رحلة معاناة حقيقة يعيشها المواطنون فى مستشفيات الفيوم بصورة يومية, حتى أصبحت هذه المستشفيات يطلق عليها أسرع الطرق الى الآخرة. يقول المواطن أحمد عبد التواب سيف النصر, عشت تجربة مريرة وواقعية داخل ما يسمى بمستشفى الفيوم العام, والذى وجدت فيه أطباء لا قلب لهم ولا ضمير مهنى, ويضيعون أوقاتهم فى الحديث مع بعضهم داخل المستشفى دون عمل, ويتلذذون بمعاناة المرضى من المحتاجين والمترددين على المستشفى تحت ضغط الحاجة وضيق الوقت. ويضيف: اتصلت بى المدرسة وأخبرتنى أن طفلى "أنس" يعانى من ارتفاع درجة حرارته ولابد من الذهاب به الى الطبيب, وقبل الظهر بقليل حيث لا يوجد اطباء يعملون فى هذا التوقيت توجهت الى مستشفى الفيوم العام فوجدتها تغص بالأطباء من كافة التخصصات يقفون أمام الباب الرئيسى يتسامرون فيما بينهم, وووجدت بينهم 3 من أطباء الأطفال منهم رئيس القسم د. راجح فؤاد, ود. طارق السعيد, ود. صفوت ومعى إحدى الممرضات التى تطوعت لمساعدتى, ولكنها قالت لى أن هؤلاء الاطباء لن يقوموا بالكشف على طفلك تحت أى ظرف إلا بتعليمات من مدير المستشفى. ويستطرد: توجهت معها للعيادة الخارجية قسم الأطفال, فوجدت الأبواب مغلقة وبعض الأطفال ينتظرون, وعلمنا أن الاطباء غادروا لصلاة الظهر وقد لا يعودون, فتوجهنا من هناك بصحبة الممرضة لمكتب مدير المستشفى الدكتور صابر المصرى, وأخبرونا أنه فى اجتماع مع وكيل وزارة الصحة بصحبة وكيل المستشفى الدكتور محمد نادى, ودخلت مكتب مدير المستشفى فوجدت الدكتور أحمد حماد وكيل المستشفى, فأخبرته بأننى أريد الكشف على طفلى الذى يعانى من ارتفاع فى درجة الحرارة وقىء وسعال شديد, فرفض قائلاً "يحتاج لطبيب أطفال فاذهب به لقسم الاستقبال" , فرفضت لأن من بالقسم جميعهم أطباء امتياز وهو يتحدث عن طبيب أطفال. وقال لى الرجل " انت صحفى فاكتب أنك لم تجد فى المستشفى طبيباً يعالج طفلك وهو يبتسم وكانه يسخر من معاناتى" , ومع برود فى الحوار من الطبيب القائم بعمل المدير غادرت مكتبه وتطوعت إحدى الموظفات لمساعدتى, فتوجهت بى لقسم الأطفال الخالى من الاطباء تماماً, وأخيراً هداها عقلها لنتوجه لقسم الحضانات لعلنا نجد طبيب أطفال, وبعد طول انتظار وقد قاربت الساعة على الواحدة والنصف نجحت الموظفة فى العثور على طبيبة حديثة التخرج للكشف على نجلى, والتى اهتمت بالأمر نظراً لسابق معرفتها بالموظفة, وقامت بالكشف على الطفل وطمأنتى عليه. ويقول سيف النصر "خرجت من المستشفى وأنا اتحسر على ضياع الضمير فى المستشفى, وامكاناتها الكبيرة التى أصبحت مرتعاً للأطباء, لا للعمل بل للتوقيع فقط والترفيه قبل ذهابهم لعياداتهمو وكأن وقت العمل الذى يتقاضون راتباً عليه أصبح هو وقت فراغهم وليذهب المرضى الفقراء الى الجحيم".