بعد القصف الأمريكي، الذي استهدف منزلا في مدينة صبراتة، أخذ البعض يتساءل عن علاقة جماعة "ليبيا المقاتلة" بتنظيم داعش. فالمنزل الذي استهدف في صبراتة يملكه المدعو عبدالحكيم المشوط أحد أفراد هذه الجماعة، كما أن عميد بلدية صبراتة، حسين الذوادي، الذي صرح قبل عدة أسابيع بعدم وجود أي عناصر أو أفراد ينتمون لداعش في مدينة صبراتة هو أيضا من أفراد هذه الجماعة، وجاء ذلك فى تقرير نشرته شبكة "سكاي نيوز". وفي السابق، استطاع نظام معمر القذافي سحق جماعة "ليبيا المقاتلة"، والتي تدرب معظم أفرادها في كهوف أفغانستان بعد تنفيذهم العديد من العمليات المسلحة ضد مواقع مدنية وعسكرية في ليبيا، فقبض على الكثير منهم إلا أن النظام أطلق سراحهم في عام 2009 بعد تقديمهم اعتذاراَ للدولة. وكان زعيم جماعة "ليبيا المقاتلة"، عبدالحكيم بلحاج، والذي يعتبره البعض الحاكم الفعلي لليبيا منذ سقوط القذافي قد صرح قبل عدة أيام بأنه لن ينتظر حكومة الوفاق ليقاتل داعش. ويرى بعض المحللين الليبيين أن بلحاج أصبح عميلا للدول الغربية، إذ تربطه علاقة وطيدة بالمشوط صاحب المنزل، الذي قصف في صبراتة. وهنا يقول البعض إنه من الممكن أن يكون هناك تنسيقا بين بلحاج والولايات المتحدة للتخلص من قيادات تنظيم داعش. من جهة أخرى، قام وكيل وزارة الدفاع السابق في حكومة طرابلس، خالد الشريف، والذي يعتبر الرجل الثاني في الجماعة بإرسال شحنة من العربات العسكرية إلى "أنصار الشريعة" في بنغازي، في إشارة إلى أن جماعة "ليبيا المقاتلة" لا تزال تدعم التنظيمات المتطرفة. فبلحاج، الذي يسيطر على العاصمة طرابلس، لم يبد موقفه من الاتفاق السياسي حتى هذه اللحظة، ومع وجود نص في الاتفاق السياسي يشير إلى ضرورة انسحاب الميليشيات من العاصمة الليبية يتخوف الكثيرون من عدم استجابة الميليشيات الموالية لجماعة "ليبيا المقاتلة" لهذا النص، مما سيجبر الجيش الليبي على الدخول في حرب شوارع ضد هذه الميليشيات لاسترجاع العاصمة. إلا أن لغز "ليبيا المقاتلة" حتى هذه اللحظة يحير الكثيرين في الشارع الليبي، فمع وجود دلائل تشير إلى تورطهم بدعم التنظيمات المتطرفة، فإن تصريحاتهم تقول عكس ذلك.