لديهم بمواسم الانقلاب الشمسي ونقاطه الأربعة (الشمال، الغرب، الجنوب، والشرق) ثم ينتقل المؤلف إلى عرض شامل عن رموز السماء والأرض في هذه الحضارة، ورسوم وتصاوير الحيوانات وبنو البشر كمثال عن عالم الأحياء، والأدوات الحجرية والأزياء وأدوات الزينة وأواني الفخار كمثال عن عالم الجماد. جدير بالذكر أن أغلب فصول الكتاب تحتوى على مجموعة من التدريبات التي تساعد القارئ على كيفية فهم هذه النقوش وتحوله إلى دارس متمكن من هذه الكتابة ووضعت الإجابات الخاصة بهذه التدريبات في نهاية الكتاب .