ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الخميس أن تصريحات ميت رومني -مرشح انتخابات الرئاسة الأمريكية عن الحزب الجمهوري - حول الاحتجاجات التي شهدتها مصر وليبيا بسبب الفيلم المسيء للنبي محمد والذي أنتجه أمريكيون ومصريون مقيمون بالولايات المتحدة، تسيء لحملته الانتخابية. وانتقدت الصحيفة، ما سمته ب "الهجوم ذو الطابع السياسي البحت" الذي شنه رومني على إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما - منافسه عن الحزب الديمقراطي- في طريقة تعاطيها مع الأزمة، معتبرة أن تصريحات رومني تسيء وتضعف من مصداقية حملته الانتخابية. ولفتت الصحيفة- في سياق مقال افتتاحي أوردته على موقعها الإلكتروني- إلى أن رومني "زعم"، بأن أول رد فعل للإدارة الأمريكية على الأزمة كان "إبداء تعاطف مع المعتدين" على مقار السفارة الأمريكية في القاهرة وبنغازي. إلا أنه في حقيقة الأمر - حسبما أبرزت الصحيفة- فإن البيان الذي صدر عن السفارة الأمريكية في القاهرة كان قد صدر قبل اندلاع الاحتجاجات، متناولا الفيلم المعادي للدين الإسلامي -الذي كان محور التظاهرات في الدولتين العربيتين- ومنددا بمن يستغلون حق حرية التعبير لإلحاق الضرر بالعقائد الدينية للآخرين". وزعم رومني أن إدارة أوباما " قدمت اعتذارا عن القيم الأمريكية"، مشيرا إلى أن التسامح الديني يضاهي في أهميته حرية التعبير الذى يمثل جوهر القيم الأمريكية. وأوضحت الصحيفة أن الفيلم استفز بالفعل مشاعر المسلمين وسخر من نبيهم وعقائدهم الدينية وصورهم في صورة غير أخلاقية وعنيفة.. مؤكدة أنه يطرح نموذجا مبتذلا للتعصب الأعمى. وخلصت الصحيفة- في ختام مقالها- إلى أن ما يثير الدهشة هو أن رومني لم يقل شيئا عن الكراهية الموجهة ضد أبناء دين سماوي مقدس، مشيدة -في المقابل- باللهجة التي تبناها الرئيس أوباما في خطابه أمس الأربعاء حينما قال "نرفض جميع المساعي الرامية لتشويه العقائد الدينية للآخرين.. لكن ليس هناك مبرر أيضا لذلك النوع الأعمى من العنف"، على حد وصف الصحيفة.