تناقلت وسائل الإعلام المصرية في الأيام الماضية خبر وفاة رئيس المخابرات المصرية السابق عمر سليمان وحاولت ربطه بمقتل شخصيات أخرى قيادية في العالم مثل مقتل وزير الدفاع السوري داود راجحة في حادث تفجير مبنى الأمن القومي في دمشق، وعزل رئيس المخابرات السعودية، ويبدو هذا الربط صحيحا تزامنيا، ولكن الملفت للنظر هو ربط نفس الواقعة بشائعة تناولتها وسائل الإعلام المصرية ومواقع التواصل الاجتماعي وهي مقتل ما يسمى بقائد جهاز المعلومات الخارجية في جهاز الشاباك الاستخباراتي الإسرائيلي وذلك في العاصمة النمساوية فيينا وطرح اسم عوزير شامير وبالطبع اختلف منصبه واسمه من موقع لآخر لكن هذا التداول عارٍ تماما من الصحة للأسباب الآتية:- لا يوجد منصب بجهاز الشاباك الإسرائيلي يسمى قائد جهاز المعلومات الخارجية حيث ان الأجهزة الأمنية الإسرائيلية خاصة المخابراتية والمعلوماتية تنقسم لجهازين أساسين أحدهما داخلي وهو الشاباك وهو جهاز الأمن الداخلي في إسرائيل ويخضع مباشرة لرئيس الحكومة ويدعى أحيانا بالشين بيت (ش ب) اختصارا لاسمه العبري (شيروت بيتحون كلالي) الذي يعني جهاز الأمن العام. ويعتبر الشاباك من أصغر الأجهزة الاستخبارية ويتكون من بضعة آلاف من العناصر، ويتخصص في محاربة حركات المقاومة الفلسطينية والسعي لإحباط عملياتها ضد إسرائيل، ومن مهماته أيضًا جمع معلومات حول الأشخاص المرشحين لمناصب ووظائف حساسة وعلى الرغم من أن الشاباك، هو أصغر الأجهزة الاستخبارية في دولة إسرائيل إلا أنه يعتبر أكثر الأجهزة الأمنية حضوراً وتأثيراً على عملية صنع القرار السياسي والعسكري ولا يمكن مقارنة تأثيره الطاغي بتأثير أي جهاز أمني آخر في إسرائيل. بعد هذا العرض لجهاز الشاباك يبدو للقارئ أن مهمته داخلية بحتة لا علاقة لها بأي استخبارات خارجية فهو إذا يشبه جهاز أمن الدولة المنحل في مصر، وهناك جهاز آخر والذى يختص بالاستخبارات الخارجية وهو جهاز الموساد الذي يهتم بعلميات المراقبة والتجسس الخارجية وإحباط التجسس على إسرائيل ذاتها وهو يشبه جهاز المخابرات المصرية. وأخيرا والذي يثبت أن هذا الخبر عار تماما من الصحة أن الشخص الذي طرح اسمه في تلك المصادر لا أصل له داخل جهاز الشاباك، وأفادت مصادر مطلعة لرصد أن هناك أشخاصا ومؤسسات لهم مصالح خاصة من نسج تلك القصص الخيالية، وإقناع القارئ بها دون أدنى اطلاع أو علم بشخصيات الشاباك الإسرائيلي أو التحقق مما ينشر ويتم تداوله بشكل لافت للنظر، وبشكل عام لم تتناول وسائل الإعلام الإسرائيلية بشتى أنواعها هذا الخبر لا من قريب ولا من بعيد، الأمر الذي يؤكد أن تداول الخبر كان خاطئا وشائعا بشكل دفع لكتابة هذا التقرير لتوضيح تلك الحقيقة وتقديمها للقارئ العربي.
