شهدت ولايات شمال السودان إحتجاجات واسعة الأسبوع الماضى نظمتها حركات طلابية ضد سياسات التقشف التى بدأت حكومة شمال السودان تبنيها بعد انفصال الجنوب المنتج للنفط قبل عام ومن بينها تخفيض دعم الوقود . "إنهم يقولون إن الاجراءات الاقتصادية فرصة للربيع العربي ولكن السودان بالفعل شهد الربيع عدة مرات من قبل" هكذا علق الرئيس السودانى على الدعوات التى تطلقها المعارضة للحاق بدول الربيع العربى فى إشارة إلى إنتفاضة 1964 و1985... ومن جانبها توعدت الشرطة السودانية بالتصدى للاحتجاجات المناهضة للحكومة بالقوة . وأضاف البشير فيما يبدو كتكرار لسيناريو دول الربيع أن المحتجين الذين يحرقون إطارات السيارات ماهم إلا بضعة محرضين ،بينما الثورات فى السودان يشارك فيها الشعب بأكمله .. وتحاول جماعات وحركات المعارضة إستغلال الظروف الإقتصادية الصعبة التى تمر بها السودان لتنظيم صفوفها ومحاولة إسقاط نظام البشير الذى بدأ منذ 23 عاما ،فبعد أن بدأت الحركات الطلابية الاحتجاجات ضد الحكومة منذ أسبوعين تقريبا انضمت حركات المعارضة السياسية إليها لتضيف للاحتجاجات زخما شعبيا . ويعانى شمال السودان الذى لم يتخط بعد صدمة إنفصال الجنوب من حركات تمرد مسلحة فى دارفور بالإضافة إلى ولايتين على حدود دولة الجنوب الوليدة مما يزيد من ضغط الاحتجاجات الشعبية السلمية على نظام البشير الذى يبدو للجميع متماسكا خاصة فى ظل إنخفاض حدة المظاهرات بمرور الوقت خاصة فى العاصمة الخرطوم .. وقد أعلنت حركات التمرد المسلحة ترحيبها بالمظاهرات المناهضة للنظام مضيفة أنها مستعدة لوقف إطلاق النار إذا كان ذلك سيسقطه . ويعتبر مراقبون أن الاحتجاجات التى تشهدها السودان مجرد محاولات لإحداث تحسينات إقتصادية ومنع خطة التقشف التى أقرتها الحكومة وليست ثورة شعبية على غرار ماشهدته دول الربيع خاصة مع ضعف التأييد الشعبى لتلك الإحتجاجات .