قال د.علاء رزق الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي والمرشح الرئاسى السابق فى اللقاء الثقافى بعنوان المستقبل السياسي فى مصر فى المكتبة العصرية للثقافة والتنمية بالمنصورة أنه عند وضع الدستور الجديد يجب الاستفادة من أخطاء الأنظمة السابقة وتقليص صلاحيات الرئيس فى الدستور الجديد وإعادة توزيعها بين مؤسسات الدولة بما يضمن عدم تركز السلطة فى يد واحد وإعادة إنتاج ديكتاتور جديد مع ضرورة ضمان الرقابة والمحاسبة والشفافية والتوازن بين السلطات خاصة أن الحراك السياسى فى مصر يتجه إلى ضرورة عدم تركز السلطة فى قبضة يد واحدة وأن يكون هناك أكثر من طرف توزع عليهم المهام داخل الجهاز التنفيذى للدولة وهو ما يؤدى إلى تطور ثقافة المجتمع مع ضرورة أن يكون الدستور ملتزم بوضع الحريات العامة دون قيد وسلطة قضائية وتنفيذية وسلطات محددة لرئيس الجمهورية ورئيس وزراء بسلطات منفصلة عن رئيس الجمهورية والتأكيد على إستقلال القضاء . هذا وقد نعى د. علاء رزق الخبير الاستراتيجى والمرشح الرئاسى السابق شهداء الوطن ضحايا الحادث الدنىء الخسيس الذى وقع فى العريش والذى يعد حادثا إرهابيا يهدد الأمن القومى المصرى والذى يجب التصدى له بكل قوة وحزم ولابد من مكاشفة الشعب المصرى بكل تجرد حول حقيقة هذا الحادث الإرهابى والعمل على أخذ حق الوطن ويطالب د.علاء بمحاسبة كل الأجهزة المعنية فى سيناء وخارجها نتيجة للتقاعس الشديد فى حماية الأمن القومى ويجب فورا إنشاء وزارة لتنمية وتعمير سيناء مع إحياء مشروع تنمية سيناء لتوصيل ترعة السلام بمياه نظيفة غير ملوثة إلى ربوع سيناء واستصلاح مليون فدان وتوطين 8 مليون مواطن مصرى يكون هذا درعا للأمن القومى المصرى من جهة الشرق لاسيما وأن إنشاء الخط البرى بين مصر والسعودية سيساهم فى هذه التنمية مع العمل فورا على تعديل الملاحق الخاصة بإتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل لبسط السيطرة المصرية سواء من جهاز الشرطة أو القوات المسلحة على كافة مداخل ومخارج سيناء مع ضرورة تقسيم سيناء إلى ثلاث محافظات طولية كل محافظة يوجد بها جامعة حكومية وإستاد دولى هذا إن كنا جادين فعلا فى حماية التراب الوطنى من التقسيم والضياع إما إذا كنا غير ذلك فإن الشعب المصرى لن يتسامح أبدا مع أولئك الذين ينشرون الفوضى ويتلاعبون بمصالح الأمة ولو بعد حين . أضاف د.رزق إننا فى ظل الثورة المعلوماتية فالعلم هو الأساس يجب الاهتمام بالعلم قبل أى شىء فلن نستطيع تحقيق حداثة ولدينا 68% تحت خط الفقر وما يقرب من 35 مليون مصابين بأمراض متفشية من إجمالى 85 مليون فردا لذا فدائما ما أقول لانستطيع بناء مصر الا من خلال التعليم وأنا من المؤمنين أن الاقتصاد شريطة الأمن وليس العكس فعندما نقوم بتشغيل الشباب فلن نرى حوادث إجرامية متأسيا بالآية القرآنية قال تعالى "الذى أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف" ويجب فتح أسواق للمنتج المصرى فى إفريقيا فهناك ما يقرب من 140 مليون إفريقى متعطشين للمنتج المصرى وردا على سؤال عن علاقاتنا بإسرائيل قال التعامل مع دول كعلاقات مصالح فمثلا أتعامل مع امريكا بما يفيد مصالحى وليس علاقة تابع بمتبوع وكانت المشكلة الأساسية والتى مازالت تواجهنا أن 99% من أوراق قضية الشرق الأوسط فى يد أمريكا لذا يجب أن ندخل فى شبكة علاقات متوازنة تخدم مصالحنا. أكد د.رزق على أن مصر دولة محورية فى المنطقة بما تمتلكه من موقع جغرافى واستراتيجى مميز وصاحبة حضارة 7 آلاف سنه قائمة على الإبداع .. قال سيدنا يوسف فى القرآن الكريم قال تعالى "إجعلنى على خزائن الأرض" وخزائن الأرض يقصد بها مصر لما تمتلكه من مقومات يؤهلها لتصبح دولة رائدة فى المنطقة . أضاف الثورة المصرية نجحت فى إقصاء رأس النظام ولكن لم تنجح فى تحقيق مبادىء الثورة التى قامت من أجلها حتى الآن من حرية وعدالة وكرامة إنسانية .. ومازال لدينا 32 ألف قيادة حكومية يتقاضون مرتبات من 100 ألف وحتى 2 مليون فى الشهر .. وأكد على أن هناك خيط رفيع يفصل بين الحرية والفوضى وأعلى درجات الحرية هى العدالة . قال أن هذه المبادىء لن تتحقق الا من خلال تضافر جميع القوى والتيارات السياسية خلف قائدها وقال ان الفرقة من أهم التحديات الداخلية التى تواجهنا فى هذه الفترة العصيبة فى تاريخنا كما أن هناك فى الخارج من يتربص بنا على الدوام وبعلمون أن مصر إذا قامت فهذا نهاية لإسرائيل فمصر هى القاطرة التى تجر ورائها بقية الدول العربية. وعن بناء سد الألفية فى إثيوبيا قال أن أثيوبيا لم تكن فى حاجة لإقامة مثل هذا السد ولكن هناك تحالفات مع بعض القوى طالبت منها إحتلال أوجادين فى الصومال وبذلك تصبح دولة إثيوبيا دولة مطلة على البحار والمحيطات ... وبعد إحتلال أوجادين فكروا فى إقامة سد الألفية على الحدود الاثيوبية السودانية ولم يكن يحدث هذا الا من خلال تقسيم السودان إلى شمال وجنوب ... ولكننى أقول أنه بناءا على الاتفاقية الموقعة بين مصر وإثيوبيا والذى بمقتضاه فإن لمصر حق الفيتو فى إقامة أى مشروع على منابع النيل .لذا فإننا مع تحرير الصومال حتى تعود إثيوبيا فى علاقاتها المتوازنة مع جيرانها دون تدخلات من قوى عظمى فلن تستطيع اصلاح بلدنا من الداخل الا من الخارج. كما إستنفر الداعية الإسلامية د.باسم سعيد ما يشاهده على الفضائيات خلال المناقشات من تراشق بالألفاظ قد يصل لحد السباب ولايوجد رادع برغم أن الإلتزام بتعاليم ديننا الحنيف يجعلنا نبتعد عن مثل هذه الأفعال ...والالتزام بآيات الذكر الحكيم ..وأدار اللقاء د.مصطفى البندارى مدير المكتبة الذى أشار إلى أهمية مثل هذه الندوات لإثراء النقاش السياسى والثقافى وخاصة بعد الثورة وقد أذيعت تفاصيل الندوة على إذاعة الحياة بالمنصورة.