كشفت الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية أن عشرا من أصل سبع عشرة ولاية سودانية مزروعة بالألغام، وأوضحت أن أعلى نسبة من مخلفات الحرب توجد في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان (التي تشهد حربا مريعة بين حكومة البشير والجبهة الثورية للمعارضة المسلحة) فضلا عن المنطقة الشرقية للسودان. يأتي ذلك في وقت أعلن فيه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة بالعاصمة السودانية الخرطوم، عن فشل وكالات الأممالمتحدة في الوصول إلى 40 ألف نازح بدارفور. وتحارب الحكومة السودانية متمردين في كل من دارفور وجنوب كردفان وجبال النوبة والنيل الأزرق الذين ينادون بإسقاط حكومة البشير بالقوة، ويتهمونها بزرع الألغام. وأكدت الحملة الدولية لحظر الألغام، في منشور صحفي وزع في الخرطوم، تطهير مناطق تقدر مساحتها بنحو 90 مليون متر مربع من الألغام والمتفجرات بدعم من دائرة الأممالمتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام. ومن المقرر أن يقوم السودان -الذي أصبح دولة طرفا في معاهدة حظر الألغام في عام 2004- بإزالة جميع الألغام المستهدفة للأفراد من أراضيه قبل أبريل العام 2014 إلا أنها تمكنت من التمتع بتمديد الموعد النهائي إلى عام 2019 بسبب القتال الدائر في ولايتي جنوب كاردفان والنيل الأزرق بين القوات المسلحة السودانية والحركة. في سياق آخر أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في الخرطوم، أن الوكالات العاملة فى المجال الإنسانى تمكنت من الوصول بطرق مختلفة إلى حوالي 229 ألف نازح من الذين يتلقون مساعدات غذائية من برنامج الغذاء العالمي. وأوضحت في تعميم صحفي أن ذات المؤسسات العاملة، فشلت في الوصول إلى 40 ألف شخص بولايتي شمال ووسط دارفور لإجراء تقييم احتياجاتهم وتقديم المساعدات لهم. وأوضح المكتب في بيان صحفي تحصلت عليه "العرب" أن المنظمات المعنية بتقديم المساعدات الإنسانية في السودان تعاني من عدة إشكاليات أهمها استمرار النزوح والعنف وعدم استتباب الأمن؛ وضعف مناخ حماية المدنيين؛ والقيود المفروضة عليها.