قال مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية السفير محمد قاسم إن مصر عرضت خلال مناقشات اجتماع الاتحاد الافريقي التشاوري حول ليبيا الذي عقد في اديس ابابا الجمعة استضافة اجتماع لجنة الاتحاد الافريقي العليا المعنية بحل الأزمة في ليبيا والتي تهدف الى جمع طرفي الصراع للتحدث معا والتوصل الى حل للخروج من هذه الأزمة. وأوضح السفير قاسم الذي يرأس وفد مصر في إجتماع الاتحاد الافريقي التشاوري حول ليبيا ان مصر عرضت استضافة اجتماع اللجنة العليا نظرا لعدم تمكنها من دخول ليبيا للقاء طرفي الصراع بسبب الأحداث هناك, وكذلك انطلاقا من مسؤولية مصر تجاه الشعب الليبي والسعي لتحقيق الاستقرار في ليبيا والمنطقة واعادة الحياة الطبيعية في ليبيا وعدم انزلاق الاوضاع هناك الى ما هو أسوأ وبالتالي التأثير على كافة الاطراف المعنية. وأشار الى ان مصر تولي اهمية كبيرة لتطورات الاوضاع في ليبيا حيث انها دولة تجاورنا مباشرة وبها عدد كبير من الرعايا المصريين، موضحا أن هذا المؤتمر التشاوري دعا اليه الاتحاد الافريقي ويشارك فيه ممثلون من جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والدول الاعضاء الدائمة بمجلس الأمن التابع للامم المتحدة والاتحاد الاوروبي. وقال مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية إن الاتحاد الافريقي لديه مبادرة مهمة لنزع فتيل التوتر في ليبيا والتي تهدف الى الحوار بين طرفي النزاع , مشيرا بذلك الى مبادرة اللجنة العليا التي شكلها مجلس السلم والامن التابع للاتحاد الافريقي يوم 10 مارس الجاري وتضم رؤساء موريتانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومالي وجنوب افريقيا واوغندا وكذلك رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الدكتور جان بينج وفوضها بالدخول في حوار مع جميع الأطراف في ليبيا ومواصلة تقييم تطورات الوضع على الأرض. وأوضح قاسم ان هذه المبادرة تدعو الى وقف جميع الاعمال العدائية والاتصال بطرفي الصراع في ليبيا والتوصل الى حل سلمي للأزمة وتوفير الحماية والأمن للرعايا الليبيين والأجانب المقيمين هناك, لكنه قال ان هذا مرتبط بموافقة الطرفين على وقف حقيقي لاطلاق النار. وقال في هذا الصدد ان مبادرة الاتحاد الافريقي هذه حظيت بموافقة المجتمع الدولي, لكن تنفيذها مشروط بأن توافق القيادة الليبية والمجلس الوطني الانتقالي على وقف حقيقي لاطلاق النار والحوار. كان الاتحاد الافريقي قد بدأ صباح اليوم الجمعة اجتماعا تشاوريا عقد بمقر مفوضية الاتحاد في اديس ابابا لبحث التطورات الأخيرة في ليبيا بمشاركة ممثلين من الدول الأعضاء بالاتحاد وممثلين من بعض الدول الكبرى بينها روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. كما يشارك في المؤتمر أعضاء مجلس السلم والأمن واللجنة العليا التابعة للاتحاد المعنية بحل الأزمة في ليبيا وكذلك ممثلون من الدول المجاورة وشركاء الاتحاد الافريقي وذلك بهدف التوصل الى اتفاق على سبل ووسائل للخروج المبكر من الأزمة وكذلك الاتفاق على آلية من اجل التشاور وعلى الاجراءات المشتركة التي سوف تتخذ.
