فى حلقة جديدة من مسلسل الإهمال والفساد الذي طال العديد من الآثار المصرية خلال الفترة الماضية، تعرضت قطعة أثرية نادرة بمنطقة الهرم للتلف والدمار نتيجة تقاعس المسئولين بوزارة الآثار عن القيام بأعمال الترميم لها. وحصلت "الموجز" على عدد من الصور توضح التلف الذي لحق ب"لوحة الحلم" الموجودة بين ذراعي تمثال أبوالهول، بسبب الرطوبة وبعض العوامل الجوية، بعد أن تجاهل المسئولون وضع اللوحة ضمن خطط الترميم الدورية والتي من المفترض أن تقوم بها الوزارة للحفاظ على مثل تلك القطع من الدمار. وتوضح الصور مدى الإهمال الذى طال اللوحة منذ لحظة اكتشافها مما ترتب عليه تدمير أغلب الكتابات الموجودة بها، والتي تروى نبوءة الملك تحتمس الرابع عندما كان يصطاد بالقرب من أبو الهول بجوار التمثال. و"لوحة الحلم" الموجودة بين ذراعي أبو الهول ذات شكل مستطيل حافته العليا مقوسة، ويبلغ ارتفاع اللوحة 144 سنتيمتر وعرضها 40 سنتيمتر وسمكها 70 سنتيمتر، مصنوعة من الجرانيت ويظهر في الجزء العلوي شكلان منحوتان للفرعون تحتمس الرابع إلى اليمين وإلى اليسار، وهو يقدم قرابين إلى أبو الهول. وتحكى اللوحة أن "تحتمس" كان يصطاد الأسود والحيوانات فى صحراء منف كعادة أمراء الدولة الحديثة ولما حانت ساعة الراحة ذهب وجلس فى ظلال أبى الهول فأخذته سنة من النوم فرأى الإله الذى يمثله أبو الهول الذى منح "تحتمس" وعداً بأنه سيصبح ملكاً إذا قام بإزالة الرمال حول التمثال. المرمم الأثري كريم السيد، أرجع ما حدث للوحة الحلم إلى التعرية حيث تقوم الرياح بعمليات نحر وهدم للآثار المكشوفة خاصة أنها تحمل أشكال وأحجام مختلفة من مادة "كوارتزيت"، والتي تعمل كمناشير للأحجار.. مشيراً إلى أن النقوش والكتابات الموجودة بلوحة الحلم في طريقها للدمار. وأضاف أن اللوحة معرضة بصفة دائمة للأمطار التى تحمل مركبات وأحماض تتفاعل مع الأثر وتؤدى إلى تلفه. ومن جانبه أوضح الدكتور ممحمود عفيفي، رئيس قطاع الآثار المصرية، أن اللوحة تخضع حالياً لعمليات ترميم من قبل الوزارة، وأضاف أن هناك خطة سنوية يتم إعدادها من قبل التفتيش بكل منطقة أثرية لمعرفة القطع التي تحتاج للترميم. وتابع "عفيفي" أنه سيقوم بطلب تقرير مصور من منطقة الهرم لمتابعة الحالة التي وصلت إليها اللوحة.