وصلت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس أمس الأول إلي الشرق الأوسط في زيارة تستغرق يومين، تلتقي خلال الزيارة بكبار المسئولين في تل أبيب ورام الله هي السابقة منذ انطلاق مؤتمر أنابوليس للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، والذي وعد خلاله الرئيس جورج بوش بالتوصل إلي اتفاق قبل انتهاء ولايته ومغادرة البيت الأبيض في يناير المقبل. وتسعي رايس خلال الزيارة الي اخراج مفاوضات السلام الاسرائيلية-الفلسطينية من مأزقها الراهن سعيا الي ابرام اتفاق سلام قبل نهاية ولاية بوش. وتكرس هذه الزيارة الجهود الحثيثة التي تبذلها عميدة الدبلوماسية الامريكية في سباقها مع الوقت والتي زادها صعوبة اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت نيته الاستقالة فور انتخاب خلف له في رئاسة حزبه كاديما في 17 سبتمبر المقبل. وهذه سابع زيارة تقوم بها رايس الي المنطقة منذ مؤتمر انابوليس (الولاياتالمتحدة) الذي عقد في نوفمبر 2007 وشهد اعادة احياء مفاوضات السلام الفلسطينية-الاسرائيلية. وهي ايضا زيارتها ال18 في غضون عامين. وخلال هذه الزيارة التي تستمر يومين ستعمل رايس علي تقييم "الجهود الجارية لارساء سلام دائم وايجابي في المنطقة" كما اعلن المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك الذي اوضح في بيان ان الوزيرة ستقيم ايضا "التقدم (الذي تم تحقيقه) في اطار الهدف المشترك بالتوصل الي اتفاق سلام. وفي هذا الاطار قال ماكورماك ان رايس ستلتقي خلال زيارتها مسئولين اسرائيليين وفلسطينيين ولكن من دون ان يحدد اسماءهم. وكانت رايس عمدت خلال زيارتها الاخيرة الي المنطقة منتصف يونيو، وعلي غير عادة، الي تشديد لهجتها ازاء اسرائيل عبر انتقاد مواصلة الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي المحتلة الذي يعيق تحقيق اي تقدم في مفاوضات السلام. وتتزامن زيارة رايس مع بدء فصائل فلسطينية عدة محادثات في القاهرة تهدف الي تحقيق المصالحة، كما انها تتزامن مع افراج اسرائيل الاثنين عن 199 معتقلا فلسطينيا "كبادرة حسن نية تجاه الرئيس الفلسطيني". وبعد سنوات من الجمود اعيد احياء مفاوضات السلام الاسرائيلية-الفلسطينية قبل نحو عام في انابوليس قرب واشنطن، وهي مفاوضات يفترض ان تقود الي قيام دولة فلسطينية مستقلة. ويومها التزم اولمرت وعباس بالسعي الي التوصل الي اتفاق سلام قبل نهاية ولاية الرئيس الأمريكي جورج بوش. ومذاك حققت هذه المفاوضات بعض التقدم ولكن الطرفين لا يزالان متباعدين حول قضايا الوضع النهائي وابرزها مستقبل القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين والمستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية وحدود الدولة الفلسطينية الموعودة. ولكن اعلان اولمرت انه سيستقيل من منصبه، بسبب تورطه في قضايا فساد، فور انتخاب رئيس جديد لحزبه كاديما في الانتخابات الحزبية المقررة في 17 سبتمبر المقبل، وجه ضربة قاسية الي هذه المفاوضات. ومع ان رايس اكدت ان بلادها ستواصل السعي الي التوصل لاتفاق سلام قبل نهاية ديسمبر علي الرغم من استقالة اولمرت، الا ان الخبراء يجمعون علي ان رحيل اولمرت عن السلطة سيضعف فرص التوصل الي اتفاق سلام في 2008 نظرا الي جهوده في هذه المفاوضات. وابدت ليفني، التي يحتمل ان تخلف اولمرت، تشاؤما حيال فرص التوصل الي اتفاق محذرة من ان ابرام اتفاق غير مكتمل يهدد باشعال اعمال عنف. وامام التشاؤم المتزايد ازاء الموعد الذي حدده الرئيس الأمريكي للتوصل الي اتفاق سلام، اقرت رايس نهاية يوليو بصعوبة التوصل الي اتفاق سلام بحلول نهاية العام، ولكنها اكدت في الوقت عينه علي ضرورة التوصل سريعا الي حل لهذا النزاع القديم الذي دخل عامه الستين. وتساءلت يومها "اذا لم يحصل هذا اليوم فمتي؟". وأكد المفاوض الفلسطيني محمد اشتيه ان المفاوضات اصبحت عند "تقاطع طرق، لاننا لا نعلم من سيقود الحكومة (الاسرائيلية) الجديدة ولان ادارة بوش تنتهي ولايتها نهاية العام الجاري".