على الرغم من أن "الشاباك" هو أصغر الأجهزة الاستخبارية إلا أنه يعتبر أكثر الأجهزة الأمنية حضورًا وتأثيرًا في عملية صنع القرار السياسي والعسكري في دولة الاحتلال الإسرائيلي، ولا يمكن مقارنة تأثيره الطاغي بتأثير أي جهاز أمني آخر في الدولة العبرية. يتبع مباشرة مكتب رئيس الوزراء، وهو صاحب صلاحية تعيين رئيس كل جهاز منهما. يتكون هذا الجهاز من بضعة آلاف من العناصر، ويتخصص في محاربة حركات المقاومة الفلسطينية، والسعي لإحباط عملياتها ضد دولته. يكلف "الشاباك" بوقاية الأمن داخل دولة الاحتلال، ومنع أي تحركات معادية داخلها، وكشف الأنشطة التجسسية لذا فهو يلعب دورًا بارزًا في تصفيات واعتقالات وأعمال تنكيل وحشية بغرض إخضاع الفلسطينيين وإجهاض انتفاضاتهم، يتولى الشاباك المسؤولية عن عمليات الاعتقال في صفوف نشطاء المقاومة، كما يقوم الجهاز بجمع معلومات حول إسرائيليين مرشحين لمناصب ووظائف حساسة، ويعمل فيه آلاف من الوكلاء السريين الموزعين في أنحاء دولة الاحتلال، ومعظم أعماله سرية، وتتم مساءلة القائمين عليه من خلال لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست في حالات دقيقة وحرجة. ويكلف أيضًا الشاباك بجمع معلومات استخبارية من المعتقلين، ومن مصادر موثوقة حول أنشطة المقاومة، وهذا النوع من المعلومات أكثر دقَّة من تلك التي يجمعها العملاء؛ نظرًا لأن الذين يتمّ التحقيق معهم هم نشطاء في حركات المقاومة وقد يلجأ الشاباك إلى اعتقالات احترازية، حيث يتمّ احتجاز الكثير من الشباب الذين تدور حولهم الشبهات دون أن تكون ضدّهم أدلة قاطعة، فإذا ما توفَّرت ضدَّهم مثل تلك الأدلة يتمّ التحقيق معهم، وتقديمهم للمحاكمة. يضم جهاز الشاباك عدة أقسام متخصصة، هي: القسم العربي: وهو أكبر أقسام الشاباك وهو مسئول عن اكتشاف خلايا ومنظمات معادية داخل المجتمع العربي في الكيان الصهيوني. هناك أيضا قسم مكافحة التجسس ومنع الاختراقات: ويعرف أيضًا باسم القسم اليهودي أو القسم غير العربي، وتراجع حجم هذا القسم بعد سقوط الاتحاد السوفيتي كونه متخصصًا بمكافحة التجسس اليهودي عمومًا وخلال الحرب الباردة خصوصًا. فضلا عن قسم الحماية: ويضم الوحدة الرسمية لحماية الشخصيات والوفود، وهي المسئولة عن حماية المطارات وطائرات الركاب والسفارات الصهيونية. بجانب ذلك هناك قسم التحقيقات: مسئول عن التحقيق مع المعتقلين داخل أقبية التحقيق الخاصة بالجهاز. أما القسم التكنولوجي فهو مسئول عن تطوير وسائل تكنولوجية لمكافحة "الإرهاب" وجمع المعلومات. هناك أيضا الهيئة الحكومية لحماية المعلومات والتى أقيمت بناءً على قرار حكومي إسرائيلي صدر عام 2002، وترتبط مباشرة بجهاز الشاباك، وتمتلك صلاحية توجيه الأوامر والتعليمات لهيئات وجهات تمتلك منظومات معلوماتية حساسة، مثل: مكتب رئيس الحكومة، ووزارة المالية، ووزارة الداخلية، وبنك إسرائيل، وغيرها. و"الشاباك" يدعى أحيانا "بالشين بيت"، اختصارًا لاسمه العبري "شيروت بيتحون كلالي" الذي يعني جهاز الأمن العام والذى يتولى قيادته يورام كوهين.