الحوثيون يتحركون لإقامة إقليم شيعي باليمن

كشفت مصادر قبلية يمنية عن سيطرة المتمردين الحوثيين، مؤخرًا، على مناطق واسعة من محافظة حجة، شمال غرب صنعاء، والقريبة من معقل الحوثيين في محافظة صعدة، فيما رأى مراقبون أن الحوثيين بتلك التحركات يسعون إلى إقامة إقليم شيعي مستقل ومحاكاة تجربة "حزب الله" الشيعي في لبنان.
وقالت تلك المصادر لصحيفة "السياسة" الكويتية إن المئات من المتمردين الحوثيين سيطروا على "عزلة أفصر" التي تضم 13 قرية بمديرية كحلان الشرف والمجمع الحكومي ومنطقة أبو دوار في مديرية مستبأ في محافظة حجة شمال غرب صنعاء وذلك بعد سيطرتهم في وقت سابق على مديرية وشحة حيث يعد حوالي 90 في المئة من سكانها من الموالين لهم.
وأوضحت المصادر أن نائب زعيم الحوثيين يوسف المداني قاد نحو 400 شخص للسيطرة على مديرية مستبأ, فيما يتواجد حاليا في عزلة أفصر بكحلان الشرف نحو 150 مسلحاً حوثياً قدموا من محافظة صعدة خلال الأيام الماضية ومعهم أسلحة مضادة للطيران وأسلحة رشاشة متنوعة وخفيفة على إثر سقوط ستة قتلى في كحلان الشرف من عشيرة بني الشرفي الموالية لهم في مواجهات مع عشيرة بني جب التي قتل منها ستة أيضا وينتمي أفرادها إلى حزب "الإصلاح" (الإخوان المسلمين) المعارض.
وتقع المناطق التي سيطر عليها الحوثيون حديثًا في محافظة حجة قرب محافظة صعدة التي سبق للحوثيين أن سيطروا عليها بشكل كامل في مارس الماضي ونصبوا تاجر السلاح فارس مناع محافظا عليها. وتكتسب تلك المناطق أهمية إستراتيجية لقربها من الحدود السعودية.
وتسود مخاوف بين الأهالي من سيطرة المتمردين الحوثيين على مديرية تلو أخرى ووقوع محافظة حجة في قبضتهم وهو ما سيمكنهم من فرض سيطرتهم على ميناء ميدي الذي يخططون لجعله منفذا لهم على البحر.
وكان المتمردون الحوثيون وبالتزامن مع سيطرتهم على محافظة صعدة قد سيطروا أيضا بالتعاون مع مجاميع مسلحة من حزب "الإصلاح" على محافظة الجوف وتقاسموا مناطقها بما في ذلك الأسلحة والمعسكرات التابعة للجيش.
ويرى مراقبون أن الحوثيين بهذه الخطوة إنما يسعون لتحقيق مخططهم التوسعي بالسيطرة على المحافظات الثلاثة المذكورة, إضافة إلى أجزاء من محافظة عمران وإنشاء إقيلم شيعي مستقل خاص بهم على غرار سيطرة "حزب الله" على جنوب لبنان, مستغلين الأزمة الحالية التي يمر بها اليمن.
من جانبها، ناشدت جماعة "التيار السلفي" بمحافظة صعدة، مجددًا، السلطة المحلية وعقلاء المحافظة بفك حصار الحوثيين عنهم, ليتمكنوا من أداء فريضة الحج لهذا العام.
وقال السلفيون في دار دماج إن الحوثيين منعوهم من أداء فريضة الحج وفرضوا عليهم حصاراً من خلال منع وصول المواد الغذائية والدواء إليهم.
وأكدوا في بيان, أنه للمرة الثانية كرر الحوثيون إجرامهم الآثم بفرض الحصار وضرب الحظر على سكان منطقة دماج. واتهموا الحوثيين بمنع الخطباء من الذهاب إلى المساجد لإقامة صلاة الجمعة ومنع الناس من زيارة أقاربهم.