واشنطن:- استنكرت أمريكا حملة على الاحتجاجات المناهضة للحكومة في السودان انتشرت في أنحاء العاصمة الخرطوم. وبدأت الاضطرابات في شكل احتجاجات طلابية معزولة تعبيرا عن الاستياء من إجراءات التقشف المزمعة في البلاد ثم اتسعت رقعتها خلال الأيام السبعة الماضية. وقالت وزراة الخارجية الأمريكية في بيان إنه وردت أيضا أنباء عن اعتقالات لبعض المحتجين وحبسهم وضربهم. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الوزارة "إن الأسلوب الصارم الذي اتخذته قوات الامن السودانية غير متناسب ويبعث على بالغ القلق". وهونت السلطات السودانية من شأن الاحتجاجات قائلة إنها من عمل مهيجين، ووصف الرئيس السوداني عمر البشير المتظاهرين والمحتجين في بلاده على الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها حكومته ب"شذاذ الآفاق الذين تعاملت الحكومة معهم بالمؤسسات المعروفة"، ووجه بفتح معسكرات التدريب وعدم الاستكانة "لأن التآمر على البلاد لا يزال مستمرا". ويحاول النشطاء استغلال الاستياء العام في بناء حركة أوسع نطاقا، على غرار انتفاضات الربيع العربي للإطاحة بحكم الرئيس عمر البشير الممتد منذ 23 عاما. وقد تضرر الاقتصاد السوداني -الذي يعاني بالفعل من تأثير سنوات الصراع والعقوبات التجارية الأمريكية وسوء الإدارة- من انفصال جنوب السودان المنتج للنفط قبل عام، واستحوذت الدولة الوليدة على نحو ثلاثة أرباع إنتاج النفط السوداني، وكان النفط في السابق المصدر الرئيسي للعملة الأجنبية وإيرادات الدولة في السودان.