علقت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اليوم السبت على طلب النظام السوري من المدنيين بالتخلي عن أسلحتهم خلال مهلة أقصاها أسبوع واحد، متعهدا بتنفيذ المبادرة التي أطلقتها جامعة الدول العربية الرامية إلى إيجاد حل للخروج من الأزمة التي تعصف بالبلاد حاليا. وقالت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الألكتروني - إنه في الوقت الذي دعت فيه السلطات السورية مواطنيها للتخلي عن أسلحتهم ، حصدت دبابات الجيش السوري أرواح 21 شخصا في مظاهرات اندلعت يوم أمس الجمعة على نحو يشير إلى استمرار تواجد القوات السورية في الشارع السوري و ممارسة العنف ضد معارضي النظام. ووصفت الصحيفة ما أعلنه النظام السوري ، خلال بيان نقلته وسائل الإعلام السورية ، من رغبته في الحفاظ على الأمن والإستقرار في البلاد قبيل حلول عيد الأضحى بغير الصادقة، مدللة على ذلك بمباغتة القوات السورية للمواطنين أثناء مظاهرة خلال شهر رمضان الماضي ، الأمر الذي شجبه ملك السعودية بشده ليحدث فجوة عميقة وإنقلاب جذري في سياسات المملكة تجاه الأزمة السورية. ونقلت الصحيفة عن محلليين سياسيين قولهم "إن بقاء القوات السورية حتى الآن وقتل مدنيين خلال مظاهرة الجمعة يعد خرقا وتحديا للمبادرة العربية التي وافقت عليها سوريا والتي تقضي بضرورة الإنسحاب الكامل لقوات الجيش السوري من المدن والإفراج عن النشطاء السياسيين المحتجزين في السجون السورية ثم البدء الفوري في إجراء حوار مع المعارضة في غضون أسبوعين". ولفتت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى ما قاله الباحث السياسي في الشؤون السورية وسام طريف ، بأن إصرار النظام السوري على بقاء قواته في المدن وقتله للمدنيين يعد دليلا دامغا على عدم الوفاء بإلتزاماته ، مضيفا أن "النظام لن يسمح بسحب قواته على نحو يتيح للمدنيين العودة إلى التظاهر مجددا". من ناحية أخرى ، أشارت الصحيفة إلى ما وصف منظمة المجموعة الدولية لإدارة الأزمات (آي سي جي) والتي تتخذ من بروكسل مقرا لها ، المبادرة العربية ب "غير الواقعية"، مشيرة إلى أن مطالبة دمشق بتنفيذ بنود تلك المبادرة صيغت بأسلوب مبهم وغير واضح بما يعني أن النظام السوري سيحاول التفاوض عمليا على أشياء قد وافق عليها من حيث المبدأ في السابق. ونقلت الصحيفة ما ورد بتقرير صادر عن (آي سي جي) موضحا أن الأزمة السورية تقترب من نقطة تحول جذري ، وأنه في حال تعرض المتظاهرين السلميين لمزيد من الضغوط في الأيام القليلة القادمة فإن ذلك من شأنه أن يزيد الوضع سوءا ويفضي إلى موجات عنف جديدة ومواجهات بين قوات النظام ومناوئيه. ورصدت الصحيفة أجواء المظاهرات التي اندلعت في عدة مدن سورية بالأمس منها دمشق وقابون و ركن الدين وضواحي مدينة دمشق حيث تعمد المتظاهرين القيام بمسيرات مليونية لإختبار صدق نوايا النظام في إنهاء أعمال العنف والقمع اللذين تعرض لهما الشعب السوري طيلة الأشهر الماضية. وتابعت الصحيفة بالقول أنه وفقا لنشطاء سوريين فإن صبر المجتمع الدولي على سوريا وإحتمالية إلتزاماتها بالمبادرة العربية قد نفد عقب ضلوع القوات السورية في مقتل العشرات من المتظاهرين السلميين في مظاهرات أمس الجمعة والأيام السابقة لها. ولفتت إلى ما صرح به المتحدث بإسم نائب وزير الخارجية الفرنسية رومان نادال بأن سوريا قد خرقت إلتزامها بالمبادرة العربية..قائلا " إن إستمرار أعمال القمع يناقض ما تعهدت به سوريا حيال تنفيذ مبادرة جامعة الدول العربية " .