أكدت حركة حماس أنها "ليست في مأزق حاليا، ولا تبحث عن مقر جديد لقيادتها خارج دولتي قطر ومصر اللتين لم تطلبا منها المغادرة". وقال ممثل حماس في لبنان علي بركة إن "قيادة حركته لم تنتقل إلى تركيا، ولا تسعى لبحث هذا الموضوع مع أنقرة، حيث ما تزال مكاتبها مفتوحة في كل من الدوحة والقاهرة، ولم يطلب أحد منها مغادرة البلاد". وأضاف بركة في تصريحات صحفية إن "علاقة الحركة بالقيادة القطرية ممتازة ولم تتأثر بانتقال السلطة إلى الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني"، نافيا "وجود مبرر للتفكير في الانتقال إلى بلد آخر إزاء الأوضاع الراهنة للمنطقة". وأوضح أن "حماس حريصة على بناء علاقات متوازنة مع الجميع، وليست طرفا في محور ضد آخر"، مبينا أن "قيادة حماس موجودة في أكثر من قطر عربي وليست في مكان واحد، حيث تمركز القيادات يأتي، بطبيعة الحال، بالتوافق مع الدول المضيفة". وبالنسبة إلى بركة، فإن الأحداث المصرية الأخيرة وتبعات العهد القطري الجديد والأزمة السورية "تجعل حماس في أزمة"، ولكنه أقر بتأثير مساعي أطراف معينة لتشويه علاقة الحركة مع الشعب والقيادة المصرية. من جانبه، رأى يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس الحكومة المقالة في غزة أن الأمير القطري الجديد سيكون امتدادا لسياسة والده في علاقاته العربية والإقليمية والدولية. وقال "لن يحدث أي تغيير دراماتيكي في السياسة الخارجية القطرية، بحكم أن الاستمرار في ذات النهج تقريبا يخدم المصالح القطرية". وأضاف "ليس هناك خوف من قبل حماس من التغيرات الجارية، والنظر إليها بإيجابية"، مستبعدا تأثر مكتب حماس في قطر بالتغيير في السلطة. إلا أن أمين سر تحالف فصائل المقاومة خالد عبدالمجيد اعتبر أن "حماس في مأزق حقيقي نتيجة مراهناتها الخاسرة". وأفاد أن "تدخل حماس وغيرها من أطراف فلسطينية في الأزمة السورية والأحداث المصرية ألحق ضررا بالغا بالقضية الفلسطينية وحق العودة، في إطار تفاهمات بينها وقوى إقليمية وعربية لخدمة مشروع لا يخدم القضية". وأضاف أن "الشعب الفلسطيني هو الذي يدفع ثمن مواقف غير محسوبة، نتيجة رهان السلطة على خيار التفاوض الأوحد، ورهان حماس على مشروع إسلامي أممي". وأوضح أنه "لا توجد الآن أي دولة مستعدة لفتح مقر لمكاتب حماس، بما في ذلك تركيا والسودان، خلا زيارات متواترة لقادة حماس ضمن فترات محدودة". ورأى أن "سوء حساب التقدير عند حماس أوصل علاقتها بالنظام السوري إلى القطيعة والعداء، بينما لم يعدّ وجودها في قطر كالسابق، فضلا عن الاحتقان وتوتر العلاقة بين حماس ومصر، بما ينعكس سلبا على الشعب الفلسطيني".