أزمة "تونسية - ليبية" حادة بسبب تصريحات وزير الإعلام الليبي، عمر القويري، تجاه تونس، ولاسيما رئيس الجمهورية التونسية، الباجي قائد السبسي، بعد أن كتب على صفحته، على موقع التواصل الاجتماعي، إن رئيس الجمهورية الباجي "قائد السبسي "سوف يشتعل ويحترق ويكون رمادا". يذكر أن القويري سبق أن أدلى بتصريحات استفزت الجانب التونسي، لعل أهمها عندما قال في تصريح لجريدة "آخر خبر" إن "حكومة طبرق قد تضطر لفتح سفارة في إمارة الشعانبي، وأخرى في قصر قرطاج"، في إشارة لرفض حكومته سياسة ازدواجية التمثيل الدبلوماسي التي اتخذتها الحكومة التونسية. وأضاف القويري، في الحوار ذاته: "أن الليبيين المقيمين في تونس لا يُقدم لهم أي شيء مجاني، وهم ينفقون على أنفسهم، وبكل كرامة وعزة نفس"، على حد قوله. وكان رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبدالله الثني كان قد اعتذر عن تصريحات وزير الإعلام السابقة، خلال زيارته الأخيرة إلى تونس، ومع ذلك يستمر هذا الوزير في "التهجم" على تونس ورئيسها. ومتابعة لموقف الحكومة التونسية من هذه التصريحات غير المسبوقة في العرف الدبلوماسي، أكد مسؤول في الخارجية التونسية ل"العربية.نت" أن الحكومة التونسية سترد ولن تسكت على هكذا تصريحات، مشيرًاإلى أن تونس "تترفع عن الدخول في جدل مع شخص غير مسؤول". وفي السياق، قال الرئيس التونسي - في تصريحات سابقة:" إن أهم ملف يشغل دبلوماسيتنا هو الوضع الليبي"، وهو ما أكده بوضوح الرئيس السبسي، في حوار أخيرًا مع قناة "الحوار التونسي"، عندما قال : "إن الوضع في ليبيا متشعب ومعقد، وأضر كثيرًا بأمن تونس، وبتوازنات اقتصادها". وشدد على أن تونس منشغلة كثيرا بالوضع في ليبيا، وهي على علاقة بكل الأطراف في شرق ليبيا ،وأيضا في الغرب في إشارة لحكومة طرابلس. وأضاف أن مصلحة تونس هي التي فرضت عليه التعامل مع حكومة طرابلس غير المعترف بها دوليًّا، موضحًا أن هذه الحكومة موجودة على الأرض، وتونس مطالبة بالتعامل معها لحماية أمنها ومصالحها. كماأعلن الباجي قايد السبسي أن أطراف الصراع الليبية طلبت منه التدخل لحل الأزمة الليبية، إلا أنه يرى ضرورة التريث حتى تتوافر الظروف الملائمة لإنجاح أي مباردة تونسية في هذا الشأن.