نشرت صحيفة "هآرتس" على موقعها الالكتروني مقتطفات من مذكرات كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كشفت فيها عن بعض المواقف الفلسطينية والاسرائيلية فيما يتعلق بمفاوضات السلام . وقالت رايس " أن رئيس وزراء حكومة العدو السابق ايهود أولمرت كان من الممكن أن يتعرض للقتل في محاولاته للتوصل لاتفاق سلام مع الفلسطينيين وأن رابين لقي مصرعه على أقل من ذلك".
وتقول رايس وفقاً لترجمة "المشهد الاسرائيلي": "أنها وجورج بوش الرئيس الامريكي السابق أعجبوا من نية اولمرت التوصل لاتفاق سلام، حيث عين أولمرت حينها وزيرة الخارجية تسيفي ليفني كمسؤولة عن المفاوضات التي تعلمت بسرعة. وبدأت بزيارات للمنطقة خلال فترات متقاربة لكن التقدم كان بطيء لكن ثابت وكنت واثقة من أن الجانبين يحاولون بجدية التوصل لاتفاق سلام".
ووفقاً لرايس فإنها التقت خلال زياراتها مع ممثلي دول عربية وفي مكتب اولمرت ومن ثم لقاء الجانب الفلسطيني.
وتضيف "أنه خلال المقابلة مع اولمرت أبلغها من اجل التوصل لاتفاق سلام خلال ولاية بوش يجب أن تتم المفاوضات مع ابو مازن مباشرة وليس مع أبو علاء" وتقول انها لم تشعر بالارتياح حينما سألته عن العلاقة بين ما يعرضه وبين ما قدمته تسيفي ليفني لأن جوابه كان مخالفاً لما أبلغتها به ليفني، إلا أنه أخبرها أن الرئيس عباس بحاجة لشيء فيما يتعلق باللاجئين والقدس وأنه سيعرض عليه أراضي بنسبة 94 % مع تبادل مناطق. وفيما يتعلق بالقدس تقول أن اولمرت أخبرها أنه يقبل أن تكون عاصمتين لدولتين، واحد شرق المدينة والأخرى غربها.
وكتبت رايس في مذكراتها تعليقاً على هذا "اعتقدت ان هذا الامر لن ينجح" ، وقالت رايس أن اولمرت ابدى استعداده لاستقبال عدد من اللاجئين الفلسطينيين داخل الكيان حوالي 5000 فلسطيني" وتستكمل رايس أنها فكرت هل يمكن لرئيس وزراءاسرائيلي أن يقبل بتقسيم القدس ويسمح بتواجد دولي للاشراف على المقدسات؟
وتضيف أيضاً أن اولمرت بدأ بشرح رؤياه بانه يمكن له تمرير هذه الصفقة لكن بموافقة الجيش موضحاً أن هذا الامر لن ينجو منه ر ئيس وزراء اسرائيلي وطالبها بعدم مفاجأته بأفكار جديدة خلال المحادثات بينهما موضحاً لها أنه يخاطر ولا يمكن للولايات المتحدة أن تتجاوزه". وتقول رايس أنها أخبرته بأنها ستتحدث مع ابو مازن حول هذه المواضيع.
وتقول الصحيفة أن اقتراح اولمرت بتشكيل لجنة دولية للإشراف على الأماكن المقدة كتمته عن أقرب مستشاريها أليوم برامز وديفيد ويلش خشية ان تسبب أحراجات لأولمرت.
وتوضح رايس انه خلال محادثاتها الهاتفية مع الادارة الامريكية لم تكن تشعر براحة خشية أن تكون أجهزة الأمن الاسرائيلية تتنصت عليها رغم استخدامها خطوط هواتف آمنة، وأنها أخبرت الادارة خلال اتصالاتها بأن اولمرت بالفعل يريد التوصل لاتفاق سلام ومستعد للموت من أجل الوصول لهذا الاتفاق لأنه يقدم اكثر بكثير مما قدمه رابين وقتل بناء عليه.
وتقول رايس في مذكراتها أن رد أبو مازن كان ضرورة الدخول مباشرة للمفاوضات وأنه لا يستطيع اخبار 4 مليون فلسطيني بأنه فقط 5000 لاجيء يمكنهم العودة لمنازلهم واخبرها أيضاً انه جاهز لمقابلة أولمرت وجها لوجه
وتعترف رايس أن اقتراح اولمرت ظل يطاردها ويطارد الرئيس بوش خلال الأشهر الأخيرة لولايته وطلبت من بوش دعوة الرئيسين للمرة الأخيرة على الرغم من معرفة بوش بأن أولمرت سيستقيل وأن الكيان مقبل على انتخابات.
وتضيف رايس أنها شعرت بالخوف من ضياع الفرصة لأنه لن تكون هناك فرصة كهذه مستقبلاً واتهمت ليفني بحثها على عدم تصديق وعود أولمرت.
وتختتم الصحيفة مقتطفاتها بالقول نقلاً عن رايس "الامر يبدو صحيحاً رئيس وزراء اسرائيلي يعرض اقتراحات بهذا الشكل الجيد ورئيس فلسطيني يقبل بها كل هذا سيساهم في دفع عجلة السلام للأمام. إلا أن عباس رفض كانت لدينا فرصة أخيرة، كلا الرئيسين زار واشنطن على حدة الرئيس بوش طلب من عباس التفكير ثانية بالعرض لكن عباس أصر على موقفه وماتت الفكرة.