انتقد الفنان خالد الصاوي سعي الاحزاب السياسيه وراء مصالحه الشخصيه وتحقيق أغراضها الخاصه علي حساب الفئات المهمشه والمواطنين البسطاء دون النظر لما يعانون من مشاق. الصاوي عبر عن ذلك علي صفحته الشخصيه علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك قائلا: نعيش في دولة ظالمة، في قمة الهرم أقلية أنانية تتحكم في أعناق وأرزاق البشر، تحتها طبقة وسطى مكبلة وحائرة بين وهم الصعود الاجتماعي ومرارة الهبوط المهين، وتحت كل هذا تختنقالجماهير الشعبية بالملايين بحثا عن الخبز والكرامة لا تملك غير السواعد الهزيلة وصبر أيوب ومزيجا فريدا من الإيمان والتقشف والمرح المصري الطيب مع توليفة خاصة من غضب المظاليم ومحبة الغلابة لبعضهم وللحياة. هذه الجماهير الشعبية التي تصنع الحياة يوميا هي أول المضحين دائما وأول المحرومين كذلك! أول من يُنادىَ عليه في الحروب وآخر من يجنى الثمار إذا جنى أصلا! هذه الجماهير الجائعة التي تزرع الأرض فيأكل المنعمون وهم يعصرون أشقاءها في المصانع والمحاجر والموانيء فتتراكم الأرباح في البورصة والبنوك والقصور ولا يبقى لها غير الفتات! هذه الجماهير التي تزدحم بها عنابر المؤسسات ومطابخ الفنادق والميكروباصات الهادرة هي بالذات ما لا نجد لها ذكرا في كافة البرامج العمرانية والصحية وكأنها –وهي الغالبية- مجرد سواقط قيد في دولة المُلَّاك وكبار السماسرة. هؤلاء هم صناع الحياة المحرومون من العيش الكريم ومن التقدم أيضا، يتزايدون كل عام مع هبوط قطاعات يائسة عليهم من الطبقة الوسطى التي يتحول أبناؤها إلى طبقة عاملة في ثياب الأفندية متسمرة بمكاتب الشركات لا تجد في عملها أية متعة ولا تتقاضى مقابلا عادلا عن ساعات عمرها الضائعة. كل الأحزاب تحدثك عن الحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية وهذا حقها، ولكنها لا تحدثك عن انحيازها الطبقي بوضوح.. وهذا حقك.. أن تعرف ماذا يريد منك أي حزب؟ هل يريدك جنديا في ميدان الأقلية المنعمة التي تريد ترسيخ المجتمع الطبقي طبعا؟ أم في ميدان الطبقة الوسطى الحائرة التي لا تسعى إلا إلى إصلاحات طفيفة ترمم النظام ولا تغيره بالكامل؟ أم تريدك مثلنا جنديا في ميدان صناع الحياة المحرومين والمقموعين والمثقفين الثوريين الذين يريدون تغييرا جذريا في الدولة والمجتمع ككل؟ نحن نريدك معنا في حزب التحالف الشعبي الاشتراكي المنحاز بوضوح لهذه الجماهير الشعبية والذي يؤمن بأن تحرر الجماهير من بؤسها وتأخرها لن يأتي إلا بأيديها ولن يكون منحة من أعلى، ونحن لا ننحاز لها لأنها الأكثر حرمانا ومذلة فقط، بل لإيماننا العميق بأنها الأقدر على إعادة تشكيل الهرم كله من القاعدة إلى القمة بحيث نستبدل دولة الظلم الطبقي البوليسية بجمهورية العدل الاجتماعي بما يحتويه المعنى من مكافحة التمييز بكل أشكاله وإعلاء الأرواح فوق الأرباح وليس العكس! نحن لا نستلهم المجتمع الذي نحلم به من الخيال والكتب، بل من المثال العظيم الذي ابتكره شعبنا خلال أيام ثورة يناير وما أسميناه وقتها باخلاق الميدان حيث امتزج التضامن بالتكافل والإيثار في أجمل صورة، ونستقي من اللجان الشعبية الرائعة نموذج التعاون الصحي والفعال بيننا، وقبل هذا كله نتعلم من نضالات شعبنا المناضل من أجل إنسانيته والذي خاض عددا كبيرا جدا من الثورات وحروب الاستقلال خلال القرنين الماضيين بالقياس لأمم كثيرة، ونتعلم أيضا من تراث المقاومة الإنسانية من الأديان والحضارات المختلفة إلى المحاولات الكفاحية المعاصرة والتي نتوحد معها في العداء لتوحش النظام الرأسمالي والاستعمار العالمي والصهيونية والفاشية والتمييز ضد المرأة والطفولة وتخريب البيئة لنهب ثرواتها.. وباختصار.. نتوحد مع كل مناضل مصري أو عربي أو غربي ينادي بالوجه الإنساني للبشرية والذي كادت تطمسه عقيدة الطمع والفلسفة الأنانية والتعصب الأعمى وصفقات السلاح! ندعوك إلى الانضمام إلى تحالف العمال وفقراء المزارعين والطلاب وصغار الموظفين وجميع الكادحين والمعطلين عن العمل بلا ذنب وشباب المهنيين الضائعين والمثقفين الثوريين المؤمنين بالجماهير وسكان العشوائيات وكافة المهمشين، نسير معا ونناضل معا ونحن نضع فوق رؤوسنا من لفظتهم دولة الظلم من ضحايا الشيخوخة ومن أشقائنا المعاقين والمرضى الذين لا يشعرون بالحضن الاجتماعي في دولة لا يعالج فيها إلا الأثرياء كما لا يتعلم فيها بشكل جيد إلا هم أيضا! قضيتنا ليست في مقاعد البرلمان ولا الحقائب الوزارية ولا كرسي الرئيس، قضيتنا هي إعادة توزيع الثروة بشكل عادل ومنصف، والجماهير هي التي سترشدنا كيف يتم تحقيق ذلك الهدف المحوري عبر مشوارها الثوري المجيد، سنخوض كل المعارك الديمقراطية معها دون أن ننخدع بالمكاسب السطحية التي يمكن أن تتنازل عنها الطبقة الحاكمة، لأن مشروعنا أكبر بكثير من الديمقراطية السياسية التي سنناضل بالتأكيد من أجلها.. مشروعنا هو الديمقراطية الاجتماعية الشاملة، ولهذا سنظل ننادي باستمرار الثورة حتى تنتصر مطالب الجماهير الشعبية وتتحول لمكاسب يومية ملموسة على الأرض. نعيش في دولة ظالمة، ونناضل من أجل تغييرها من الجذور.. فكن معنا.