ثلاثة أنظمة مروا علي الإذاعة المصرية كل منها يختلف عن الأخري فالنظام المباركي كان يوجد به العديد من المحاذير التي تحيل بين الإعلام والحيادية وبالرغم من ذلك كان يتم التحايل بشياكة علي تلك المحاذير، لإنتاج إعلام متوازن يعرض الرأي والرأي الآخر، بشرط ألا يتطاول طرف علي الآخر. أما النظام الإخواني فكان دائما يرغب في أخونة الاذاعة وعرض رؤيا أنصاره دون الاهتمام بآراء الآخرين. أما فترة ما بعد 30 يونيه الجميع يشعر فيها بحرية، تامة فلا أحد يتدخل في السياسات الإعلامية، ولا توجد قوائم بيضاء أو سوداءهذا ما أكده الإذاعي القدير، مجدي سليمان، رئيس شبكة البرنامج العام، خلال حواره مع «الموجز» والذي نفي ما يتردد بشأن مخاصمة المستمع المصري، للإذاعة وبالأخص البرنامج العام، مؤكدا أن مروج هذه الشائعات، يجهل بأمور الإعلام، ولم يطلع علي آخر إحصائيات، أجرتها الأمانة العامة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، والتي أوضحت أن البرنامج العام، يأتي في المرتبة الثانية، بعد إذاعة القرآن الكريم، في نسب الاستماع، أي أن البرنامج العام يتفوق علي إذاعات أخري خاصة. وأما بالنسبة لطبيعة المنافسة مع إذاعات أخري، فقال سليمان: إن الإذاعات الأخري، تساير الركب الشبابي الحالي، حيث تلجأ بعضها لإذاعة عدد من الأغنيات التي لا ترتقي لمستوي الطرب الجيد، والذي نمتنع عن إذاعتها علي شبكة الإذاعة المصرية، خاصة أن الإذاعة دائما ما تعرف بأنها الفلتر الحقيقي للأداء المتميز، وأن أي أداء إعلامي، أو فني، دون المستوي، لا مكان له علي الشبكة، لافتا إلي أن البرنامج العام، يلتزم بإذاعة الأغنيات والأعمال الفنية، المصرح بها من قبل لجان الاستماع، لطبيعة مستمع الإذاعة المصرية، بوجه عام، والبرنامج العام بصورة خاصة، وبسؤاله عن إمكانية إذاعة بعض أغنيات المهرجانات التي ظهرت علي الساحة مؤخرا، وارتبط بها عدد من الشباب، علي شبكة البرنامج العام في الفترة الصباحية، أو الأمسيات الفنية، نفي سليمان، ذلك جملة وتفصيلا، قائلا: لن يحدث هذا أبدا، ولو بعد 100 سنة قادمة، حتي وإن كانت تلك المهرجانات ستجلب معها المليارات، حيث إن طبيعة الإذاعة وجمهورها، يمنعان من إذاعة ماهو دون المستوي، حيث تعاهدت الإذاعة، مع مستمعيها منذ أمد طويل، علي احترام ثقافته وعاداته وتقاليده التي نشأ عليها، وألا تخالف هذا العقد حتي وإن بلغت عثراتها ذروتها، وفي حالة مخالفة بنود هذا العقد، - لاقدر الله-، فلن يقبل المستمع، ولن يسمح بأي نصوص للخروج عن بنود العقد، كما أن البرنامج العام، ليس شبكة فنية، لكنها متنوعة، وبها توازن في طبيعة البرامج التي يتم تناولها علي مدار أيام الأسبوع. أما عن طبيعة المستمع الذي يلتزم باستماع البرنامج العام، فقال سليمان، إن مستمع الشبكة، تربطه بها العديد من الخدمات التي لا يمكن لأحد الاستغناء عنها، خاصة أن الفترة الصباحية لها طابع خاص، والتي تحتوي علي مواد ثرية، حيث إنه يتم عرض العديد من الخدمات والمعلومات الضروية والواجب توافرها للمواطن قبل الذهاب إلي عمله، كأن يتعرف علي أحوال الطقس، وأحوال الحركة المرورية في ميادين مصر، لمعاونته في سلك الطرق التي تبتعد عن الارتباك المروري، للوصول الأسرع إلي المكان الذي يبحث عن الوصول السريع له، كما أنه أيضا يحتاج أسعار العملات وكذا الذهب، وأحوال البورصة، ومواعيد القطارات، ومباريات كرة القدم، كل هذا تقدمه الشبكة، فضلا عن أن الفترة الصباحية أيضا تتضمن إذاعة أهم الأنباء التي حدثت داخل البلاد، وخارجها، خلال فترة الليل، والتي لم يدرك المستمع عنها شيئا، وأضاف أن شبكة البرنامج العام، ملك للمستمع والمواطن المصري، بصفة عامة. وبسؤاله عن الخريطة البرامجية المقترح تقديمها للمستمع المصري، قال إن هناك العديد من البرامج التفاعلية، التي تجذب المستمع للتفاعل مع الإذاعة، ومنها السياسية، والخدمية، كما أن هناك أنواعا أخري تعتمد علي مواقع التواصل الاجتماعي، وأوضح أنه منذ أن تولي رئاسة الشبكة، وتم بحث إمكانية تطوير الأداء الإعلامي للعاملين داخل الشبكة، وتم الاتفاق علي التطوير باستحداث عدد من البرامج التي أثرت الحياة الإذاعية، فضلا عن الاهتمام وتحديث أخري قديمة. وأضاف رئيس شبكة البرنامج العام، أنه يتم الاعتماد بصورة كبيرة علي الفترات المفتوحة التي تظهر تفاعلا مع المستمع عن طريق التواصل الاجتماعي ومكالمات التليفون، حيث يكون المستمع علي تواصل دائم يوضح مدي استماع واهتمام المستمع بالإذاعة، موضحا أنه تم تخصيص يوم السبت للحديث عن ملف شباب العلماء، حيث يتم عرض أهم وأحدث الابتكارات التي يتوصل إليها مجموعة من الشباب المتميز في مراحل عمرية مختلفة، كما أن الفترة تهتم أيضا بالبحث عن ممولين لتبني تلك الابتكارات، قدر المستطاع، كما يتم الحديث عن الملف الصحي، يوم الأحد، حيث تتناول الإذاعية، وفاء فاضل، خلال البرنامج أهم المشكلات التي تتعلق بالصحة العامة للمواطن، وعرض استغاثاته ومشكلاته التي تؤرقه علي المسئولين، كما أنه تم تخصيص يوم الإثنين، لمناقشة الملف القانوني، والمشاكل القانونية، التي يتم عرضها، من خلال المستمعين، وعرضها علي المختصين، لإنهائها بشكل قانوني يحفظ للمتضررين حقهم الذي يكفله القانون، وأضاف سليمان، أنه يتم تناول بعض القضايا السياسية المطروحة علي الساحة، من خلال الفترة التي يقدمها الإذاعي، عبدالله حامد، من خلال استضافة عدد من المحللين السياسيين، والأساتذة المختصين في هذا المجال، وفي يوم الأربعاء، يتم عرض العديد من المشكلات، وأهمها الإسكان، ومعاناة الشباب، في العثور علي مسكن ملائم، كما أنه يتم تناول أهم القضايا والسبل اللازمة لعبور المحنة التي تعيشها مصر، في الملف السياحي، خلال الفترة التي يتم تقديمها يوم الخميس، كما يتم إجراء عدة لقاءات مع المرشدين السياحيين، وممثلي وزارة السياحة، وأوضح أنه بالنسبة ليوم الجمعة، فالأمور تختلف، حيث تأخذ برامج الشبكة الوازع الديني، حيث تتم استضافة عدد من علماء الأزهر لتناول أهم القضايا الدينية من خلال المنهج الإسلامي الوسطي، بعيدا عن التعصب الديني، الذي يخلق نوعا من الكراهية بين الوسيلة الإعلامية والجمهور، موضحا أن هذه الفترة يقدمها الإذاعي، مصطفي طعيمة، كما أنه يتم تقديم فترة أخري تخص الأطفال، ويتم خلالها عرض أهم المشكلات التي يعاني منها الطفل ولأن سليمان، عاصر نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، والمعزول، محمد مرسي، والمؤقت، عدلي منصور، رئيسا للشبكة، فسألناه عن طبيعة العلاقة بين الأنظمة الثلاثة التي عاصرها، والشبكة، فقال إنه خلال عهد المخلوع، كانت هناك محاذير من استضافة بعض رموز المعارضة، وأنه كان يتم التحايل علي تلك المحاذير، لإنتاج إعلام متوازن يعرض الرأي والرأي الآخر، شريطة ألا يتطاول طرف علي الآخر. وأما في عهد المعزول، فكان ممثلو وأنصار جماعة الإخوان المسلمين، يعترضون علي طبيعة البرامج والضيوف الذين تستضيفهم الشبكة، وكنا نطلب منهم عرض رؤاهم كيفما يشاءون، حتي يتم عرض الرأي والرأي الآخر، أمام الجمهور الذي تترك له حرية الاختيار، وتشكيل فكره كيفما يشاء. وأما بالنسبة للفترة التي تدار فيها البلاد، في عهد الرئيس المؤقت، فالجميع يشعر بحرية، تامة فلا أحد يتدخل في السياسات الإعلامية، ولا توجد قوائم بيضاء أو سوداء، بأسماء الضيوف أو الملفات المسكوت عنها، خاصة وأن المواطن البسيط، ارتفعت نسبة درايته بالقضايا السياسية، أكثر مما كانت عليه خلال السنوات الماضية، وعندما تحاول الوسيلة الإعلامية، حجب بعض القضايا عنه، فهي الخاسرة، خاصة أنه تعددت قنوات الحصول علي المعلومات بشكل أسرع. وبسؤاله عما أشيع عن أخونة البرنامج العام، وتحكم النظام المعزول، في السياسة الإعلامية، نفي سليمان ذلك، مؤكدا أن هناك التزاما فالإذاعي طالما جلس أمام الميكروفون، فعليه أن يخلع الرداء الحزبي، والانتماءات الفكرية، للوقوف في منطقة متوسطة بين كافة التيارات، لافتا إلي أن دوره يقتصر علي قناة لنقل المعلومة، وعليه ألا يعبر عن رأيه أو يفرضه علي الجمهور، وأضاف أنه توجد لجان لمتابعة الأداء الإعلامي، وعندما يتم ضبط وقائع للخروج عن النص المعتدل، فهناك إجراءات حاسمة تنتظر المخالفين.