أكدت الدكتورة مني ممدوح رئيس وحدة سكر أطفال قصر العيني بمستشفي أبو الريش الجامعي أهمية ملاحظة الأم لأية تغييرات لطفلها مثل الإجهاد أو نقص الوزن وضرورة قياس نسبة السكر بالدم موضحة أن كثير من الأخطاء قد يعالجوا الإجهاد بجرعات من الجلوكوز بما يزيد من تدهور حالة الطفل وقالت خلال حوارها معنا علي هامش المؤتمر الدولي التاسع للجمعية المصرية للسكر والغدد الصماء للأطفال أن الأنسولين هو العلاج الوحيد الدائم المعالج لسكر الأطفال موضحة أن هيئة التأمين الصحي تتحمل تكاليف علاج الأطفال بالمستشفي لكن وحدة السكر في حاجة لدعم مادي لتوفير شرائط قياس السكر ما بعد خروجهم لضمان متابعة حالتهم وأوضحت أن 600 طفل يصابون بالسكر كل عام بمصر وأن حالات الغيبوبة تنتشر نتيجة قلة الوعي والإهمال في اكتشاف الإصابة مؤكدة أن الطفل المتعايش مع مرض السكر هو طفل متفوق دراسيا ورياضيا ولا ينقصه أية مزايا عن الطفل الطبيعي. بداية ما هو سكر الأطفال؟ سكر الأطفال أو السكر من النوع الأول يظهر في مرحلة الطفولة نتيجة انخفاض إنتاج الأنسولين وهو مرض مزمن يحدث نتيجة عجز البنكرياس عن إنتاج كمية كافية من الأنسولين ويحتاج الطفل لاستخدام الأنسولين مدي الحياة لضبط معدلات السكر بجسمه. وما هي أسبابه؟ حتي الآن علي مستوي العالم لم يتم اكتشاف أسباب إصابة الأطفال بالسكر ويمكن القول أن سبب الإصابة تكون عبارة عن مجموعة من العوامل المتداخلة منها الاستعداد الوراثي لدي الطفل مع العلم أنه قد يعيش كل حياته بهذا الاستعداد دون أن يصاب بالمرض وهناك عوامل أخري تزيد من احتمالية تأثير العامل الوراثي في إصابة الطفل بالسكر منها إصابته بالتهابات فيروسية متكررة مثل البرد والجديري فضلا عن تعرضه للسموم الموجودة في الأطعمة خاصة الأطعمة المحفوظة وتلوث البيئة والهواء، كما أن بعض الأمهات يلجأن لإرضاع الأطفال ألبان بقري قبل سن 6 شهور وهذه خطوة بالغة الخطورة لأن الرضاعة الطبيعية هي أحد أسباب منع سكر الأطفال. وما هي الأعراض التي يمكن ملاحظتها علي الطفل المصاب بالسكر؟ هناك العديد من الأعراض التي تدفع الأم للشك في إصابة طفلها بالسكر منها كثرة التبول وفقدان الشهية وفقدان الوزن والعصبية الزائدة أو الإجهاد المستمر وهنا ننصح بضرورة التوجه مباشرة لتحليل السكر في الدم للطفل ومن المهم أيضا أن تكون الأم علي وعي ودراية باحتمالية إصابة الأطفال بالسكر فما يصيب الطفل من أعراض المرض يمكن اعتبارها أسبابا طبيعية مثل تزايد معدلات التبول أو الإجهاد لذا عليها أن تلاحظ مدي الإجهاد أو التوتر الذى يعاني منه الطفل ومن الأخطاء التي تقوم بها الأم هو التوجه لمستشفي فيفسروا لها الإرهاق بالحاجة إلي تركيب جلوكوز وهو ما يزيد من نسبة الأنسولين المرتفع لديه أصلا فتتفاقم الحالة لذا لابد عند مجرد ملاحظة أية أعراض من إجراء تحليل مبدئي وهو السكر في الدم للوقوف علي حقيقة إصابته وبعدها يتم اتخاذ اللازم. هل تدخل إصابة أحد الوالدين بالسكر في احتمالية إصابة الطفل؟ ليس بالضرورة فهناك أسر يكون الطفل هو الوحيد المصاب بالسكر دون الوالدين أو أي من إخوته. وكم عدد الأطفال المصابون بالسكر في مصر؟ حتي الآن لا توجد إحصائيات بمصر بأعداد المصابين لكن وحدة السكر والغدد الصماء بكلية طب أطفال قصر العيني مستشفي أبو الريش الجامعي تستقبل يوميا ما يقرب من حالتي غيبوبة سكر كيتونية وهم يحتاجون لرعاية مركزة، كما تستقبل الوحدة شهريا ما بين 40 إلي 50 حالة شهريا ونقدم للأسرة ندوات تثقيفية يقوم بها أخصائي التغذية فضلا عن الدعم النفسي والتثقيف للتعامل مع الأطفال وتوصيل المعلومة الصحيحة وهي عبارة عن شرح ما هو السكر وكيفية التعايش معه وكيفية توجيه الطفل وأسرته للحياة بشكل طبيعي دون التعرض لمشاكل ومضاعفات المرض وكيفية إدخال العلاج بالأنسولين والذى يحتاجه الطفل يوميا لحوالي أربع إلي خمس جرعات له ضمن نمط حياته الطبيعية وكذلك متابعة نسبة السكر في الدم يوميا من خلال شرائط السكر، فمن الأخطاء الشائعة أن كثير من الناس يجرون التحليل علي نوع الصائم والفاطر أو كل عدة أشهر يزوروا صيدلية للتحليل وهذا غير صحيح فلابد أن يكون للطفل جهاز قياس للسكر وشرائط يستطيع من خلالها أن يتابع مستوي السكر في الدم بشكل متكرر يوميا وبناء عليه يستطيع أن يضبط معدلات الأنسولين والجرعات التي يحتاجها وأن يعيش حياة طبيعية تماما. وما هي الغيبوبة الكيتونية ووسائل تخفيض معدلاتها؟ تتمثل أعراضها فى زيادة كبيرة فى كمية البول والشعور بالعطش الشديد وآلام فى المنطقة العليا من البطن وميل للقئ وجفاف فى الجلد واللسان واضطراب فى التنفس أو تظهر رائحة اسيتون فى الفم، والمعدلات في مصر من 40 إلي 50 % يشخص السكر فيها في المراحل المتأخرة والتي يكون فيها الغيبوبة كيتونية لذا من الأهمية ملاحظة الأم لهذه الأعراض وأن تقوم فورا بتحلل نسبة السكر في الدم فإذا وصل ل200 أو أكثر فهنا يكون مصابا بالسكر وتلزم متابعته والحل المناسب هو البدء فورا في العلاج بالأنسولين لأن كثير من الأهل يطلبون من الأطباء تأجيل العلاج بالأنسولين اعتمادا علي معتقد أن زيادة نسبة السكر نتيجة تناول طعام أو سكريات أو مروره بحالة نفسية سيئة وهذا اعتقاد خاطئ فبمجرد تأكيد التحليل إصابة الطفل بالسكر لابد أن يتم فورا علاجه بالأنسولين والاستمرار عليه مدي الحياة منعا لحدوث الغيبوبة. وما هي نظم العلاج لغير القادرين والمشكلات والعقبات التي تواجهونها في وحدة السكر بأبو الريش؟ الوحدة متعاقدة مع هيئة التأمين الصحي ولكن الغير قادرين يتم علاجهم مجانا طوال إقامتهم في المستشفي لكن تأتي المشكلة بعد الخروج لأن الطفل يحتاج للعلاج بالأنسولين مدي الحياة وكذلك شرائط السكر بما يمثل عبء مادي علي الأسرة وعلي الدولة وعلي التأمين الصحي لكن دائما تكلفة الشرائط تكون قليلة جدا أمام ما سيتم إنفاقه في حالة إصابة الطفل بمضاعفات السكر التي تؤثر علي كل أعضاء الجسم. وهل تؤثر هذه المضاعفات علي مستواه الدراسي؟ بالطبع لا تؤثر لأن توفير الأنسولين وشرائط تحليل السكر والالتزام بالتعليمات الطبية سيمنحنا فرد منتج بالمجتمع لأن الطفل مريض السكر ليس معاقا بل يعاني من مجرد نقص ما يمكن تعويضه وبعدها يمكنه متابعة حياته بشكل طبيعي وهو أيضا يكون رياضي ناجح ومتفوق دراسيا ويصل لأعلي الكليات ولكن ليتمكن من ذلك لابد من امتلاكه الأدوات التي تسهل له السيطرة علي السكر والتحكم فيه من جرعات الأنسولين وجهاز قياس السكر ومتابعة نسبة السكر بالدم باستمرار من خلال شرائط جهاز السكر والحقيقة أن التأمين الصحي يغطي بعض أنواع الأنسولين وبعض أنواع شرائط السكر وتغطية جزئية لبعض الحالات لكن زيادة أعداد الأطفال أكبر من الميزانية. وما عي العقبات التي تواجه الوحدة؟ أكبر عقبة تواجهنا هي حالات الغيبوبة الكيتونية لأنها تستدعي إجراء تحاليل غازات بالدم متكررة في أول 24 ساعة وهذا تحليل مكلف فضلا عن تحليل السكر في الدم كل ساعة لأول 48 ساعة وهناك دعم من التأمين الصحي وهيئة المستشفيات لكن نحتاج دائما أن يكون هناك فائض من الشرائط لمنحها للأطفال بعد خروجهم من المستشفي بحيث يكون الطفل في الأمان وهناك أيضا حالات هبوط السكر الناتج عن ارتفاع الأنسولين فهناك أطفال يصابوا بهبوط شديد ويحتاجون لحقن معينة وتحليل متكرر بواسطة الشرائط. وما الخدمات الأخري التي تقدمها وحدة سكر الأطفال بمستشفي أبو الريش؟ الوحدة تعالج فائض أو نقص في الهرمونات الجنسية مثل نقص هرمون الذكورة أو التأنيث أو النمو المفرط للشعر، وعلاج قصر القامة بسبب نقص هرمون النمو وعلاج اضطرابات الغدة الدرقية ومرض القصور النخامي الشامل أو القصور الهرموني الشامل.