من خلالها عرف الناس اعلام التلاوة والمبتهلين,وكذلك اعلام الفكر الاسلامي,قدمت تراثا هائلا من الفتاوي والارشادات والنصائح للناس في المعاملات والعبادات والعقيدة. متخذة من وسطية الاسلام منبرا لها ومنهاجا في الدعوة الي الله تعالي داخل وخارج مصر,كما انها تعد رافدا اساسيا ومعينا صافيا للثقافة الاسلامية الصحيحة المستقاة من كتاب الله تعالي وسنة نبينا محمد صلي الله عليه وسلم, إنها شبكة اذاعة القرآن الكريم التي بدأت بث إرسالها في الخامس والعشرين من يناير عام1964 اي منذ نحو تسعة واربعين عاما,وكانت مدة الإرسال علي فترتين صباحية ومسائية,وهي أول إذاعة متخصصة في الإعلام الديني والسنة النبوية المطهرة,وقدمت في بدايتها المصحف المرتل بصوت الشيخ محمود خليل الحصري, وأضافت بعد ذلك المصحف المجود بصوت أعلام القراء, وظهرت بعد ذلك برامج تفسير القرآن والفتاوي, والسنة النبوية,وأحاديث شيوخ وعلماء الأزهر الشريف, وفي31 مايو عام1994 ميلادية امتد إرسالها ليغطي اليوم كله24 ساعة يوميا. تعاقب علي رئاستها منذ نشأتها وحتي الآن نجوم من الإعلاميين الكبار وهم: الشاعر محمود حسن إسماعيل وكامل البوهي وعادل القاضي ومحمد الشناوي وعطية السيد وعبدالصمد دسوقي وهاجر سعدالدين وإبراهيم مجاهد,وأخيرا محمد عويضة رئيس الشبكة الحالي,الذي أكد في حواره للاهرام ان من يتهم اذاعة القران الكريمبالأخونة فعليه بتقديم الدليل علي ذلك,مشيراالي ان اذاعة القرآن الكريم هي اذاعة كل المصريين بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم,وقال:إننا نقف علي مسافة واحدة من كل التيارات الموجودة علي الساحة حاليا, واليكم الحوار: في البداية سألناه:ما هو موقف الإذاعة من المشهد السياسي؟وما حدود السياسة في برامجكم؟ قال:نحن في إذاعة القرآن الكريم لنا منهج وهدف نتحدث من خلالهما عن الدين والقيم والأخلاقيات والمعاملات لتوعية جمهور المستمعين فقط وخدمة علوم القرآن الكريم وأهله, ولادخل لنا بالسياسة سواء من قريب او من بعيد. أين انتم من التيارات المختلفة سواء كانوا سلفيين اواخوان اوصوفية او ليبراليين,الموجودين حاليا علي الساحة؟ في الحقيقة نحن علي مسافة واحدة من كل التيارات, فإذاعة القرآن الكريم كالإمام الذي يصلي خلفه كل مسلم,فلسنا مع احد اوضد احد,فكلهم مصريون,ونتمني من الله العلي القدير ان يحدث الوفاق والتوافق الوطني بين الجميع حتي يحل الاستقرار والامن وتعبر مصر ازمتها ويشعر الكل بالأمن والأمان. .. وكيف تردون علي من يقول بأخونة الإذاعة؟ أنا لاأحب الكلام المرسل ولاألتفت الي الشائعات والأحاديث المغلوطة,وأقول لمن يروج الي ذلك أين الدليل علي ما تقول,وماهي مؤشرات ذلك,سواء في نوعية البرامج,او توجه الاذاعة. اين انتم من هموم وقضايا الناس والمجتمع؟وكيف تتواصلون معهم؟ من البرامج التي تم استحداثها في اذاعة القرآن الكريم اخيرا,هي فترة البث المباشر,وهي فترة مفتوحة مع جمهور المستمعين,للرد علي استفساراتهم مباشرة,وذلك علي فترتين,واحدة في الصباح والأخري في المساء. فالفترة الصباحية بعنوان غذاء الروح لمدة ساعتين يوميا ويتم فيها فتح الاتصالات التليفونية علي الهواء مباشرة مع الجماهير لتلقي مداخلات واسهامات المستمعين والمشاركة مباشرة في الموضوعات المطروحة خلال هذه الفترات,ونتلقي كما هائلا من المكالمات الهاتفية التي تنم عن اتساع رقعة المستمعين لشبكة القرآن الكريم, ووصل الأمر إلي العجز عن استقبال كل هذا الكم وذلك في الفترة الصباحية وهناك فترة مسائية لمدة ساعة تحت عنوان الاسلام والحياة وتتم فيها مناقشة القضايا التي تهم المجتمع أو التي تطرأ عليه. ..ولكن بعض المستمعين له اعتراض وتحفظ علي هذه الفترة؟ من الطبيعي جدا ان يحدث,لانه من المعلوم ان ارضاء الناس غاية لاتدرك,كما ان الاعتراض والتحفظ علي بعض البرامج لدينا من قبل دليل صحة وعلامة ايجاب علي تفاعل الجمهور معنا,وليس سلبا,كما يدعي البعض. هل توجد محاذيرلديكم كما كان في أثناء النظام السابق؟ لاتوجد محاذير ولا يوجد لدينا قل ولاتقل, فقط المهنية هي التي تحكمنا يشكو كثير من الناس من رتابة طريقة برامج الإذاعة فكيف تردون علي ذلك؟ بالفعل معهم حق, ولكن كان هذا في الماضي وقت أن كان الخطاب الإعلامي في اتجاه واحد من الإذاعة إلي المستمعين في شكل برامج معلبة أو سابقة التجهيز, أما الآن فأعتقد ان الأمور قد تغيرت فحاليا توجد إذاعة تفاعلية. كيف ترون التنافس بين الإذاعة والقنوات الفضائية الدينية؟ بالتأكيد هناك تأثير علينا بعد ظهور القنوات الفضائية الدينية,حيث اوجدت نوعا من التنافس الكبير الذي لا يرحم, خاصة ان تلك القنوات تمتلك الصورة وابهار الألوان وهذا يحملنا عبئا كبيرا,غير ان هذا التنافس في مصلحتنا,لأنه علي الرغم من إبهار الصورة في تلك القنوات,فإنه سيظل لإذاعة القرآن الكريم مذاقها الخاص و لها مستمعوها, حيث لايحتاج الاستماع إليها إلي تفرغ تام كما هو الحال في التليفزيون والفضائيات,والحمد لله أظهرت استطلاعات الرأي أن إذاعة القرآن الكريم من أكثر الإذاعات استماعا,حيث وصلت النسبة الي مايقرب من نحو98% من جملة مستمعي الاذاعات المختلفة. ..وهل يدفعكم هذا الي عمل خطة تطويرمستمرفي المرحلة المقبلة؟ بالطبع,لأن التغيير والبديل سنة كونية,لذا نسعي دائما إلي التوسع في تحميل الشبكة علي الأقمار الصناعية والإنترنت وكافة الوسائط الإلكترونية ونسعي لاستحداث أشكال برامج جذابة. موقف الإذاعة من الإعلانات؟لم سمح لها ثم تم وقفها؟وهل هناك اتجاه لإعادتها من جديد؟ نعم مررنا بتجربة الاعلانات لكنها لم تلق قبولا من المستمعين, ومن ثم أعيد النظر في هذه التجربة. حدثنا عن الدراما الدينية في الإذاعة وموقفكم منها؟ الدراما من الأشكال الإذاعية الأكثر تأثيرا في المستمع والأسرع وصولا وتحقيقا للهدف,وهناك سهرتان للدراما شهريا مدة كل منهما نصف ساعة, ونعد لعمل تفسير ابن كثير دراميا, وكذا قصة آية. يكاد الجميع يحفظ تسجيلات القراء المصريين الكبار من كثرة تكرارها ألا يوجد تسجيلات لهم أخري لم يتم إذاعتها من قبل؟ بالفعل توجد لدينا تسجيلات اخري غير التي تذاع,ولكن بها عيوب فنية لاتصلح لأن تذاع, كما اننا نحاول الاتصال بأحفاد القراء ومحبيهم لإمدادنا بمالديهم من تسجيلات نادرة,ونحن نناشد الجميع بأن كل من لديه تسجيلات لأعلام القراء المصريين فعليه التقدم بها انا ونحن علي استعداد تام لاذاعتها بعد تجربتها وضبطها فنيا. وما مساحة جيل الوسط والجيل الجديد من القراء في الإذاعة؟ومن المسئول عن اعتماد القراء إذاعيا؟وكذلك اجيال المبتهلين مانصيبهم في الاذاعة؟ نحن في الاذاعة لدينا جداول تنظم إذاعة تلاوات القراء سواء جيل الأعلام أو الوسط أو الجيل الجديد, بحيث نعمم تحقيق العدالة بين كل الفئات والمسئول عن اعتماد القراء هي اللجنة الموحدة لاختبارات القراء باتحاد الإذاعة والتليفزيون,وماينطبق علي القراء يتم تطبيقه ايضا علي المبتهلين. أين مساحة المرأة والأطفال وأيضا ذوي الإحتياجات الخاصة في إذاعتكم الموقرة؟ لدينا برامج لمختلف الشرائح الاجتماعية والعمرية ومنها براعم الإيمان طلائع الإيمان دليل المرآة- وبرنامج وبشر الصابرين لذوي الاحتياجات الخاصة. هل تعتقدون أن الجانب المسيحي راض عن رسالة الإذاعة وبرامجها؟ يسأل في ذلك الجانب المسيحي وديننا يأمرنا باحترام الآخر حيث لهم دينهم ولنا ديننا أما الوطن فنحن فيه شركاء. حدثنا عن منظومة التطوير في الشبكة؟وهل تحتاجون الي دعم مادي لتواكبوا مستجدات العصر؟ التطوير سنة الكون وهو مستمر مااستمرت الحياة والبرامج التفاعلية هي سمة العصر حيث يجد المستمع نفسه في إذاعته ويساهم بأفكاره في تطويرها,ونحن علي استعداد لتقبل جميع الاقتراحات من جمهور المستمعين سواء في الداخل او الخارج. كيف ترون دوركم في تجديد الخطاب الديني؟ إذاعة القرآن الكريم تتبني خطابا وسطيا معتدلا بلا إفراط ولا تفريط بلا سب ولا قذف ولا مدح ولا قدح. وما هو دوركم في القضاء علي الظواهر السلبية التي ظهرت في المجتمع؟ نحن أشبه برجل الإطفاء في المرحلة الراهنة, حيث ندعو إلي أدب الحوار وإعلاء قيم التجرد ومصلحة الوطن ونبذ الفرقة والاعتصام والوحدة. حدثنا عن خطتكم في شهر رمضان هذا العام؟وما تحتويه من جديد؟ لدينا برامج جديدة تقوم علي ربط النصوص بالواقع المعاش, ودراما بعنوان يوم في حياة الرسول بالإضافة إلي نقل صلاتي العشاء والتراويح من الحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة.
