أكدت الناقدة ماجدة موريس زوجة الكاتب الراحل فايز غالي مؤلف فيلم المسيح أن التفكير فى إنتاج الفيلم بدأ منذ عام 2008 عندما طلب المنتج محمد عشوب كتابة فيلم يتحدث عن "رحلة العائلة المقدسة" لأنه لم يتم تقديمها من قبل في فيلم روائي طويل، كما أن جميع الأفلام التي قدمت في السينما الأمريكية، والسينما الإيطالية تحدثت عن الجزء الأخير في حياة المسيح، وهو الجزء الخاص بالصلب، أما فترة الطفولة فلم يتم التركيز عليه. وأضافت أن "عشوب" عرض الفكرة على الكاتب فايز غالي الذي تحمس بدوره لها، وطلب مهلة لقراءة المراجع التاريخية الخاصة بهذه الفترة، لأن الفيلم الروائي سيتعرض لها بكل ما فيها من تفاصيل، كما سيتطرق إلى صور الحياة المختلفة في مصر التي كانت سائدة في ذلك الوقت. وتابعت "موريس" أن "غالي" ظل يتنقل بين المراجع المختلفة للوقوف على جوانب السيناريو، حيث قرأ 38 مرجعاً خاصاً بهذه المرحلة من تاريخ مصر، وبعد ذلك قام "عشوب" بإخبار "غالي" أن هناك شخصاً جديداً يدعى محمد جوهر وهو صاحب شركة "كايرو فيديو فيلم" سيشارك في إنتاج الفيلم.. مشيرة إلى أن "جوهر" أكد أنه يستطيع الترويج للفيلم في القنوات التلفزيونية داخل مصر وخارجها، إضافة إلى المساعدة في تمويله بشكل كبير، والاستعانة بمخرج كبير وفنيين على أعلى مستوى، في حين يصبح محمد عشوب منتجاً فنياً للفيلم، وهو ما وافق عليه الأخير ليزيح عن عاتقه حمل التمويل المادي للعمل. وأكلمت : بعد ذلك قام "فايز" بكتابة الفيلم خلال عام بخلاف عام آخر قضاه في البحث عن المراجع، وبعد شهر من تسلم "عشوب" و"جوهر" السيناريو أشاد جوهر بكتابة السيناريو لكنه طلب من زوجي إضافة مشهدين للفيلم أحدهما في البداية والآخر في النهاية. وأشارت إلى أن مشهد البداية الذى طلب "جوهر" إضافته يتضمن وجود باحث أمريكي يقوم بدراسة رحلة العائلة المقدسة ليتعرف عليها وبعدها يبدأ السيناريو الطبيعي للفيلم إلى النهاية، وفي مشهد النهاية يظهر الباحث مجدداً وهو يقف حائراً لا يعلم هل يصدق ما حدث أم لا؟. وأكدت "موريس" أن فايز اعترض حينها، وأخبر محمد جوهر أن الفكرة التي يريدها تخدم الفكر الصهيوني والعقيدة اليهودية، وقال حينها "إن هذا الباحث الإنجليزي الذي تتحدث عنه يهودي لأن اليهودية هي الديانه الوحيدة التي تؤكد أن السيد المسيح لم يظهر إلى الآن وهم مازالوا في إنتظاره، وأنا كتبت هذا الفيلم من وحي العقيدة المسيحية ومن وحي الدين الإسلامي لأنه يؤكد أن السيد المسيح والسيدة العذراء تواجدا، وأكملا رسالتهما وأنت تريدني أن أقوم بتغيير ديني وتغيير عقيدتي وإنتمائي من أجل كتابة مشهدين، ومن المستحيل ان أقوم بذلك لاني بذلك اخدم الصهيونية وأخدم إسرائيل"، ولم يوافق "جوهر" على اعتراض "غالي"، وهدده أن الفيلم لن ينتج فى حال عدم كتابة المشهدين، فلجأ زوجي إلى المحاكم والقضاء وانتهى الموقف على ذلك. وتابعت: بعد ذلك ذهب "غالي" إلى نقابة السينمائيين وأعطاهم السيناريو، وأخبرهم بما حدث وقامت النقابة بتشكيل لجنة لقراءة السيناريو، وأرسلت ل"جوهر" الذي كان في كل مرة يرسل محامياً مختلفاً لكي يطلب التأجيل، وفي المرة الأخيرة أرسل محامياً أخبر اللجنة بأمر غريب جداً، وهو أن "غالي" لم يكتب سيناريو، وأن هذه كانت مجرد أفكار على ورق، وحينها أصدرت النقابة قراراً بإدانة "جوهر" لأن السيناريو كان في حوزتهم منذ 6 أشهر، وبالتالي إنتقلت القضية من النقابة للمحكمة الإقتصادية، وبعد صراع طويل تم الحكم لصالح فايز غالي بأحقيته في السيناريو بعد أن أوقف جوهر إنتاجه. وأشارت "موريس" إلى أن "جوهر" استعان في ذلك الوقت بكاتب انجليزي لمعالجة السيناريو الذي كتبه "غالي"، وبعدها اتصل بالمخرج أحمد ماهر لإخراج العمل لأنه درس السينما في إيطاليا، إلا أن "ماهر" رفض المعالجة، وأخبر "جوهر" أن السيناريو الذي كتبه غالي أكثر قيمة، وبعد ذلك هرب "جوهر" أثناء ثورة يناير إلى كندا، وعاد "عشوب" مرة أخرى وأخبر نجلي "فادي" أنه يشعر أنه كان السبب في وقف الفيلم وأنه يحاول إصلاح خطأه تجاه فايز غالي، وأنه لديه منتجين آخرين للفيلم. وتطرقت "موريس" إلى ما تردد حول رفض الأزهر للفيلم، مؤكدة أن المشيخة لم ترفض الفيلم لأنه لم يعرض عليها من الأساس، ولكن بعد الإعلان عن كتابة الفيلم حدثت بعض اللقاءات التلفزيونية التي تطرقت إلى علاقة الأزهر والكنيسة بالفيلم، وتحدث "فايز" في هذه المداخلات عن أهمية الفيلم، وكانت إحدى المداخلات مع الاعلامي عمرو أديب وشيخ الأزهر الراحل محمد السيد طنطاوي، وقال حينها "فايز" ل"طنطاوي" انه يكتب فيلماً من وحي عقيدته الدينية المسيحية الأرثوذكسية، وسأله هل هناك ما يمنع هذا في مصر، وهل للأزهرعلاقة به، فرد "طنطاوي" بالنفي وأخبره أن هذا حقه، وحق المسيحيين جميعاً أن يكتبوا، لكن لو عرض الفيلم على الأزهر سيتم رفضه، وبعد ذلك توفى "طنطاوي"، وتوفى "غالي"، وانتهى الأمر، وحتى الآن لم يحدث أي جديد سوى المؤتمر الصحفي الذي أعلن عنه "عشوب".