أعلنت منظمة الصحة العالمية ضرورة التطعيم ضد بكتريا المكورات الرئوية المتسببة للالتهاب الرئوي نظرا لأنه وسيلة ناجحة للوقاية من الإصابة بالالتهاب الرئوي، ويعد التطعيم في المطلق أحد أنجح وسائل الوقاية الصحية وأكثرها اقتصاداً في التكلفة حيث يساهم في تفادي 2 الى 3 مليون حالة وفاة كل عام بين الناس من مختلف الأعمار.. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المنعقد بالشركة القابضة للمستحضرات الحيوية و اللقاح (فاكسيرا) بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الالتهاب الرئوي والاستعدادات لموسم الشتاء و الوقاية من أمراضه . ومن جانبه أوضح الدكتور أحمد البليدى أستاذ طب الأطفال كلية طب جامعة القاهرة أن بكتريا المكورات الرئوية تعتبر من أكثر أسباب الالتهاب الرئوي الجرثومي لدى الأطفال، وهذا المرض تسببه عدة جراثيم سواء كانت فيروسات او بكتيريا، و التي تتواجد عادة في الجهاز التنفسي العلوى للطفل الذى يشمل الأنف و الحلق، و تنتشر من الأنف و الحلق إلى الرئة لتسبب الالتهاب الرئوي. وأضاف بأن المرض ينتقل من طفل لآخر عن طريق الرذاذ المتطاير الناجم عن السعال، و تكون أعراضه الشائعة هي سرعة التنفس أو صعوبته، السعال، الحمى، نوبات الارتعاد، فقدان الشهية ، وأزيز التنفس ويعد العرض الأكثر شيوعاً في أنواع العدوى الفيروسية، فيما يعتمد علاج الالتهاب الرئوي البكتيري أساساً على تناول المضادات الحيوية، و يمكن علاج بعض حالات الالتهاب الرئوي التي تصيب الأطفال بفاعلية في المنزل إلا أن كثير من الحالات تحتاج الى علاج داخل المستشفيات و المراكز الطبية و خاصة الأطفال الرضع و الأطفال دون سن الثانية. وأشار الى انه يمكن وقاية الأطفال بنسبة كبيرة من الإصابة بالالتهاب الرئوي المتسبب عن بكتريا المكورات الرئوية وتجنب مضاعفاته - التي قد تصل الى الوفاة - عن طريق التطعيم، من خلال 4 جرعات أساسية عند بلوغه عمر شهرين، و 4 شهور، و 6شهور، أما الجرعة الرابعة ما بين 12 و 15 شهر. و من جانبه، أكد الدكتور طارق صفوت - أستاذ الأمراض الصدرية كلية طب جامعة عين شمس ورئيس الجمعية المصرية العلمية لأمراض الشعب الهوائية – على أهمية التطعيم ضد المكورات الرئوية لتجنب المخاطر الصحية المرتبطة بالأمراض التي يسببها. وأشار الى أن المكورات الرئوية قد تتسبب في الإصابة بمجموعة من الأمراض المعدية الخطيرة من بينها التهاب الرئة والتهاب السحايا، وتنتقل تلك الأمراض عن طريق الرذاذ التنفسي الذى يخرج من الأنف أو الفم و الذي يحتوى على بكتريا المكورات الرئوية. وأضاف أن كبار السن الذين تجاوزوا ال 65 عام، والبالغين المصابين بأمراض مزمنة مثل السكر من النوع الثاني، وسرطانات الدم الخبيثة، أو الذين خضعوا لعمليات زرع الأعضاء، أو المصابين بالأمراض الكلوية والرئوية المزمنة، كل هؤلاء قد يكونوا الأكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض المكورات الرئوية، ولذلك لابد من اتخاذ الإجراءات الاحتياطية الوقائية المتعددة كالتطعيم الذى أصبح يشمل جميع الأعمار من سن شهرين و حتى فوق 50عاماً، لافتاً الى أن مرض الالتهاب الرئوي يعد السبب الأكثر شيوعاً لدخول المستشفيات. ويقول الدكتور مصطفى المحمدي - مدير عام التطعيمات بالمصل و اللقاح - أنه على الرغم من أن العدوى الفيروسية هي الأكثر انتشارا في فصل الشتاء، إلا أن معظمها يمكن شفائها باتباع علاج بسيط ، ولكن تبقى المشكلة الحقيقية في التهابات العدوى البكتيرية والتي تحدث كمضاعفات عقب العدوى الفيروسية أو كالتهاب بكتيري من البداية. وأضاف بأن خطورة العدوى البكتيرية في الجهاز التنفسي تكمن في أن الالتهابات المترتبة عليها تعد من أكثر الأمراض المعدية خطورة حيث يأتي ترتيبها في المركز السادس بين الأمراض المعدية المؤدية للوفاة حسب تقارير المركز العالمي لمكافحة الامراض المعدية. لافتا الى أن أشهر أمراض الجهاز التنفسي البكتيرية هو مرض "الالتهاب الرئوي"، و من المعروف ان اكثر الميكروبات البكتيرية المسببة له هو ميكروب "أستريبتوكوكس نيمونى" المسئول عن الإصابة بمعظم حالات الالتهاب الرئوي بجانب النزلات الشعبية و انتكاسات السدة الشعبية المزمنة، وهنا تكمن اهمية التطعيم الذى يحمي من 13 سلالة مسببة للالتهاب الرئوي لجميع الاعمار ضد ميكروب "أستربتوكوكس نيمونى" المسئول عن معظم حالات الالتهاب الرئوي، و نظرا لذلك فان هذا التطعيم لا يقتصر فقط علي الأطفال بل امتدت الأبحاث لتثبت اهمية التطعيم لجميع الأعمار لتزايد احتمالية التعرض للمضاعفات المباشرة و غير المباشرة عند الإصابة بالالتهاب الرئوي