يوم بعد يوم يثبت الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، عدم مقدرته على إدارة الوزارة بشقيها الدعوي أو الاقتصادي المتمثل في هيئة الأوقاف، ويبدو أنٍّ الرئيس عبدالفتاح السيسي، يُمهد للإطاحة به خارج الوزارة، وتمثل ذلك في خطوة تخص الهيئة، إذ قرر "السيسي" مؤخرًا تشكيل لجنة برئاسة المهندس إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، تختص بحصر أملاك هيئة الأوقاف كافة "أراضٍ، مبانٍ، مشروعات، مساهمات في شركات"، لتقييم عوائد الاستثمارات واتخاذ اللازم لتعظيم أملاك الهيئة. وينص القرار على أنْ تتولى اللجنة دراسة إمكانية استغلال مقومات الهيئة في دعم الاقتصاد القومي وتقديم خطة تنفيذية لها، موضحًا أنَّ اللجنة في سبيل مهامها أن تستعين بمن تراه من المسئولين والخبراء والفنيين من جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية، ولها أن تطلب من الجهات المعلومات والمستندات وأن تشكل لجانًا فرعية. وأشار القرار إلى أن اللجنة يجب أن ترفع تقريرها النهائي وما انتهت إليه من توصيات إلى رئيس الجمهورية. وبعيدا عن القرار الرئاسى تعانى هيئة الأوقاف من إشكاليات عدة منذ تولي مختار جمعة مهامها، حيث كلَّف في الآونة الأخيرة، اللواء راتب محمد محمد راتب، بتسيير أعمال رئيس مجلس إدارة هيئة الأوقاف، لاسيما توجيه الشكر للدكتور علي الفرماوي، على جهوده في خدمة الهيئة في المرحلة الماضية، رغم اتهامه بالفساد والتقصير في عمله وفقًا لمذكرة قدَّمها موظفو الهيئة لرئيس الوزراء، المهندس شريف إسماعيل، حيث طالبوا بضرورة تحقيق لجنة مكافحة الفساد بمجلس الوزراء في وجود شبهات فساد، ومنها إهدار قيادات هيئة الأوقاف معدات تكلفتها حوالي 400 مليون جنيه كانت تستخدم في استصلاح أرض شرق العوينات، بالإضافة إلى هروب المستثمر الإماراتي الشيخ محمد العتيبي، مالك شركة جنان، بعد التعاقد معه على استئجار كامل مسطح الأرض ويبلغ 48 ألف فدان بقيمة إيجار سنوية 50 مليون جنيه سنويًا. كما تضمنت المذكرة بعض المخالفات ومنها تعطيل أكثر من مشروع بسبب تراخي إدارة "الفرماوي"، ومن أهم هذه المشروعات مشروع إسكان برج العرب، الذي تم تخصيص مساحة 1756 فدان لإنشاء حوالي 340 عمارة، وتم وضع جدول زمني للانتهاء من إنشاء هذه العمارات في غضون 18 شهرًا، إلا أنه وبعد مرور 5 أعوام فإن حجم ما تم لا يتجاوز 5% من قيمة المشروع. وأشارت المذكرة إلى وجود شبهة تلاعب بالأساسات في هذا المشروع وفقا لما ورد بتقرير معمل كلية الهندسة جامعة الإسكندرية، مؤكدة أنَّ هناك نماذج أخرى بمشروعات تسمى: "سما أسوان، خان أسوان، مدينة الحرفيين بالغردقة"، كما يوجد الكثير من هذه المشروعات التي استنزفت المليارات من أموال الأوقاف ولم تحقق أي عائد منها ولم يتم إعداد دراسة جدوى لمعظم هذه المشاريع. وأوضحت المذكرة أنَّه بعد مرور عام على تولي الدكتور علي الفرماوي رئاسة الهيئة، واللواء محسن الشيخ مدير عام الهيئة زمام الأمور، لم يحدث أي تغير نحو إدارة تلك المشاريع واستثمارها، وتم التوجه إليهم لمعرفة هل يوجد لديهم أي برنامج زمني لإنجاز تلك المشاريع لتحقيق العائد المناسب، إلا أنه تبين من خلال أسلوب عملهم أنه لا يوجد لديهم أي قابلية للإدارة والتطوير، بل كان أسلوب إداراتهم مبني على تعطيل العمل بالهيئة وترتب على ذلك وجود مئات الملفات معطلة من استبدال وحدات لتقنين أوضاع الشاغلين بالهيئة وسداد مستحقات الهيئة وكان العائد المرجو قد يصل الى مئات الملايين. مختار جمعة لم يُحيل رئيس هيئة الأوقاف الأسبق، المهندس صلاح جنيدي، إلى النيابة بتهمة إهدار المال العام، وقضايا فساد في الهيئة بل تركه يخرج من الوزارة دون أي عواقب أو تحقيقات وبعدها تبرع جنيدي لوزارة الأوقاف بمليون ونصف المليون جنيه.