كيف يرى أبناء الرؤساء السابقين المشير أول عبد الفتاح السيسي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية.. ولماذا يرون انه يصلح لحكم مصر فى هذه الفترة الحرجة من تاريخها لاسيما أن من بين هؤلاء الرؤساء السابقين من كان يعد أبنائه لتولى رئاسة مصر من بعده؟. إجابة هذا التساؤل تكمن فى التصريحات التى جاءت على ألسنة أبناء الرؤساء الذين تولوا حكم مصر بدءا من جمال عبد الناصر وحتى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك وهى تصريحات تعبر عن وجهة نظر قائليها مع الأخذ فى الاعتبار أن هؤلاء الرؤساء السابقين ينتمون إلى نفس المدرسة التي ينتمي إليها المشير السيسي وهى القوات المسلحة. وكان السفير محمود كارم المنسق العام لحملة المشير عبد الفتاح السيسي قد استقبل المهندس جمال السادات نجل الرئيس الراحل أنور السادات وذلك لتسليمه التوكيلات الخاصة بترشح المشير لرئاسة الجمهورية والتى وقعها السادات هو وأفراد أسرته وحرص على تسليمها بنفسه إلى المنسق العام وأيضاً لينقل له تأييد عائلة الرئيس الراحل لترشح المشير. وقال السادات خلال اللقاء.. السيسي وأنه هو الوحيد الذي يملك الفرصة لتوحيد جميع المصريين في المرحلة القادمة، وأكد السادات أن صوته هو وأسرته للسيسي، وأنه يعلم أن هناك توجهات دولية ضد المصلحة العربية، ومصر وحدها هي القادرة على مجابهة هذا المخطط. وكان المهندس جمال السادات نجل الرئيس الراحل محمد أنور السادات قد قال فى تصريحات سابقة أن مصر فى حاجه إلى رجل قوى يعلى مصلحتها عن مصلحته الشخصية فى هذه المرحلة من تاريخها مشيرا إلى أن ما لمسه من المشير السيسى يؤكد أنه رجل قوى مؤمن يراعى ضميره ياخذ القرار الصحيح ويتحمل نتيجته برغم انه قرار صعب قد يكون بداخله مضاد لما تعلمه، لكنه وجد فيه المصلحة العليا للبلد فاتخذه دون تخوف لما قد يترتب عليه له. وقال: السيسى يمتلك مقومات الزعامة كما انه رجل تقى جدا لذا ارتاح له واحترمه واثق فى قراراته. وحول رؤيته للمشير السيسى وما إذا كان خليفة للزعيم الراحل عبد الناصر أم لا قال "عبد الناصر عمل بضمير مخلص لصالح مصر، ولكل رئيس أخطاءه، أما السيسى فهو رجل بن بلد وبيحب مصر، التاريخ هو من سيحكم".. موضحا أن الوقت حان لإعلاء مصلحة البلد والنظر إليها برحمة فمنذ 25 يناير 2011 والاقتصاد المصرى فى تدهور ومازال لم يتعافى. أما رقية السادات نجلة الرئيس الراحل محمد أنور السادات فقد سبق وأن عبرت عن سعادتها بتكريم الجيش بقيادة المشير عبد الفتاح السيسي، لوالدها هذا العام في ذكرى مرور 40 عامًا على احتفالات حرب أكتوبر، لافتة إلى أنها شعرت بحزن شديد أثناء الاحتفال بالمناسبة في عهد الرئيس المعزول، محمد مرسي، بقولها: «حزنت جدًا جدًا".». وقالت رقية إن الشعب المصري أدرك للمرة الأولى منذ 32 سنة قيمة والدها الراحل بفضل القيادات الجديدة للجيش المصري، واصفة عبدالفتاح السيسي بأمل مصر في الوقت الحاضر. واستنكرت ابنة الرئيس السادات حضور قتلة والدها احتفالات أكتوبر العام قبل الماضي بدعوة من الرئيس السابق محمد مرسي واصفة هذه الاحتفالات بالفجور -حسب قولها- لافتة إلى أن هذه الاحتفالات جددت أحزانها على والدها بتكريم قتلة السادات على بعض أمتار قليلة من قبره. وأشارت رقية السادات بعد ذلك لأهمية أن يتصف الرئيس القادم لمصر بحب مصر والتفاني في حبها، مؤكدة أن هذه المواصفات تنطبق على عبدالفتاح السيسي. أما الدكتورة هدى عبد الناصر نجلة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فقد سبق وأن وجهت رسالة مفتوحة لعبد الفتاح السيسي عندما كان وزيرا للدفاع فى شكل مقال نشر فى احدى الصحف دعته فيه إلى ترجمة ثورة 30 يونيو إلى واقع وتولى مسئولية إدارة الدولة وخوض غمار العمل السياسى حيث قالت "كان نزولك على رغبة الجماهير بتغيير نظام أثقل على الشعب المصرى لمدة عام واحد فقط؛ لهو حدث تاريخى عظيم. لقد أهمل حكم الإخوان الاقتصاد المصرى؛ وبالتالى تسبب فى مزيد من الفقر والمعاناة، كما فشل فى توفير الأمن للمواطنين الأبرياء؛ مما زعزع الاستقرار المطلوب للتقدم الاقتصادى". وتابعت.. "ما أعنيه هو أن تتقدم بثقة إلى العمل السياسى وترشح نفسك فى الانتخابات الرئاسية، وتأكد أن الثلاثين مليونا الذين خرجوا فرحين منبهرين يؤيدونك يوم 26 يوليو، سيعطونك أصواتهم فى صناديق الاقتراع؛ فإن المواقف والمبادئ هى التى تصنع القادة". وأضافت.. "أتدرى أنك حققت فى أقل من شهرين ما لا يستطيع السياسيون أن يحققوه فى عشرات السنين؟! ألا وهو التأييد الشعبي الكاسح.. انظر إلى المعارضة المصرية؛ إنها مفككة، وزعماؤها ليسوا على مستوى هذه اللحظة الفارقة العظيمة التى تعيشها مصر". وطالبت هدى عبد الناصر السيسي بألا يلقى بالا إلى الذين يتكلمون عن الحكم العسكرى ويقولون: كفانا ستين عاما من البدلة العسكرية واصفة إياهم بأنهم مغرضون ومغالطون!. موضحة أن جمال عبدالناصر وضع منذ بداية ثورة 23 يوليو 1952 مبدأ وهو عدم تدخل الجيش فى السياسة، وأن من يرغب من الضباط الأحرار فى أن يعمل بالسياسة فعليه أن يخلع البدلة العسكرية، وقد تحقق ذلك فعلا بالممارسة وعندما تم إقرار الدستور فى 16 يناير 1956 قام جمال عبدالناصر بحل « مجلس قيادة الثورة»، وبعد ترشحه لرئاسة الجمهورية فى نفس العام، انتفت عنه صفة العسكرية، وأصبح النظام مدنياً.. ولقد أثبت التاريخ مدى حنكته السياسية فى المواقف الفاصلة فى تاريخنا القومى؛ مفاوضات الجلاء فى 1954، القضاء على احتكار السلاح والتوجه للشرق فى 1955، الانتصار على العدوان الثلاثى وإدارة المعركة السياسية والإعلامية بكفاءة شهد لها الجميع، التصرف على مستوى قومى عربى أثناء أزمة الانفصال فى 1961، بناء تنظيم سياسى شعبى فتح المشاركة لجميع الطبقات، إعادة بناء الجيش المصرى بعد هزيمة 1967 فى فترة وجيزة فى عمر الجيوش؛ من 11 يونيو 1967 إلى 28 سبتمبر 1970. وفى إطار تأكيدها على فكرتها استشهدت هدى عبد الناصر باثنين من أعظم السياسيين فى العالم، وهما الجنرال ديجول والجنرال آيزنهاور.. موضحة أن ديجول رجل عسكري فرنسي اشترك فى الحرب العالمية الأولى، وأنشأ المقاومة الفرنسية فى الحرب العالمية الثانية، ثم اعتكف بعد فترة حكم قصيرة من 1944 إلى 1946، ومع ذلك فعندما مرت فرنسا بظروف سياسية صعبة داخليا، ومعارك يائسة فى الجزائر، قام الجيش بانقلاب فى مايو 1958 وهرع جنرالات فرنسا إلى القائد المخلص ديجول، الذى أنقذ بلده من الانهيار المروع. وتابعت.. كان حكم ديجول ناجحا بكل المعايير؛ غير الدستور وشكل الحكم، حقق لفرنسا الاستقرار وبالتالي التقدم الاقتصادي الذى نقلها إلى مستوى ألمانيا، خلق لبلده صورة مشرفة فى العالم. كل ذلك بالمبادئ التى أرساها خلال أحد عشر عاما من حكمه التاريخى حتى عام 1969. أما الجنرال آيزنهاور - وكما أشارت هدى عبد الناصر - فقد كان قائدا عسكريا أمريكيا أثناء الحرب العالمية الثانية، ثم رشح نفسه للرئاسة بعد الحرب، وكان أيضا سياسيا بارعا وعلامة بارزة فى التاريخ الأمريكى. واختتمت هدى مقالها موجهة حديثها للسيسي "إنني أدعوك بصفتى الشخصية والعلمية- كأستاذ علوم سياسية- أن تتقدم وتتحمل المسؤولية التى وضعك القدر أمامها، ولا تلقى بالاً للدعايات المغرضة؛ فتلك فرصة فى التاريخ لا تتكرر كثيراً ولا تملك القرار فيها وحدك، وإنما الفيصل هو الشعب صاحب الكلمة العليا". أما المهندس عبد الحكيم جمال عبد الناصر فقد أكد أن عبد الفتاح السيسي امتداد لوالده، لأنه قام بكسر طوق التبعية لأمريكا التي طوقت جماعة الإخوان به مصر".. موضحا أن السيسى هو الوحيد الذى أُطلق عليه "حبيب الملايين" بعد جمال عبدالناصر. وأوضح أن جمال عبد الناصر لو كان موجودًا لاتخذ نفس قرارات السيسى، وانحاز للشعب المصرى، وعمل على تحقيق أهداف ثورتى يناير ويونيو.. موضحا أن "السيسى يستطيع أن يستكمل الفكر الناصرى، والطريق الذى بدأه الرئيس الراحل". وأضاف «عبد الناصر»: «أتمنى أن يقود مصر في الفترة المقبلة، السيسي بعدما رأينا ما قام به الرئيس المخلوع محمد مرسي، والذي جاء مدنيًا ولم يقدم جديدًا لمصر وضيّع البلد". وأشار إلى أن عبد الفتاح السيسى كان بصيص النور والأمل الذى انحاز لثورة الشعب المصرى وأخرجه من النفق المظلم الذى كان الإخوان سيدخلون مصر فيه، مشيرًا إلى أنهم طالبوا اليوم السيسى بالترشح للرئاسة ورد بأنه لا يريد لكنهم أكدوا أننا فى لحظة فارقة وهى التى ستحكم فى ذلك.